نهج البلاغة/من كلام له عليه السلام لما خوف من الغيلة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من كلام له عليه السلام لّما خوّف من الغيلة

من كلام له عليه السلام لّما خوّف من الغيلة - نهج البلاغة

من كلام له عليه السلام لّما خوّف من الغيلة

وإنّ عليّ من الله جنّةً حصينةً، فإذا جاء يومي انفرجت عنّي وأسلمتني، فحينئذٍ لا يطيش السهم ولا يبرأ الكلم.

من كلام له عليه السلام

ألا وإنّ الدنيا دارٌ لا يسلم منها إلاّ فيها. ولا ينجي بشيءٍٍ كان لها. ابتلى الناس بها فتنةً فما أخذوه منها لها أخرجوا منه وحوسبوا عليه. وما أخذوه منها لغيرها قدموا عليه وأقاموا فيه. وإنّها عند ذوي العقول كفيء الظلّ بينا تراه سابغاً حتّى قلص، وزائداً حتّى نقص.

ومن خطبة له عليه السلام

واتّقوا الله عباد الله. وبادروا آجالكم بأعمالكم وابتاعوا ما يبقى لكم بما يزول عنكم. وترحّلوا فقد جدّ بكم. واستعدّوا للموت فقد أظلّكم. وكونوا قوماً صيح بهم فانتبهوا. وعلموا أنّ الدنيا ليست لهم بدارٍ فاستبدلوا. فإنّ الله سبحانه لم يخلقكم عبثاً ولم يترككم سدىً. وما بين أحدكم وبين الجنّة أو النار إلاّ الموت أن ينزل به. وإنّ غايةً تنقصها اللحظة وتهدمها الساعة لجديرة بقصر المدّة. وإنّ غائباً يحدوه الجديدان: - الليل والنهار - لحريٌّ بسرعة الأوبة. وإنّ قادماً يقدم بالفوز أو الشقوة لمستحقٌّ لأفضل العدّة. فتزوّدوا في الدنيا من الدنيا ما تحرزون به أنفسكم غداً فاتّقى عبدٌ ربه. نصح نفسه. قدّم توبته. وغلب شهوته فإنّ أجله مستورٌ عنه. وأمله خادع له. والشيطان موكّلٌ به يزيّن له المعصية ليركبها ويمنيّه التوبة ليسوّفها حتّى تنجم منيّته عليه أغفل ما يكون عنها فيالها حسرةً على ذي غفلةٍ أن يكون عمره عليه حجّةً وأن تؤدّيه أيّامه إلى شقوةٍ. نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإيّاكم ممن لا تبطره نعمةٌ ولا تقصّر به عن طاعة ربّه غايةٌ. ولا تحلّ به بعد الموت ندامة ولا كآبةٌ.

ومن خطبة له عليه السلام

الحمد لله الذي لم يسبق له حالٌ حالاً. فيكون أوّلاً قبل أن يكون آخراً. ويكون ظاهراً قبل أن يكون باطناً كلّ مسمّى بالوحدة غيره قليلً. وكلّ عزيزٍ غيره ذليلٌ. وكلّ قويٍّ غيره ضعيفٌ. وكلّ مالكٍ غيره مملوكٌ. وكلّ عالمٍ غيره متعلّمٌ. وكلّ قادرٍ غيره يقدر ويعجز. وكلّ سميعٍ غيره يصمّ عن لطيف الأصوات ويصمّه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها. وكلّ بصيرٍ غيره يعمي عن خفيّ الألوان ولطيف الأجسام. وكلّ ظاهرٍ غيره باطنٌ. وكلّ باطنٍ غيره غير ظاهرٍ. لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطانٍ. ولا تخوّفٍ من عواقب زمانٍ. ولا استعانةٍ على ندٍّ مثاورٍ. ولا شريكٍ مكاثرٍ ولا ضدٍّ منافرٍ. ولكن خلائق مربوبون. وعبادٌ داخرون لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائنٌ. ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائنٌ لم يؤده خلق ما ابتدأ ولا تدبير ما ذرأ ولا وقف به عجزٌ عمّا خلق. ولا ولجت عليه شبهةٌ فيما قضى وقدّر. بل قضاءٌ متقنٌ وعلمٌ محكمٌ. وأمر مبرمٌ المأمول مع النقم والمرهوب مع النعم.

ومن كلام له عليه السلام كان يقوله لأصحابه في بعض أيّام صفّين

معاشر المسلمين استشعروا الخشية وتجلببوا السكينة وعضّوا على النواجذ فإنّه أنبى للسيوف عن الهام وأكملوا اللامة وقلقلوا السيوف في أغمادها قبل سلّها والحظوا الخزر واطعنوا الشزر ونافحوا بالظبا وصلوا السيوف بالخطا. واعلموا أنّكم بعين الله ومع ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم. فعاودوا الكرّ واستحيوا من الفرّ فإنّه عارٌ في الأعقاب. ونارٌ يوم الحساب. وطيبوا عن أنفسكم نفساً. وامشوا إلى الموت مشياً سحجاً وعليكم بهذا السواد الأعظم. والرواق المطنّب. فاضربوا ثبجه فإنّ الشيطان كامنٌ في كسره. قد قدّم للوثبة يداً وأخّر للنكوص رجلاً فصمداً صمداً. حتّى ينجلي لكم عمود الحقّ وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي