نهج البلاغة/من وصية له عليه السلام لعسكره قبل لقاء العدو بصفين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من وصيةٍ له عليه السلام لعسكره قبل لقاء العدوِّ بصفين

من وصيةٍ له عليه السلام لعسكره قبل لقاء العدوِّ بصفين - نهج البلاغة

من وصيةٍ له عليه السلام لعسكره قبل لقاء العدوِّ بصفين

لا تقاتلوهم حتى يبدأوكم فإنَّكم بحمد الله على حجَّةٍ، وترككم إيَّاهم حتى يبدأوكم حجَّةٌ أخرى لكم عليهم. فإذا كانت الهزيمة بإذن الله فلا تقتلوا مدبراً. ولا تصيبوا معوراً، ولا تجهزوا على جريحٍ. ولا تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم، فإنَّهنَّ ضعيفات القوى والأنفس والعقول. إن كنَّا لنؤمر بالكف عنهنَّ وإنَّهنَّ لمشركاتٌ. وإن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالفهر والهراوة فيعيَّر بها وعقبه من بعده.

وكان عليه السلام يقول إذا لقي العدوَّ محارباً

اللهمَّ إليك أفضت القلوب. ومدَّت الأعناق. وشخصت الأبصار، ونقلت الأقدام، وألضيت الأبدان. اللهمَّ قد صرَّح مكتوم الشنآن وجاشت مراجل الأضغان. اللهمَّ إنَّا نشكو إليك عيبة نبيِّنا. وكثرة عدوَّنا، وتشتُّت أهوائنا. ' ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين '.

وكان يقول عليه السلام لأصحابه عند الحرب

لا تشتدَّنَّ عليكم فرَّةٌ بعدها كرَّةٌ، ولا جولةٌ بعدها حملةٌ وأعطوا السيوف حقوقها. ووطئوا للجنوب مصارعها وادمروا أنفسكم على الطعن الدعسيِّ والضرب الطلحفي. وأميتوا الأصوات فإنَّه أطرد للفشل. فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما اسلموا ولكن استسلموا وأسرُّوا الكفر، فلما وجدوا أعواناً عليه أظهروه.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي