نهج البلاغة/من وصية له عليه السلام للحسن والحسين

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

من وصيَّةٍ له عليه السلام للحسن والحسين

من وصيَّةٍ له عليه السلام للحسن والحسين - نهج البلاغة

من وصيَّةٍ له عليه السلام للحسن والحسين

عليهما السلام لمَّا ضربه ابن ملجم لعنه الله:

أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تأسفا على شيءٍ منها زوى عنكما. وقولا بالحقِّ واعملا للأجر. وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً. أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم، وصلاح ذات بينكم، فإنِّي سمعت جدَّكما صلى الله عليه وآله يقول: ' صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ' والله الله في الأيتام فلا تغبُّوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم. والله الله في جيرانكم فإنَّهم وصيَّة نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننَّا أنَّه سيورِّثهم. والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم. والله الله في الصلاة فإنَّها عمود دينكم. والله الله في بيت ربِّكم لا تخلوه ما بقيتم فإنَّه إن ترك لم تناظروا. والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله. وعليكم بالتواصل والتباذل. وإيَّاكم والتدابر والتقاطع. لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولَّى عليكم شراركم ثمَّ تدعون فلا يستجاب لكم. يا بني عبد المطلب لا ألفينَّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً تقولون قتل أمير المؤمنين، ألا لا تقتلنَّ بي إلا قاتلي. انظروا إذا أنا متُّ من ضربته هذه فاضربوه ضربةً بضربة، ولا يمثَّل بالرجل فإنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ' إيَّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور '.

من كتابٍ له عليه السلام إلى معاوية

وإنَّ البغي والزور يذيعان بالمرء في دينه ودنياه، ويبديان خلله عند من يعيبه. وقد علمت أنَّك غير مدركٍ ما قضي فواته. وقد رام أقوامٌ أمراً بغير الحقِّ فتأوَّلوا على الله كذبهم. فاحذر يوماً يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله، ويندم من أمكن الشيطان من قياده فلم يجاذبه. وقد دعوتنا إلى حكم القرآن ولست من أهله. ولسنا إيَّاك أجبنا، ولكنَّا أجبنا القرآن في حكمه. والسلام.

ومن كتابٍ له عليه السلام إليه:

أمَّا بعد فإنَّ الدنيا مشغلةٌ عن غيرها، ولم يصب صاحبها منها شيئاً إلا فتحت له حرصاً عليها ولهجاً بها، ولن يستغني صاحبها بما نال فيها عمَّا لم يبلغه منها. ومن وراء ذلك فراق ما جمع ونقض ما ابرم ولو اعتبرت بما مضى حفظت ما بقي. والسلام. ^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي