نهضت من كل أوب تلتقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة نهضت من كل أوب تلتقي لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة نهضت من كل أوب تلتقي لـ أحمد محرم

نهضتْ من كلِّ أوبٍ تلتقي

فاحذروها يا بَنِي المصطلقِ

إحذروها غارةً ملمومةً

يَتّقِي أهوالَها مَن يتقي

لا تظنّوا جمعَكم كُفؤاً لها

حينَ تَمضِي في العجاجِ المُطبقِ

سرِّحوا الجيشَ وكُفُّوا إنّها

مَصرعُ الجيش وحَتفُ الفيلقِ

نعق الحارثُ يدعوكم إلى

أن تبيدوا ليته لم يَنعَقِ

لا يغرَّنْكم رَسُولٌ جاءكم

مُبغض القلب محب المنطقِ

يا رسول الصدق ماذا جمعوا

لذوي البأسِ وأهلِ المصدقِ

الأُلَى تَتَّسِعُ السُّبلُ بهم

للمنايا في المجالِ الضيّقِ

يخفق النصرُ على أعلامِهِم

إن تَرَدَّى كلُّ جيشٍ مُخفقِ

ما يبالون المنايا النُّكر في

مُرعدٍ من هولها أو مُبْرِق

لأبي بكرٍ وسعدٍ نظرةٌ

بعد أخرى كالشُّواظِ المُحرقِ

في اللّوائَيْنِ ضياءٌ منهما

واضحُ المطلعِ طَلقُ المَشرِقِ

وعلى الفاروقِ من إيمانه

ما على صَمصامِهِ من رونقِ

وعليٌّ وابن عمّارٍ هما

عُدَّةُ الحربِ لهولِ المأزق

يترامى القائدُ الأعلى بهم

في عُبابٍ للمنايا مُغرِق

جاش فيه كلُّ زخَّارِ القُوى

يرتقِي من لُجّهِ ما يَرتَقي

خيرُ خلقِ اللَّهِ في شِكَّتهِ

يمتطي خيرَ العِتاقِ السُبَّقِ

سُحِرَ القومُ ومن آياتِهِ

رُقيةُ السِّحْرِ وَطِبُّ الأولق

نزل الذكرُ عليه فانطوى

مُصحفُ الحِبْرِ وسِفْرُ البطرقِ

وَسِعَ الكُتْبَ جميعاً وَوَعَى

مِن سَناها كلَّ معنىً مونِقِ

علّم الدنيا الهدى فيما مضى

وهو خيرٌ هادياً فيما بقي

عربيٌّ فتحت آياتُهُ

كلَّ بابٍ للمعاني مُغلَقِ

في أَسالِيبَ حِسَانٍ غَضَّةٍ

وفُنُونٍ حُرّةٍ لم تُطْرَقِ

نَفَحاتُ الحقِّ في أبهى الحلى

من رياحين البيانِ المورِقِ

نهض الفاروقُ يدعوهم إلى

مِلّةِ الخيرِ دُعاءَ المُشفِقِ

فأبى القومُ وقالوا دينُنا

إنْ نَدَعْهُ لِسواهُ نَفْسُق

ومشى جاسوسُهم يبغِي الأذى

فمشى عِزريلُه في المفرق

قيل أسلِمْ قال لا فاحتقبتْ

نَفسُه إثمَ الغويِّ الأحمق

يا أبا بَرَّةَ ليس البرُّ أن

تتولّى فاتّئدْ واستوثِقِ

أفَمن يعتِقُ من رِقِّ الهوى

أنفُسَ النّاسِ كمن لم يُعتَق

يا أبا برَّةَ لا تَأْبَ الهدى

وبمن حولكَ فارأفْ وارفق

قلتُم الحربُ وقتلاها وما

هِي بالأمرِ الأحبِّ الأخلق

وتوالى النَّبلُ يَهمِي صَوْبُهُ

فَوَقَ صوبٍ من نجيعٍ مُهرَق

إذ يَقُولُ اللَّهُ في عليائِهِ

لرسولِ اللَّهِ سَدِّدْ وارشُقِ

قادةٌ ما صادفوا أكفاءَهم

وجنودٌ مِثلُها لم يُخلَقِ

ذُعِرَ الجمعُ فلو أنّ القطا

طار في آثارِهِ لم يَلحقِ

صَدَّ عن ظمأى العوالِي ولَوى

كلَّ صَبٍّ في المواضِي شَيِّق

فُجِعُوا في النَّهبِ والسَّبْيِ معاً

وسُقُوا أَسْوَأَ شِرْبِ المُسْتَقِي

نَعِمَتْ بَرَّةُ ماذا تشتكِي

من أسىً بَرْحٍ وهمٍّ مُقلِقِ

يا ابنَةَ الحارِثِ طِيبي وانعمي

أيُّ رزقٍ صالحٍ لم تُرزَقي

ذاك جوُّ المجدِ وضّاحُ السَّنا

حَلِّقي ما شئتِ فيهِ حَلِّقي

اصطفاكِ اللَّهُ فيمن يَصطَفي

وانتقَى بَيتَكِ فيما ينتقي

واحتوى التَّاجُ المحلَّى دُرَّةً

منكِ مَن يلمحْ سناها يُطرِق

فارقي أسرَ ابن قيسٍ واشكري

يا ابنةَ الحارثِ فضلَ المُطلِقِ

اللُّبابِ المحضِ من رُسلِ الهدى

منذ كانوا والصَّميمِ المُعرقِ

حَطَّ عنكِ الإصْرَ بَرَّاً ورثى

لك من ضُرٍّ شديدٍ مُرهقِ

وَرَعى حقَّكِ لا يبغِي سوى

أن تكوني بالمحلِّ الأليق

أقبلَ الحارثُ يحدو إبْلَهُ

وبهِ من طولِ هَمٍّ ما بِهِ

سيّدُ القومِ يُريد ابنتَه

ويَرومُ الذَّبَّ عن أحسابِه

قال ويحي كيف تُسْبَى بَرَّةٌ

وأبو بَرَّةَ في أثوابِهِ

حُرَّةٌ من حُرَّةٍ أنجبها

ونماها نابِهٌ من نابِهِ

إِبِلي سِيري وأُمِّي يثرباً

واطلبي ليثَ الوغَى في غابِهِ

شَرَفي آبَى عليه وابنتي

أفتدي منه ومن أصحابِهِ

ساقَهَا إلا بَعِيْرَيْنِ هما

من صفايا المالِ أو صُيَّابِهِ

غُودِرَا في جانبِ الوادي وما

يَجلِبُ الأمرَ سوى أسبابهِ

قال دعها يا رعاكَ اللهُ لي

وَاشْفِ هذا القلبَ من أوصابِهِ

إنّها بنتي التي ربَّيتُها

في حِمَى العزِّ وفي محْرَابِهِ

أعطنيها وتَقبَّلْ ما معي

من فداءٍ جَلَّ عن أضرابِهِ

قال بل أحدثتَ أمراً لم تَخَفْ

سُوءَ ما يَغشَى الفتى من عابِهِ

غَابَ عن ذَوْدِكَ ما استبقيتَهُ

لك في الوادي وفي أعشابِهِ

يا أبا بَرَّةَ إنّي لأرى

مَوضِعَ العَوْدَيْنِ في أنقابِهِ

قال أسلمتُ وما أدنى الهدى

يا رسولَ اللَّهِ من طُلابِهِ

وَضَحَ الحقُّ فما من حُجَّةٍ

لغبيِّ القلبِ أو مُرتابِهِ

إنّهُ للّهِ فضلٌ ما له

غَيْرُ من يُؤْثِرُ من أحبابِهِ

نكص الشِّركَ على أعقابِهِ

وَهَوَى القائِمُ من أنصابِهِ

يا رسولَ اللّهِ لا كان امرؤٌ

لم يَكُنْ دِينُكَ من آدابِهِ

شرفُ الأخلاقِ من أحكامِهِ

والتُّقَى والبِرُّ من آدابِهِ

أنت نِعْمَ الصِّهرُ مجداً وَسناً

إن طلبنا المجدَ في أقطابِهِ

جِئتَ بالخيرِ بشيراً لم تَزَلْ

تصدعُ الأغلاقَ عن أبوابِهِ

تلك بنتي دخلت فيهِ معي

ما خشينا المنعَ من حُجّابِهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة نهضت من كل أوب تلتقي

قصيدة نهضت من كل أوب تلتقي لـ أحمد محرم وعدد أبياتها سبعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي