هات اسقنيها شعلة من نار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هات اسقنيها شعلة من نار لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة هات اسقنيها شعلة من نار لـ أحمد تقي الدين

هاتِ اسقنيها شُعلةً من نارِ

فالماءُ لا يُطفي لهيبَ أُواري

أني ظمئتُ وشَدَّ ما أَنا ظامىءٌ

للحقِ لا لِطِلاً وذاتِ سُوارِ

آوي إلى الجنات أجمعُ باقةً

من زهر كل خميلة مِعطار

مستمزجاً للزهر أَكشفُ سرَّه

إن الطبيعة معدن الأسرار

إِن الطبيعة كيفما أَبصرتَها

أُحجيّةٌ عَمِيَتْ على الأَبصار

أَجثو بهيكلِها أقدّسُ سرَّها

وأَظلُّ فيه حائرَ الأَفكار

ومشيتُ ما بين الرياض كعادتي

مستوحياً شعري من الأَزهارِ

فإذا بظبيٍ أَجفلته رؤيتي

فنبتْ له الأَوراقُ عن أنظاري

لبسَ الرياضَ تستراً عن ناظري

ولبستُها كالحلي لا كسِتار

وقفوتُه فاستوقفتني ظبية

نهدت إليّ بصارم بتار

جيدُ الظباء ومن يقاومْ عطفَه

أَوقفتُ في ساحاته تَسياري

من أنتَ قالت يا غريبُ طرقتنا

سَحَراً فقلت فتىً غريبُ الدارِ

متنكر في الروض يختلس الشذا

ليدسَّه بنوافح الأشعار

وسأَلتها من أنتِ قالت بيننا

نَسبُ الغريب بموطن مِقفار

لا أُنسَ لي فيه ولا لِيَ صاحب

علناً يبوح بصحبتي وجواري

ادعوهُمُ عبثاً وما من سامع

فكأنني أدعوهمُ لبَوار

وإذا طرقتُ بلا حجاب دارَهم

خفّوا إليّ بسترةٍ وخِمار

يتسترون عن العيون ببرقُع

سَتَرَ الوجوه شكيمةِ الإبصار

إن الحجاب عن العيون شكيمة

ليس الحجاب شكيمةَ الأَطوار

وأَنا التي يشقى الأَنام بهجرها

وغذاؤها من مُهجة الأحرار

وأَنا الحقيقة لا يفوز بقبلتي

غيرُ الشجاع وقبلتي من نار

يا مدّعين الحق غشاً للملا

هل عندكم للحق من آثارِ

ولبستُمُ ثوب الصلاح تجارةً

ما أنتُمُ حقاً سوى تجار

إن الفضيلة لا يقوم بعِبئها

إلاَّ جَنانُ الفارس المِغوار

يا شاعراً في الروض يُنعش فكرَه

هوِّن عليك فلستَ أولَ ساري

وادخُلْ بديني واعتقدْ كعقيدتي

فالحقُّ ديني والسلام شعاري

لَبيكِ إني قد نشدتُكِ حاملٌ

هذا الشعار وهذه أَوطاري

الشعر بيتٌ للهدى فإذا خلا

منه خلا من غايةِ الاشعار

وسألتها عن حال ذيّاك الطَّلى

قالت هو ابني البكرُ خيرُ صغاري

سميتُه صَدقاً فنفرّه الورى

جيدُ الظباء مُطوَّق بنِفار

ومشت تودعُني فقمت لكفِّها

فلثمتُها بيضاءَ دون غُبار

ولكم يدِ بيضاءَ يلثِمُها الفتى

غِشّاً وباطنُها بلون القار

إن الحقيقة من يفزْ بوصالها

يَرفُلْ بثوب طهارة وَوَقار

في ثغرها نار وفي كبدي ظماً

عبثاً ابلُّ صَداه بالإبحار

ظمإي إلى كأس الحقية والعُلى

هاتِ اسقنيها شُعلةً من نار

شرح ومعاني كلمات قصيدة هات اسقنيها شعلة من نار

قصيدة هات اسقنيها شعلة من نار لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي