هات ذكرى سعاد ذات العقود

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هات ذكرى سعاد ذات العقود لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

اقتباس من قصيدة هات ذكرى سعاد ذات العقود لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

هاتِ ذِكرى سُعاد ذاتِ العُقودِ

فهيَ أحلَى من اِبنةِ العُنقودِ

وَاِتْلُ أَذكارَها عَليَّ بشَدْوٍ

فَهيَ تَحلُو بِنَغمَةِ التغريدِ

ثُمَّ رَدِّدْ حَديثَها لِكئيبٍ

فَحَياةُ الكئيبِ بِالترديدِ

وَيْحَ صَبٍّ فيها اِعتَراهُ جُنونٌ

وَهوَ أَعمَى مِن كَثرَةِ التّسهيدِ

وَيلَ واشٍ وَشى لَها بِكَئيبٍ

عَذَّبته بِغايَةِ التبعيدِ

أَيُّ صَبٍّ يَعيشُ بَينَ اِغترابٍ

وبعادٍ وجفوةٍ وصدودِ

أَنا صَبٌّ وَفي هَواها قتيلٌ

وقتيلُ الغَرامِ خيرُ شهيدِ

إِنّني عَن وِصالِها في هُبوطٍ

غَيرَ أنّي إِلى الجَفا في صُعودِ

لَيتَني مِتُّ قَبلَ هَواها

ليتَني كنتُ لستُ بالمولودِ

إِنَّ ما بي لَو كانَ فَوقَ حَديدٍ

كانَ قَد ذابَ مِن أَقسى الحَديدِ

قَد رَثى لِيَ الجلمودُ حينَ جَفتني

فَهيَ عندي أَقسى مِنَ الجلمودِ

ظَبيَةٌ تَألَفُ النِّفارَ وَتَرنو

بِلِحاظٍ أَلِفْنَ صَيدَ الأسودِ

كلَّما الوردُ شامَ مِنها خُدوداً

مَنَحَتهُ الخدودُ بِالتوريدِ

تُطلِعُ الوردَ زاهِياً وَجْنَتاها

حينَ يُبدي الرُّمّانَ رَوضُ النهودِ

لَو رَأَت جيدَها الثّريّا تَمَنَّتْ

أَنّها لَو تَصيرُ عِقداً لجيدِ

ذاتُ قَدٍّ يَميدُ حِينَ اِعتِدالٍ

مثلَ خَوطٍ إِذا اِنثَنى أُملودِ

تَرقُصُ الخَمرُ بِعِطفَيها دَلالاً

حينَ أَبدى الدّلالُ رَقص البنودِ

خَلقَ اللَّهُ غَمزَها بِعُيونٍ

فيهِ سحرُ النُّهى وَفَتكُ الكبودِ

فَتَكَتني بِمُقلةٍ مثلِ سيفٍ

غمدُها الجفنُ مطبقاً بالرقودِ

ما رَأَينا مِن قَبلِ ذا أَنَّ فَتكاً

كان يوماً بصارمٍ مغمودِ

أَتَمنّى وِصالَها عَن قَريبٍ

فَهوَ في الحبّ لَم يَكُن بِبَعيدِ

رُبَّ لَيلٍ وصالُها كانَ فيهِ

فَهوَ عِندي قَد كانَ أَبركَ عيدِ

فَأَضاءَت نُجومُه وَتَولَّت

وَعَلَيها لِلخَسفِ سودُ البُرودِ

قَد أَتَتني لِرَوضةٍ قَد أميتَت

فَعَلَيها مدَّت رواقَ السُّعودِ

وَاِزدَهَت ثمَّ أَزهَرَت وَأَبانت

كُلَّ زَهرٍ كَنَرجِسٍ وورودِ

وَتَبدَّت كَجنَّةِ الخُلدِ تَزهو

لَو تَحَلَّت بِزينَةِ التخليدِ

سامَرتني ولا رَقيب يَرانا

حَيثُ عَنّا قَد غابَ كلُّ حسودِ

ثمَّ قالَت هَلِ اِمتَدحتَ جمالي

قلتُ فيهِ نَظَمتُ أَغلَى العقودِ

ثمَّ قالَت هَلِ اِمتَدحتَ عَذولاً

قُلتُ ما لي بِعاذِلي المَطرودِ

إِنّ مَدحي غيرَ الكرامِ قَبيحٌ

إِنَّ مَدحَ اللّئامِ غَيرُ سَديدِ

إِنّما يَحسُنُ المَديحُ بِنَظمٍ

لو بَدا النظمُ في مديحِ حميدي

ذي السموِّ الّذي عَداهُ اِنتِهاء

ذي الكَمالِ الَّذي عَدا عَنِ التحديدِ

ذي الطّباعِ الكرامِ في كلِّ صنعٍ

ناشِئٍ عَن مَعروفِهِ المَحمودِ

واحدِ النّاسَ في حِسانِ صفاتٍ

جَوهَرِ العزِّ عقدهُ المنضودِ

الهِزَبرِ الصمصامِ مَن لا يُضاهى

المَهوبِ السّميدعِ الصِّنديدِ

الأَديبِ الجزائِريِّ المُفدّى

الأريبِ المُهذَّبِ المَسعودِ

فَهوَ نَدْبٌ سَميُّ خَيرِ رَسولٍ

فَليهنَّأْ بِكَثرَةِ التّحميدِ

حَسنِ السَّمْتِ صيتُهُ شاعَ فينا

مِثلَ مِسكٍ وَعَنبَرٍ ثمَّ عودِ

طَبعُه الصّدقُ في وَفاءِ وُعودٍ

وَأَخو المَجدِ مُنجِزٌ لِلوُعودِ

لا تَعجَب مِن خُلفِهِ بِوَعيدٍ

إِنَّ شَأنَ الكِرامِ خُلفُ الوَعيدِ

بِذَكاءٍ وَفِطنَةٍ ثمّ حِذْقٍ

قَد خَلا في زَمانِهِ عَن نَديدِ

لَبِسَ المَجدَ وَالمَكارِمَ دِرعاً

كُلُّ فَخرٍ في دِرعِهِ المزرودِ

حازَ خُلقاً مثلَ النسيمِ وَأَحلى

سَلَبَ الرّوضَ بَهجَةَ التوريدِ

سُفنُ المَدحِ غِبَّ طوفانَ جودٍ

مِن نَداهُ اِستَوَت بِأَعلى الجودي

كُلّما قَد مَدَحته بِنظامي

فَنظامي يَقولُ هَل مِن مَزيدِ

دامَ يَرقَى عَلى سَماءِ المَعالي

أَبرجُ العزِّ وَالعُلى والسّعودِ

ما تَبَدّى مَخدومُ كلِّ فَخارٍ

لَيسَ يَفنى إِلى أَوانِ الخُلودِ

أَو تَحَلَّى بِمَدحِهِ جيدُ نَظمي

وَهوَ يَحلو بِهِ الغِنا كَالنّشيدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هات ذكرى سعاد ذات العقود

قصيدة هات ذكرى سعاد ذات العقود لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن المفتي عبد اللطيف فتح الله

المفتي عبد اللطيف فتح الله

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي