هات يا ساق هات بنت النخيل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هات يا ساق هات بنت النخيل لـ فهد العسكر

اقتباس من قصيدة هات يا ساق هات بنت النخيل لـ فهد العسكر

هاتِ يا ساقِ هاتِ بنتَ النخيلِ

فعَساها تشفي عساها غليلي

هاتِ كأسي فيمَ التردّدُ واشرَب

فهيَ حسبي في محنَتي ووَكيلي

هاتِها علّني أذَوِّب أتراحي

فيها ودَع هُراءَ العذول

واتركِ العودَ واسقِنيها على نوح

فؤادي خِدنِ الضنى وعَويلي

جاءَ تَحريمُها وليسَ عَلَينا

بل على كلّ سافلٍ وجَهول

فبصدرِ المكروبِ نارٌ تلظّى

أوقَدتَها الأشجان عند الرحيل

يا خليلي كيفَ السبيلُ إلى الصبر

أجبني باللَهِ هل من سبيلِ

هل سلَوا أم قَضَوا غراما فإني

لم أجد بعدَهُم فتىً يرثي لي

يا حبيبي هيهاتَ يندَمِلُ الجُرح

ودائي استشرى فمن للعليل

وشُكوكي عاثَت بصدري فساداً

ويقيني ويلاهُ غيرُ كفيلي

آه يا مَنهلَ الفؤادِ لقد ضاقَ

نِطاقي وبتُّ كالمخبولِ

لا نَشيدُ الأمواجِ رفَّةَ عن نَفس

ي ولم تَشفِها كؤوسُ الشمولِ

ونسيمُ المساءِ أمسى شواظاً

من زفيري وباتَ غيرَ بليلِ

يا ضفافَ الخليجِ أخمَدتَ

إحساسي وماذا تجني وراءَ خمولي

غيرَ حرقِ البخورِ في كلّ آنٍ

وضروبِ التزميرِ والتطبيل

فاطغَ يا بحرُ آن أن تطغى واغمُر

كلّ ربعٍ منَ الربوعِ محيل

وانعَقي يا بومُ انعقي لا تخافي

وانعَبي يا غربانُ فوقَ الطلول

واصرَخي يا جنوبُ في كلّ وجه

كالح واعصِفي بجفنِ الدخيلِ

وقفي يا شمسَ الهجير وصُبّيهِ

لعاباً يَغلي ببطنِ الأكولِ

واخرجي يا أشباحُ في غَيهَبِ

الغي وطوفي بطغمةِ التدجيل

وارقُصي وانفُثيه سما زعافاً

يا أفاعي الخنا بكل رذيلِ

وانهشي يا عقاربَ الحقدِ من

خصمي بقايا فؤادهِ المأكولِ

والفُظِ الروحَ يا فقيرُ ولا ل

ومَ على مَذبحِ المرابي الكسولِ

وانثُرِ الشوكَ أيّها الأرقُ المرُّ

على مضجعِ الدعيّ الملولِ

واغسلِ النفسَ أيها الخائنُ النادمُ

بالدمعِ فهوَ خيرُ غسولِ

والطمي الصدرَ يا ابنةَ الطَ

هر وابكيهِ فللّهِ قلبُ كل ثكولِ

يا ضِفافَ الخليجِ حطّمتَ آما

لي واثقلتَ كاهلَ المسؤولِ

أنتَ يا مسرحَ الأسى والرزايا

وصُنوف العذابِ والتنكيلِ

ضِقتَ بي والجناحُ منّى مهيضٌ

يا لَحُزني وحيرَتي وذُهولي

لم يَطب لي لؤلا الحبيبُ مقام

بك يا سجنَ كل حرّ نبيلِ

فحياتي روايةٌ ذاتُ فصلٍ

واحدٍ فيكَ وهيَ ذاتُ فصولِ

أنا مثّلتُها على مسرحِ الحرمان

والبؤسِ وانتَهى تمثيلي

وبقَلبي داءٌ وفي النفسِ ما فيها

وعاثَ الضنى بجسمي النحيلِ

وبصَدري سرٌّ دَفينٌ فوا

خوفي عليهِ من قلبيَ المتبولِ

آهِ مَن لي ولَو ببعضِ التأسّي

أنا إن لم أمُت فبعدَ قليلِ

احفروا لي قبراً على شاطىء البحر

سميري في وحدَتي ومُقيلي

لم تَطِب لي دُنيا الشقاءِ فوا

لهفي وشَوقي للعالمِ المجهول

يا ضِفافَ الخليج شرّدتَ

أحلامي فدَع لي عواطفي ومُيولي

إن لي فيكَ والمحبّةُ قيدُ

أغيَداً ذا خلقٍ وخُلقٍ نبيلِ

وجبينٍ زاهٍ وقدّ رشيقٍ

وعيونٍ نشوى وخدٍّ أسيلِ

ومُحَيّاً كالبَدرِ شعَّ سناهُ

أو كشَمسِ الربيع عندَ الأفولِ

وطباعٍ أرقَّ من بسمَةِ الفجرِ

وروح أنقى من السلسبيلِ

ودلالٍ ألذَّ من حلمِ العذراء

في فجر حُبِّها المعسول

طرَق القلبَ حُبُّهُ وهو إذا ذاك

غريرٌ فنالَ حُسنَ القبولِ

فتَكَتَّمتُ يومَ ذاك ولم يحمِل

فؤادٌ كعبءِ حُبّي الثقيل

وكَتَمتُ الأحلام في الحبّ عنهُ

يومَ كنّا مخافةَ التأويل

ومضت يا لتعسِ حظّي سنون

وغنيٌّ حالي عن التفصيل

وانطوَت شُقَّةُ النوى والتقينا

بعدَ لأيٍّ وبعد قالٍ وقيل

فسَفَحتُ الدموعَ بين يديهِ

وهو في شبه حيرة المذهولِ

ينكثُ الرملَ مُطرقاً وأنا

أشكو إليه آلامَ دائي الوبيل

آه لو كان ريقهُ السلسَلُ

المعسولُ دمعي وشَعرُه منديلي

آه ما أعطشَ الفؤادَ إلى دمعَ

ةِ عطفٍ من جفنهِ المكحول

يا لمرآى الدموع وهيَ بناتُ الش

عر في مُقلةِ الحييِّ الخجول

فخرجنا من صمتِنا واعتنَقنا

وأخذنا بالضم والتقبيل

وشربنا بنتَ النخيل وما أعذب

ها في ظل الوصال الظليل

فسَكِرنا فرُحت أنشد شعراً

وهو يُصغي لشعريَ المعسول

ليلةٌ ذِكرياتُها ملءُ ذهني

وهيَ في ظلمةِ الأسى قنديلي

ليلةٌ لا كليلَةِ القدرِ بل خيرٌ

وخيرٌ واللّهِ من ألفِ جيلِ

أنا ديني الهوى ودمعي نبيّي

حينَ أصبو ووحيُهُ إنجيلي

رُبَّ صمتٍ يا صاح أوقعُ بل

أبلغُ في سحرهِ منَ التنزيلِ

ودموعُ العشّاقِ فيضٌ منَ الخل

دِ وشعرٌ يُزري بشعرِ الفُحولِ

وتناغي الأحبابِ في روضَةِ الوَص

لِ هديلٌ يغري ولا كالهَديلِ

وخفوقِ القلوبِ ضربٌ من

التسبيحِ عندَ اللقاءِ والتهليلِ

يا عروسَ الإلهامِ موعدُكِ الشاطىءُ

مأوى العشاقِ عندَ الأصيل

فإلى الملتقى هناكَ وهاتِ الشعرَ

من وحيِ دمعيَ المطلولِ

وزَفيري على المنى وشهيقي

وهيَ صرعى على يقيني القتيلِ

وصراخُ الأشجانِ في مُهجَةِ النف

سِ وصمتُ الأسى الممضّ الطويل

ونواحُ الآمالِ في غمرَةِ اليأ

سِ وجهشُ المعذّبِ المخذولِ

نفّسي عن مُعَذَّبِ الصدرِ حبّاً

ليعودَ الكرى لجَفني الكليل

فالمنى والرؤى وحلمُ الصبا وهمٌ

ولا عاشَ كلٌّ صبٍّ بخيلِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هات يا ساق هات بنت النخيل

قصيدة هات يا ساق هات بنت النخيل لـ فهد العسكر وعدد أبياتها سبعون.

عن فهد العسكر

فهد بن صالح بن محمد بن عبد الله العسكر. شاعر كويتي، ينتمي إلى أسرة العسكر التي هاجرت من قلب الجزيرة العربية إلى الكويت. ولد في الكويت، ونشأ فيها، ولد شاعراً بائساً، وعاش ومات كذلك. عاش في الكويت بعيداً عن أفكار مجتمعه، حتى رمي بالكفر والإلحاد، فقد بصره آخر حياته وعاش في غرفة مظلمة في سوق واجف. أصيب بمرض عضال، وأدخل المستشفى الأميري، فمات فيه، وأحرق شعره بعد وفاته.[١]

تعريف فهد العسكر في ويكيبيديا

فهد العسكر ، من مواليد 1917م في سكة عنزة في مدينة الكويت ، وتوفي في 15 أغسطس 1951م، وهو شاعر كويتي، ويعد من الشعراء الرواد في الكويت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. فهد العسكر - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي