هاجت فنون الهوى ورقاء في فنن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هاجت فنون الهوى ورقاء في فنن لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة هاجت فنون الهوى ورقاء في فنن لـ شرف الدين الحلي

هاجت فنون الهوى ورقاء في فَنَن

ناهيك من شجر أثمرن بالشَّجَن

ناحت وأفياؤها خضر مراتعها

وإلفها عن فروع البان لم يبن

شدت فأصغيت ملتذّاً بنغمتها

جهلاً فماذا لقلبي هِجْتِ يا أُذُنِي

وقفت ما بين ملتفّ الأراك وبي

من سجعها أَنَّةُ الشاكي عن الوطن

أبكي وتبكي فلولا أن علا نفسي

فاستيقظ الركب لم يدر الجوى بمن

فبعدها لا أرى بالجَزْع ذا جزع

على الديار ولا بالحَزْن ذا حَزَن

وأنت يا حامل الخطيّ معترضاً

لقتل عاشقه خفف عن البدن

صل بالقوام ودع ما أنت حامله

فأين من لَدْنِه فعلُ القنا اللُّدن

يا من ثنته شَمول من شمائله

فاهتزَّ مثل اهتزاز النابل اليزني

في فترة الطرف أرسلت العذار فما

هذا التثني الذي يدعو إلى الوثن

علمت إذ قمت للعشاق منتصباً

أن سوف تظهر فيهم دولة الفتن

سل خدَّك الأحمر القاني أيشعر ما

سُعاره فهو جوف النار في جَنَن

من صرَّف الخمر في عنقود عارضه

وأطلع البدر تحت الليل في غُصُن

فاستبق أسراك من أهل الغرام فقد

طاحت نفوسهم نهباً بلا ثمن

وهات قل لي أزيد الخيل في دمهم

أفتاك بالفتك أم سيف بن ذي يزن

فمل إلى السلم فالأيام خالية

بصفو ملك بني أيوب من إِحَن

واشرب على برء موسى من مشعشعة

مشمولة عُتِّقَتْ في الدَّن من زمن

واطرب على الدولة الغراء مقبلة

تجر ذيل التهاني مُعْلَمَ الرَّدَن

حسب الهدى برء فياض الندى كلفٍ

بالمكرمات نَقِيِّ العرض من درن

لاحت بوارق بشراه فأطربني

ما خلفها من عموم العارض الهَتن

بشرى عرفت شذاها الشادوي وقد

خَفيتُ عن عين عُوّادِي فلم ترني

جاءت وروحي قد كادت تقسمها

أيدي الردى فأعادتها إلى بدني

لله عالي منار الحمد نظرته

تملك الحمد بالغالي من الثمن

أغرّ أبلج يستشفى بطلعته

من كل داء ويستسقى حيا المُزُن

لا يتبع المال طرفاً حين يَبْذُلُه

ولا يكدّر صفو الجود بالمنن

يستصغر الخطب تهويناً لموقعه

بأساً وأدناه لم يصغر ولم يهن

قد ضجت الأرض من قُصَّاد نائله

مما تذل بأيدي الخيل والبُدُن

وموجد الجود لما قيل قد درست

آثاره فكأن البخل لم يكن

يا من يطوف به وفد العفاة كما

طاف الحجيج ببيت الله والرُّكُن

ما بعدكم يا بني أيوب منتَجَعٌ

لطالب الرزق يستعدى على الزمن

وكَلْتُمُ بالرعايا عين عدلكم

حتى جفت وتناست لذَّةَ الوسن

ومهدت بكم الدنيا ودان لكم

في سائر الأرض ما استعصى من المدن

فالملك بالشرق ممتدّ الرواق إلى

فسطاط مصر وأرض الهند واليمن

فأي شاهِيِّ بأس مد هيبته

على خِلاطَ فقرَّ الملك في عدن

فقل لمفتخر بالبأس من مضر

وبالسماحة من قيس ومن يمن

ما كل رونق وجه تحته كرم

هيهات قد ينبت المرعى على الدِّمن

يا من أقام قناة الملك فاعتدلت

وقام فينا بفرض الله والسنن

أجرتني حين جار الدهر معتمداً

جبري فكم منح عوَّضْتَ عن محن

وجدت لي بالذي صرتُ الغنيَّ به

وكنت أحوج من ميت إلى كفن

أبدو فتعلم ما أخفي ويضمره

مني الضمير بمرآة من الفطن

فدم لنا ولملك أنت مشتغل

برعيه فإذا أفنيتنا فكن

شرح ومعاني كلمات قصيدة هاجت فنون الهوى ورقاء في فنن

قصيدة هاجت فنون الهوى ورقاء في فنن لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي