هاج شوق الواله المضطرب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هاج شوق الواله المضطرب لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة هاج شوق الواله المضطرب لـ علي الجارم

هاج شوْقَ الوالِهِ المُضطربِ

حُلُمٌ شَقَّ ظَلامَ الحُجُبِ

جرّدَ الليلُ عليه غَيْهباً

فتخطَّى عقَباتِ الغَيْهبِ

زارني والليلُ في غَفْوتِه

يَتَمطّى عن دِثارِ السُّحُب

طائفٌ إنْ رُمتَه لم تلْقَه

وهو من جفنِكَ بين الهُدُب

بارعُ الريشةِ حتّى لَتَرَى

غائبَ الشخصِ كأنْ لم يَغِب

بسَماتُ الروضِ من ألوانِه

وسَنا الكأسِ ودُرُّ الحُبَب

في يديه مِجْهَرٌ من عَجَبٍ

تُفَتَحُ العينُ به عن عَجبِ

قلتُ هذِي جَنَّةٌ أم ما أرَى

أم تهاويلُ خَيالٍ كَذِبِ

أم أنا غيْري وإلاّ مَنْ أنا

أم هو السحْرُ غدا يلعَبُ بي

ما الذي يبدو لعيني سامِقاً

يتحدّى سَبَحاتِ الكوكب

أرضُه مِسْكٌ وفي تُرْبتِه

ينبُتُ الفَنُّ مكانَ العُشُب

وإذا شاد يُغنِّي مَرِحٌ

لُؤلؤيُّ الصوتِ حُلْوُ المذهب

صاح ذا لُبْنانُ فانْزِلْ سَفْحَه

قلت مالي غيرَه من أَرَب

هو عِرِّيسٌ لآسادِ الْحِمَى

وكِناسٌ لِظباءِ الربْرَب

قد تمنّاه الهوَى من بُعد

كيف لو أبصَرَه عن كَثبِ

الأزاهيرُ به من قُبَلٍ

والينابيعُ رَحيقُ العِنب

وقدودُ الهِيفِ في رَوْضاتِه

قُضُبٌ تمْرَحُ بين القُضُب

جُمِعتْ لَيْلاتُه من دَعَجٍ

وسَنا إصباحِه من لَبَب

وَسجايا أهلِه أنْسامُه

كم نعِمْنا بِشذاها الطيب

كتَبَ المجدُ لهم تاريخَهمْ

في جبينِ الدهرِ لا في الكُتبِ

كلُّ شهمٍ أَرْيَحِيّ أغْلَبٍ

من كريمٍ أريحِيّ أَغْلَب

بين عَدنانَ وغَسّانَ لهم

نسَبٌ يرفَعُ شأوَ النسب

نصبوا في كلِّ أرضٍ رايَهم

ما دَروْا في المجد معنى النصَبِ

وأذلُّوا الصعبَ في رِحْلاتِهم

أيُّ صعبٍ عندهم لم يُرْكَب

وطَوْوا شرقاً بشرقٍ وجرَى

سيلُهم يزحَمُ شطَّ المغْرِب

ينزَحُ النازحُ ما في رَحْلِه

غيرُ إقدامٍ وعزمٍ ذَرِبِ

ورَجاءٍ برجاءٍ يلْتقي

وكِفاحٍ للقاءِ النُّوَب

رأسُ مالِ المرءِ ما في رأسِه

من ذكاءٍ لا حُطامُ النَشُب

ملكوا الدنيا فلما جَمَحتْ

ملكوها برفيعِ الأدب

ليس للسيفِ على حدَّته

صَوْلةُ الشعْر ووَخْزُ الخُطَب

هذّبوا الفُصْحَى ولمُّوا شَمْلَها

بعد أن كانت صَدىً في سَبْسَبِ

جمّعوها حُلْوةَ الجَرْس كما

تجمَعُ النحلةُ حُلوَ الضَّرَب

أنتَ يا لُبْنانُ عَزْمٌ ونُهىً

لستَ من صخرٍ ولا من حَصَب

كلّما أطلعتَ ليلاً شَفَقاً

مُوِّهتْ صفحتُه بالذهب

ظنّتِ الغيدُ وما أجرأَها

أنّه من خدِّها المختضِب

سْحْرُ شِعْرٍ ومَجالي فِتنةٍ

وعيونٌ أُغْرِمتْ باللعب

وابتسامٌ فيه أشراكُ الهَوى

وحديثٌ فيه عُذْرُ المذنب

أين قلبي غصبوه فاسألوا

جارةَ الوادي عن المغتصب

واشفعوا لي واحذروا غضْبَتها

آهِ من صَوْلة هذا الغضبِ

ثم قولوا مُسْتَهامٌ وَصِبٌ

وَيْلَتا للمستهامِ الوَصِب

طائرٌ غرّدَ في دَوْحَتكم

علّم الأطيارَ معنى الطرب

طار من مصرَ يُحيِّي أمّةً

تَوّجَتْ بالمجدِ هامَ الْحِقَب

قاهريٌّ أخجلتْ ألحانُه

رنَّة العُودِ وشَدْوَ القَصَبِ

خُلِقَتْ أوتارُه قُدْسِيّةً

من حَنانِ الحبِّ لا من عَصَب

فارحمي مُغترِباً ليس اسمُه

في رُبا لُبنانَ بالمغترب

جاء يبغِي الْحُبَّ لا الْحَبَّ فهل

جاوز المسكينُ حدَّ الطلب

فنصبتِ الفخَّ خدّاعَ المُنَى

خَشِنَ الكفِّ حديدَ المِخْلبِ

وأتَى هَيْمانَ يشدو واثباً

ليته في يومه لم يثب

فارْتَمى بين جَناحٍ هائضٍ

وَجناحٍ خافقٍ مضطرب

واجِبَ القلبِ ولولا نظرةٌ

عرضتْ لاهيةً لم يَجِب

اطلقيه وابعثي آمالَه

وثوابَ اللّهِ فيه احتسبي

هل على الهاتفِ بالحسن إذا

ما شدا من حَرجٍ أو عَتَب

قد براه السُقْمُ إلاّ فَضْلَةً

من فؤادٍ حائرٍ ملتهب

كم هفا القلبُ للُبنان وكم

عاقه صَرْفُ الزمانِ القُلّب

أصبح الحكمُ به في نُخْبةٍ

من بنيه الكرماءِ النُّجُبِ

كلُّهم حرُّ أبيُّ ينتمي

في ذُرا المجدِ إلى حرٍ أبي

وهبوا الروحَ للُبنان فِدىً

وضَنينٌ كلُّ مَنْ لم يَهَب

خُلُقٌ مثلُ أزاهيرِ الرُّبا

ضحِكت للعارضِ المنسكب

وسياساتٌ ورأيٌ ساطعٌ

يضَعُ الحقَّ مكانَ الرِيَب

قادهم خيرُ رئيسٍ للعُلا

شمريِّ العزم عالي الحَسَب

شرح ومعاني كلمات قصيدة هاج شوق الواله المضطرب

قصيدة هاج شوق الواله المضطرب لـ علي الجارم وعدد أبياتها ستون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي