ها إنها خطط العلياء والكرم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ها إنها خطط العلياء والكرم لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ها إنها خطط العلياء والكرم لـ السري الرفاء

ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ

وأينَ سَافِرَةُ الأخلاقِ والشِّيَمِ

رباعُ مَجدٍ بها من أهلِها عَبَقٌ

مُخَبِّرٌ عن فِراقٍ منهمُ أَممِ

آثارُ واضِحَةِ الآثارِ تُذكِرُنا

عَوائِدَ الدَّهْرِ في عادٍ وفي إرَمِ

إذا تأمَّلَها الزَّورُ المُلِمُ ثَوى

يَحُطُّ بالدَّمْعِ أثقالاً منَ الأَلمِ

عَهْدي بها والليالي الغِيدُ تابعةٌ

أيامَها البيضَ بينَ الخَفضِ والنَّعَمِ

إذِ الزَّمانُ بها جَذلانُ مُبتَسِمٌ

مُتَّوجٌ بِعُلىً جَذلانَ مُبتَسِمِ

أيامَ تَلحَظُها الأيامُ خاشِعَةً

لَحْظَ الحَجيجِ حَرامَ الصَّيدِ في الحَرَمِ

والوِرْدُ نوعانِ من عَفْوٍ ومن نِعَمٍ

والوَفدُ ضَربانِ من عُرْبٍ ومن عَجَمِ

أينَ الشَّمائِلُ يرتاحُ الثَّناءُ لها

والسُّوقُ تَنفُقُ فيها حِليةُ الكَلِمِ

للهِ أيُّ حُسامٍ فَلَّ مَضْرِبُه

مَضارِبَ المُرهَفَيْنِ السَّيفِ والقَلَمِ

خَطْبٌ وَهَى عَرْشُ غسَّانٍ به وغدَتْ

تيجانُ حِمْيَرَ من واهٍ ومُنْصَرِمِ

أَظَلَّ دِجلةَ فانحَطَّتْ غَوارِبُها

واصفرَّ من جانِبَيْها مُورِقُ السَّلَمِ

أَبْنَاءَ فَهْدٍ تَولَّى العِزُّ بعدَكُمُ

فما أرى خائفاً يأوي إلى عِصَمِ

أَعْزِزْ عليَّ بأن راحَت ديارُكُمُ

مَثوى الهُمومِ وكانَتْ مَسرَحَ الهِمَمِ

كم في قبورِكُمُ من عارِضٍ هَطِلٍ

وصارِمٍ فَلَّ حَدَّ الصَّارِمِ الخَذِمِ

ومن غَطارِفَةٍ شُمٍّ أنوفُهُمُ

يَلقَوْنَ قبلَ الشِّفاهِ الماءَ بالشَّمَمِ

أَكُلَّ يَوْمٍ لكم ثاوٍ يُقالُ له

وقد تباعَدَ لا تَبْعَدْ ولا تَرِمِ

ومُلحَدٌ ساخَ في أحشائِهِ عَلَمٌ

من المَكارمِ بل نارٌ على عَلَمِ

قبرٌ له من عيونِ المُزْنِ صَوبُ حياً

ومن عُيونِ بني الآمالِ صَوبُ دَمِ

يجري النَّسيمُ على أرجاءِ تُربتِهِ

تَحيَّةً لَطُفَتْ من بارئ النَّسَمِ

ذَمَمْتُ عَهْدَ اللَّيالي في تَحَيُّفِكُمْ

ولم تَزَلْ في العُلى مذمومةَ الذِّمَمِ

وقلتُ للدَّهْرِ إذ غالَتْ غَوائِلُه

محمداً سَوفَ تَثوي غابرَ النَّدَمِ

فتىً أباحَ ذوي الإعْدامِ تالِدَه

وراحَ لولا ازديادُ الحَمْدِ بالعَدَمِ

مَنْ هَزَّةُ الرُّمْحِ أحلى في نواظِرِه

من هَزَّةِ الغُصْنِ بين الوَرْدِ والعَنَمِ

ما كانَ جُودُكَ إذ وَلَّتْ سَحائِبُه

وفضلُ حِلْمِكَ إلا بُرهَتَيْ حُلُمِ

قُلْ للشَّوامتِ مهلاً ليسَ بينَكُمُ

وبينَ عاديةِ الأيامِ مِنْ رَحِمِ

هي الرَّزِيَّةُ مَنْ يَصبِرْ لفادِحِها

يُؤجَرْ ومَنْ يَتَحامَ الصَّبرَ لم يُلَمِ

أبا الفوارسِ تسليماً وأيُّ فَتىً

لاقَى الحوادِثَ إلا مُلقِيَ السَّلمِ

ويا أبا الحسَنِ اسْتُنَّ العَزاءُ فقد

رَأيتَ ما سَنَّتِ الأيامُ في الأُمَمِ

ليس الثناءُ له رُكنانِ مثلُكُما

وإن تباعَدَ قُطراهُ بمُنهَدِمِ

سأجعلُ المَدْحَ فيكم جُلَّ مأرُبتي

وهل يَعافُ زهيرُ المَدْحَ في هَرِمِ

مُصَدَّقُ القَولِ مَصدوقُ الظُّنونِ بكم

فالجُودُ مِلءُ يدي والصِّدْقُ مِلءْ فَمي

إذا رأيتَ القَوافي الغُّرَّ سائرةً

فإنَّهُنَّ رياحُ الطَّوْلِ والكَرَمِ

كَذا النَّسيمُ إذا فاحَتْ روائِحُه

فإنما هو شُكْرُ الرَّوْضِ للدِّيَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ها إنها خطط العلياء والكرم

قصيدة ها إنها خطط العلياء والكرم لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي