ها هو الليل مقبل يتهادى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ها هو الليل مقبل يتهادى لـ الهمشري

اقتباس من قصيدة ها هو الليل مقبل يتهادى لـ الهمشري

ها هُوَ اللَيلُ مُقبِلٌ يَتَهادى

فارِساً يَمتَطي ظُهورَ التِلالِ

وَنَسيمُ المَساءِ يَسرِقُ عِطراً

مِن رِياضٍ سَحيقَةٍ في الخَيالِ

صَوَّرَ المَغرِبُ الذَكِيُّ رُباها

فَهيَ تَحكي مَدينَةَ الأَحلامِ

نَفَحَت في الخَيالِ مِنها زُهورٌ

غَيرُ مَنظورَةٍ مِنَ الأَوهامِ

وَوَراءَ السِياجِ زَهرَةُ فُلٍّ

غازَلَتها أَشِعَّةٌ في المَساءِ

نَشرَ النَسمُ سِرَّها وَهوَ يَسري

في رِياضٍ مَطلولَةِ الأَفِياءِ

وَدَهاليزٌ مِن ظِلالٍ وَنورِ

صَوَّرَت سِحرَها يَدُ الأَطيافِ

عَشَّشَ الطائِرُ المَسائِيُّ فيها

ساكِباً لَحنَهُ الحَنونَ الصافي

إِنَّ هَذي الأَزهارُ تَحلُمُ في اللَي

لِ وَعِطرُ النارِنجِ خَلفَ السِياجِ

وَخَريرُ المِياهِ وَالشَفَقُ السِح

رُ وَهَمساً مِنَ النَسيمِ الساجي

وَالنَدى وَالظِلالُ تَنعَسُ في الماءِ

وَهذا الشُعاعُ خَلفَ الغَمامِ

بَعضُ أَلحانِهِ تَأَنَّقَ فيها

فَتَراءَت في هذِهِ الأَجسامِ

كَم مَشَينا بَينَ الحُقولِ طَويلاً

نَشتَكي الشَوقَ وَالهَوى وَالغَراما

وَإِذا ما تَعِبَت نَجلِس حيناً

فَوقَ شَطِّ الغَديرِ نَشكو السَقاما

تَحتَ تَعريشَةٍ مِنَ الكَرَمِ نَرعى

قَمَرَ اللَيلِ في جَلالِ السُكونِ

وَخَريرِ المِياهِ فاضَ غِناءً

مِثلَ قَلبي يَهدي إِلَيكِ حَنيني

وَالنَسيمُ العَليلُ يَعبِقُ عِطراً

يَتَهادى في غيرَةٍ مِن دَلالِك

وَنُجومُ المَساءِ تَحنو عَلَينا

بِشُعاعٍ يَحكي شُعاعَ جَمالِك

قُلتُ غَنّي فَفي غَنائِكِ لَحنٌ

سَوفَ تَصغي إِلى صَداهُ السَماءُ

قُلتُ إِنَّ الشُجونَ تَملأُ قَلبي

وَحَرامٌ عَلى الشُجونِ الغِناءُ

وَسَكَتنا حيناً وَغَشّى عَلَينا

في سُكونِ الظَلامِ صَمتٌ طَويلُ

وَاِنتَهَينا وَالبومُ تَنعَبُ في اللَي

لِ وَصَوتُ الذِئابِ فيهِ يَهولُ

فَقَطَعنا حَبلَ السُكونِ بَصَوتٍ

أَبَدِيٍّ ما زالَ يَملأُ أُذني

قُلتُ هَيّا قومي فَإِنَّ فُؤادي

يا حَياتي يَهدُّهُ طولُ حُزني

قُلتُ أَخشى الفِراقَ قُلتِ تَشَجَّع

سَوفَ أَطوي عَلى هَواكَ اللَيالي

قُلتُ أَخشى الزَمانَ قُلتِ ضَلالٌ

سَوفَ يَبلى وَالحُبُّ لَيسَ بِبالِ

حُبُّنا كانَ قَبلَ خَلقِ اللَيالي

وَسَيَبقى بَعدَ اِنقِضاءِ الزَمانِ

سَوفَ أَهدي إلَيكِ في النورِ شَوقي

وَغَرامي وَلَوعَتي وَحَناني

وَالتَفَفنا مَعاً إِلى الغَربِ نَرعى

عالَماً مِن غمائِمٍ وَضِياءِ

وَغُضوناً كَأَنَّها شُرُفاتٌ

تاهَ في بَهوِها رَفيفُ الغِناءِ

قُلتِ ما الكَونُ قُلتُ يُشبِهُ عِندي

بَعضَ ما في الخَيالِ مِن أَحلامِك

قُلتِ ما اللَيلُ قُلتُ يُشبِهُ عِندي

بَعضَ ما في الفُؤادِ مِن آلامِك

قُلتِ وَالنورُ قُلتُ سِحرُ جَبينِك

قُلتِ ما النَسمُ قُلتُ طَيفُ خَيالِك

وَغِناءُ الطُيورِ مِن تَلحينِك

إِنَّ سِحرَ الحَياةِ سِحرُ جَمالِك

أَنتِ لَحنٌ مُستَعذَبٌ عِلوِيٌّ

قَد تَهادى مِن عالَمٍ نوراني

سَمِعَت وَقعَهُ السَماوِيُّ روحي

فَأَفاقَت في مَعبَدِ الأَحزانِ

أَنتِ حُلمٌ مُنَوَّرٌ ذَهَبِيٌّ

طافَ في أُفقِ عالَمٍ مَسحورِ

وَتَجَلّى عَلى غَياهِبِ روحي

بِجَناحٍ مِنَ الضِياءِ البَشيرِ

أَنتِ عِطرٌ مُجَنَّحٌ شَفَقِيٌّ

فاوَحَ الجُرحَ في هَمودِ الذُهولِ

قَد سَرى في الخَيالِ طَيِّبٌ شَذاهُ

مِن زُهورٍ في شاطِىءٍ مَجهولِ

أَنتِ يا زَوجَتي العَزيزَةِ ظِلٌّ

مُستَحَبٌّ في رَبوَةِ الأَحلامِ

غَمرَ الروحِ في سَكينَتِها السِحرُ

فَتاهَت في عالَمِ الآلامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ها هو الليل مقبل يتهادى

قصيدة ها هو الليل مقبل يتهادى لـ الهمشري وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن الهمشري

محمد بن عثمان الهمشري. متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة، ولد برأس البر (مصر) ، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب) . وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي