هبت قبيل تبلج الفجر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هبت قبيل تبلج الفجر لـ عمرو بن الحصين العنبري

اقتباس من قصيدة هبت قبيل تبلج الفجر لـ عمرو بن الحصين العنبري

هَبَّت قُبيلَ تَبلّجِ الفَجرِ

هِندٌ تَقولُ وَدَمعُها يَجري

إِذ أَبصَرَت عَيني وَأَدمُعُها

يَنهَلُّ وَاكِفُها عَلى النَّحرِ

أَنّى اِعتَراكَ وَكُنتَ عَهدِيَ لا

سربَ الدُّموع وَكُنتَ ذا صَبرِ

أَقذى بِعَينِكَ ما يُفارِقُها

أَم عائِرٌ أَم ما لَها تذري

أَم ذِكرُ إِخوانٍ فجعتَ بِهِم

سَلَكوا سَبيلَهُمُ عَلى قَدرِ

فَأَجَبتُها بَل ذكرُ مَصرَعِهِم

لا غَيرهُ عَبراتُها يمري

يا رَبِّ أَسلِكني سَبيلَهُمُ

ذا العَرشِ وَاِشدُد بِالتُّقى أَزري

في فِتيَةٍ صَبَروا نُفوسَهُمُ

لِلمشرَفِيَّةِ وَالقَنا السّمرِ

تَاللَّهِ أَلقى الدَّهرَ مِثلَهُمُ

حَتّى أَكونَ رَهينَةَ القَبرِ

أَوفى بِذِمَّتِهِم إِذا عَقَدوا

وَأعفّ عِندَ العُسرِ وَاليُسرِ

مُتَأَهِّبونَ لِكُلِّ صالِحَةٍ

ناهونَ مَن لاقوا عَنِ النّكرِ

صمتٌ إِذا اِحتَضَروا مَجالِسَهُم

وَزنٌ لِقَولِ خَطيبهِم وقرِ

إِلّا تَجيئهُم فَإِنَّهُم

رُجُفُ القُلوبِ بِحَضرَةِ الذِكرِ

مُتَأَوِّهونَ كَأَنَّ جَمرَ غَضا

لِلمَوتِ بَينَ ضُلوعِهِم يَسري

تَلقاهُم إِلّا كَأَنَّهُمُ

لِخُشوعِهِم صَدَروا عَنِ الحَشرِ

فَهُمُ كَأَن بِهِم جَوى مَرَضٍ

أَو مَسّهُم طَرفٌ مِنَ السِّحرِ

لا لَيلهُم لَيلٌ فَيلبسهُم

فيهِ غَواشي النَومِ بِالسُكرِ

إِلّا كَذا خلساً وَآوِنَةً

حَذَرَ العِقابِ فَهُم عَلى ذُعرِ

كَم مِن أَخٍ لَكَ قَد فُجِعتَ بِهِ

قَوّامِ لَيلَتِهِ إِلى الفَجرِ

مُتَأَوِّهاً يَتلو قَوارِعَ مِن

آيِ الكِتابِ مُفَرَّحَ الصَّدرِ

نصبٌ تَجيشُ بَناتُ مُهجَتِهِ

مِ الخَوفِ جيشَ مَشاشَة القَدرِ

ظَمآن وَقدة كُلِّ هاجِرَةٍ

تَرّاك لَذَّتِهِ عَلى قَدرِ

تَرّاك ما تَهوى النُّفوسُ إِذا

رغبُ النُّفوسِ دَعا إِلى المُزري

وَمُبرأ مِن كُلِّ سيّئَةٍ

عَفّ الهَوى ذا مرَّةٍ شزرِ

وَالمُصطَلي بِالحَربِ يسعرُها

بِغُبارِها في فِتيَةٍ سعرِ

يَجتاحُها بِأَفَلَّ ذي شطبٍ

عَضبِ المَضارِبِ قاطِع البترِ

لا شَيءَ يَلقاهُ أَسَرَّ لَهُ

مِن طَعنَةٍ في ثغرَةِ النّحرِ

نَجلاء مُنهرة تَجيشُ بِما

كانَت عَواصي جَوفِهِ تَجري

كَخَليلكَ المُختارِ أَزكِ بِهِ

مِن مُغتَدٍ في اللَّهِ أَو مسري

خَوّاضِ غَمرة كُلِّ مُتلفةٍ

في اللَهِ تَحتَ العَثيرِ الكَدرِ

تَرّاك ذي النَّخواتِ مُختَضِباً

بِنَجيعِهِ بِالطَّعنَةِ الشّزرِ

وَاِبنِ الحُصينِ وَهَل لَهُ شَبهٌ

في العُرفِ أَنّى كانَ وَالنّكرِ

بِشَهامَةٍ لَم تَحنِ أَضلُعهُ

لِذَوي أُخُوَّتِهِ عَلى غَدرِ

طَلقِ اللِّسانِ بِكُلِّ محكَمَةٍ

رَآبِ صدعِ العَظمِ ذي الكَسرِ

لَم يَنفَكِك في جَوفِهِ حُزنٌ

تَغلي حَرارَتُهُ وَتَستَشري

تَرقى وَآوِنَةً يُخَفِّضُها

بِتَنَفُّسِ الصُّعَداءِ وَالزّفرِ

وَمُخالطي بَلج وَخالصَتي

سُمُّ العَدُوِّ وَجابِرُ الكَسرِ

نكلُ الخُصومِ إِذا هُمُ شغِبوا

وَسَدادُ ثلمَةِ عورَةِ الثّغرِ

وَالخائِضُ الغَمَراتِ يَخطُرُ في

وسطِ الأَعادي أَيَّما خَطرِ

بِمُشَطَّبٍ أَو غَيرِ ذي شطبٍ

هامَ العدى بِذبابِهِ يَفري

وَأَخيكَ أَبرَهَةَ الهِجانِ أَخي ال

حرابِ العَوانِ وَموقدِ الجَمرِ

بِمرشَّةٍ فَرغٍ تَثُجُّ دَماً

ثَجَّ الغَوِيِّ سُلافَةَ الخَمرِ

وَالضارِبِ الأخدودِ لَيسَ لَها

أَحَدٌ يُنَهنِهُها عَنِ السَحرِ

وَوَلِيُّ حُكمِهِمُ فجعتُ بِهِ

عَمرو فَواكَبِدِي عَلى عَمرِو

قَوّال محكَمَةٍ وَذو فهمٍ

عَفّ الهَوى مُتَثَبِّتُ الأَمرِ

وَمُسَيّبٍ فَاِذكُر وَصيّتَهُ

لا تَنسَ إِمّا كُنتَ ذا ذِكرِ

فَكِلاهُما قَد كانَ مُحتَسِباً

لِلَّهِ ذا تَقوى وَذا بِرِّ

في مخبتينَ وَلَم أُسَمِّهِمُ

كانوا يَدي وَهم أُولو نَصري

وَهُمُ مَساعِرُ في الوَغى رجحٌ

وَخيارُ مَن يَمشي عَلى العفرِ

حَتّى وَفوا لِلَّهِ حَيثُ لَقوا

بِعُهودِ لا كذبٍ وَلا غَدرِ

فَتَخالَسوا مهجاتِ أَنفُسهم

وَعداتِهِم بِقَواضِبٍ بترِ

وَأَسِنَّةٍ أُثبِتنَ في لُدُنٍ

خُطِّيَّةٍ بِأَكُفِّهِم زُهرِ

تَحتَ العجاجِ وَفَوقَهم خَرقٌ

يَخفِقنَ مِن سودٍ وَمِن حمرِ

فَتَوقّدَت نيرانُ حَربِهِمُ

ما بَينَ أَعلى البَيتِ وَالحجرِ

وَتَفَرَّجَت عَنهُم كَأَنَّهُمُ

لَم يُغمِضوا عَيناً عَلى وترِ

صَرعى فَخاوِيَةٌ بُيوتهُمُ

وَخَوامِعٌ لحمانَهُم تَفري

شرح ومعاني كلمات قصيدة هبت قبيل تبلج الفجر

قصيدة هبت قبيل تبلج الفجر لـ عمرو بن الحصين العنبري وعدد أبياتها ستة و خمسون.

عن عمرو بن الحصين العنبري

عمرو بن الحصين (أو الحسين) العنبري مولى بني تميم. أحد شعراء الخوارج وشجعانهم روى قصيدته البائية الأخفش عن السكرى والأحول وثعلب وكان يستجيدها ويفضلها.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي