هبت لنا سحرا والصبح ملتثم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هبت لنا سحرا والصبح ملتثم لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة هبت لنا سحرا والصبح ملتثم لـ ابن هتيمل

هَبَت لَنا سَحَراً والصُّبحُ مُلتَثِمُ

واللَّيلُ قَد عاثَ فيهِ الشَّيبُ والهَرَمُ

ضَعيفَةٌ مِن رياحِ الشَّرقِ أضعَفَها

عَن قُوَّةِ السَّيرِ لَمّا هَبَّتِ السَّقَمُ

فَبَلَّغَت بِلسانِ الحالِ إذ نَسَمَت

تَحيَّةٌ ما يُؤدّيها إليّ فَمُ

سِرٌ لِغانيَةٍ يَسري إليَّ بِهِ

مِنَ النَّسيم رَسُولٌ لَيسَ يُتَّهَمُ

إذا تَضَمَّخَ مِسكاً مِن ذَوائِبِها

ألمَّ بِالقَلبِ مِن إلمامِهِ ألَمُ

أُصافِحُ الرّيحَ إجلالاً لِما حَمَلَت

إليَّ مِن ريحِ بُردَيها وأستَلِمُ

ضَنَّت بِزَورَتِها إذ دارُها أُممٌ

فَكَيفَ تَسمَحُ إذ لا دارُها أمَم

كَيفَ الغَضا يا صَبا نَجدٍ وَما فَعَلَت

تِلكَ الخيامُ وَذاكَ الضّالُ والسَّلَمُ

لِلبَرقِ مَكرُمَةٌ إن شقَّ في إضَمٍ

جَيبَ الغَمامَةِ أو تُروى بِهِ إضَمُ

ما كانَ أَحسَنَ أيّاماً خَلَونَ بِها

كَأَنَّها مِن تَقَضّي عَهدِها حُلُمُ

وَعاسِفٌ شُقَّةَ الأَخطارِ مُرتَكِباً

هَولَ الخِطارِ وَجِلبابُ الدُّجى فَحِمُ

يَستَعرِضًُ الرَّكبَ والأنضاءُ أَذرُعُها

وَسابِقُ الرَّكبش مَلويّا بِها الخُطُمُ

بَدرٌ مَشَى بِالثُّرَيّا زانَهُ قَدَمٌ

والبَدرُ لَيسَ لَهُ ساقٌ وَلا قَدَمُ

فالوَردُ والجُلَنارُ الغَضُّ وَجنَتُهُ

حُسناً وَأنمُلُهُ العُنّابُ والعَنَمُ

أمسَى ضَجيعي وَما فَوقَ النِّطاقِ لَنا

حِلٌ وَأمّا سَراويلاتُهُ حُرُمُ

يا طالِبَ الرِّزقِ بَعدَ اللهِ مِن بَشَرٍ

الرّزقُ مِن قاسِمِ الذَّروي مُقتَسَمُ

إنزِل عَلَيهِ إذا استَسمَنتَ ذا وَرَمٍ

إن غَر غَيركَ جِسمُ شَحمُهُ وَرَمُ

لا يُطمِعَنَّكَ غَيمٌ ما لَهُ مَطَرٌ

وَيَخدَعَنَّكَ آلٌ وُجدُهُ عَدَمُ

فالبَحرُ أَغزَرُ مِن أن يُستَقَى وَشَلٌ

واللهُ أكبَرُ مِن أن يُعبَدَ الصَّنَمُ

أما لِعَقلِكَ نُورٌ يُستَضاءُ بِهِ

مِن أينَ تَشتَبِهُ الأنوارُ والظُّلَمُ

لَولا التَّفاضُللاُ بالأَفعالِ ما شَرُفَ ال

إنَسانُ فالنّاسُ لَحمٌ كُلُّهُم وَدَمُ

وَلِلعُلُوِّ دَلالاتٌ يُبَيِّنُها

في العالَمِ البَشَريّ الهَمُّ والهِمَمُ

انظُر إلَى الطَّيرِ في تَفضيلِ جارِحِها

بِالصَّيدِ هَل يَستوي العِقبانُ والرُّخَمُ

وَالقاسِمُ بنُ عَليّ المَحضُ جَوهَرَةُ ال

دُّنيا وَلا عَرَبٌ فيها وَلا عَجَمُ

خُلاصَةُ السَّبكِ إن كَيَّفتَ هَيئَتَهُ

فَإنَّما هي مَعنىً والوَرَى كَلِمُ

أغَرُ تَكسِرُ عَينُ الشَّمسِ غُرَّتُهُ

أشَمُّ سائِلُهُ في مالِهِ حَكَمُ

بِالسَّيفِ مُعتَزِمٌ بِألحَقّ مُلتَزِمٌ

بِاللهِ مُعتَصِمٌ في اللهِ مُنتَقِمُ

إذا انتَضَى الخَذِمَ الصٍِّمصامَ يَومَ وغىً

لَم يُدرَ أيُّهُما الصِّمصامَةُ الخَذِمُ

أمرٌ تَكادُ مِن الإلزامِ طاعَتُهُ

أَن تُلزِمَ الذّئبَ أن يُرعَى بِها الغَنَمُ

مُصغٍ إلى دَعوةِ الدّاعي فَيسمَعُهُ

قبلَ التَّكلُّمِ سَمعٌ ما بِهِ صَمَمُ

يَلقَى السُّيُوفَ كَما يَلقَى الضُّيوفَ فَما

يَنفَكُّ في حالَتَيهِ وَهُوَ مُبتَسِمُ

لا يَذبَحُ الشّاةَ إجلالاً لِطارِقِه

وَلا كَرامَةَ ما لَم تُنحَرِ النَّعَمُ

سَماحَةٌ ما أتاها حاتِمٌ أبداً

في طَيّءٍ لا وَلا في مُرة هَرَمُ

فَما يُعَدُّ لِعمرو عامِر مَعَهُ

فَضلٌ ولا لِلكُليبٍ بَعدَهُ حَشَمُ

فَخراً أبا خالِدٍ فالفَخرُ أنتَ وَما

تَحوي وَفَخرُ سِواكَ الأَعظُمُ الرِّمَمُ

هَيهاتَ ما كُلُّ سَيفٍ ذُوالفِقارِ وَلا

كُلُّ البِلادِ عَلَى استِحسانها إرَمُ

إنَّ الشُّهُورَ لَمَعنىً لا تَعَمُّ شُهُو

رَ الحَولِ أفضَلُهنَّ الأَشهُرُ الحُرُمُ

وَصَلتَ آلَ رَسُولِ اللهِ مَرحَمَةً

في السِّرِّ والجَهرِ إذ لا تُوصَلُ الرَّحِمُ

وقُمتَ دَونَهُمُ بِالسَّيفِ مُصطَلياً

نارَ الوَغَى وَهُمُ القَومُ الذّينَ هُمُ

لا يَحسِبَنَّ بَنُو العَبّاس أنَهَّمُ

إلاَّ كَمَن وَلَدا مَروانُ وَالحَكَمُ

تَداوَلُوا رُتبَةً أَنتُم أحَقُّ بِها

مِنهُم بِأَهويَةٍ صُمُّوا بِها وَعَمُوا

وَكَيفَ يَرجِعُ عَنكُم إرثُ جَدِّكُم

فيهِم وَفاطِمَةُ الزَّهراءُ أُمُّكُمُ

البُر>ُ يا ابنَ عَلّي والقَضيبُ لَكُم

والبَيتُ والحِجرُ والبَطحاءُ والحَرمُ

أمّا الغِمارُ اللَّواتي لا يَتِمُّ بِها

رَيُّ فَطَمَّ عَلَيها سَيلُكَ العَرِمُ

أمَطَرتَني نِعَماً مِن بَعدِها نِعَمٌ

كَأنَّها ديَمٌ مِن بَعدِها ديَمُ

مالٌ لَدَيّ وَمالُ في الطَّرِيقِ إلى

بَيتي وَآخَرُ يَدعُوني فَأَحتَشِمُ

لَذَّت عَلَى أَلسُنِ الأحياءِ غَيرَكَ لا

واستَعذَبُوها فَما تَحلُو لَهُم نَعَمُ

أصبَحتَ أملَكَ لي مِنّي بِعارِفَةٍ

جَوارحي لَكَ مِن عِرفانِها خَدَمُ

فالفِكرُ يَنظُمُ والأفكارُ طائِعَةٌ

والقَلبُ والكَفُّ والقِرطاسُ والقَلَمُ

لَيندَمَنَّ عَلَى التَّفريطِ مِن قِبَلي

أهلُ الرِئاسَةِ إذ لا يَنفَعُ النَّدَمُ

فالبَس مِنَ الحُلَلِ التَّبريزَ أعلَمَها

حَبكُ اليَراعَةِ حَتَّى كُلُّها عَلَمُ

فالنّاسُ مَن فاخِرُ الدّيباجِ بِزَّتُهُ

وَمِنهُمُ مَن رِداهُ الصُّوفُ والأُدُمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هبت لنا سحرا والصبح ملتثم

قصيدة هبت لنا سحرا والصبح ملتثم لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي