هبهم رضوا غير قلبه وطنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هبهم رضوا غير قلبه وطنا لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة هبهم رضوا غير قلبه وطنا لـ ابن قلاقس

هبهُمْ رَضوا غيرَ قلبِه وطَنا

أيرْتَضي غيرَهم لهُ سكَنا

لا والذي لو أحالَهم خبَراً

أحالَ أعضاءَهُ له أُذُنا

همُ المَعاني التي أدقُّ لها

جوانحَ الجسْمِ كلَّها فِطَنا

إذا حَنا منهمُ أضالعَهُ

على قلوبِ ملأنَها مِحَنا

ما نثرَ الشوقُ دمعةُ زهَراً

إلا وقد هزّ قلبَهُ غُصُنا

للبُدْنِ أن تقطعَ الفلاةَ بنا

وللهوى أن يقطِعَ البُدُنا

كم من ظلام خبطْتُ جانِبه

أسألُ عن صُبْحِه هُنا وهنا

وفي يمينِ النسيمِ مألكةٌ

أسرّها فاقتضيْتُه العلَنا

أتبعْتُه خاطراً إذا نصبت

أحبّه من سُلوّه أرِنا

هداهُ حادي الهوى الى زَهَرٍ

يلبس جسمَ الظلامِ ثوبَ سَنا

يتلو زَبور الحنين عيسَهُمُ

كأنّها قد ثنَتْهُمُ وثَنا

لولا بحارُ الدموعِ زاخرةً

ما اتّخذوها لغيرِها سُفُنا

يا صاحبيّ احبِسا أغنتَها

ولا تُقيما صدورَها عَنَنا

رأيت عَدْنا بناظريّ فلا

أطلبُ للطيبِ بعدَها عدَنا

ونمّقَ اليُمْن لي بُرود عُلا

تمنعني أن أحاولَ اليَمَنا

حمدتُ في ظلِ أحمدٍ زَمناً

صرّفَ بالجودِ صرْفَهُ زمَنا

وحازني من فِنائه حُرُمٌ

أمِنْتَ فيه مَخْوفَ كلِّ فَنا

لا أرهبُ الليثَ فيه كيفَ سَطا

ولا الغزالَ الغريرَ كيف رَنا

تجْني يمينَ المُنى بساحتِه

من ثمَرِ المكرُماتِ خيرُ جَنا

حيثُ رياحُ القَريضِ حاملةً

عن زَهرِ أخلاقِه نسيمَ ثَنا

وساجعاتُ المديحِ مُرقِصةً

من مِعطَفٍ كلّ سامعٍ فَنَنا

في كل يومٍ لنا بطَلْعَتِه

مسرّةٌ تقتَضي وجوبَ هَنا

عوفي فالفضلُ والهناءُ له

مشيّدٌ منه كلّ ما وهَنا

وشهرُ شعبانَ منهُ مُكتَسبٌ

مفاخراً أصبحتْ لهُ ولَنا

قد حسُنَ الدهرُ فافْتَتَنْتُ به

ولم أزل مُضْمِراً له ضَغَنا

وراضَهُ والجِماحُ شيمتُه

فصِرْتُ أقتادُه ولا رسَنا

تخونُ أموالُه أناملَهُ

ولم يزلْ في الرواة مُؤتَمَنا

ويشتري الحدّ غيرَ مكتَرِثٍ

فيه بما سُمْتُه لهُ ثَمَنا

ولا يرى الريحُ غيرَ أوبتِه

بما يسرُّ العُلا وإن غُبِنا

هل هدمَ العَسْرُ بعد رِفعَتِه

إلا بما شادَ في العُلى وبَنى

غادرَ آباءَهُ على سُنَنِ

فمرّ يرتادُ ذلك السِّنَنا

تشْرفُ أسماءُ رهطِه أبداً

عن أن تَرى للكِرامِ وهي كُنى

لا زال في مازنِ العُلى شمَما

وبين أجفانِ طرفِه وسَنا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هبهم رضوا غير قلبه وطنا

قصيدة هبهم رضوا غير قلبه وطنا لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي