هب النسيم معطر الأراج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هب النسيم معطر الأراج لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة هب النسيم معطر الأراج لـ لسان الدين بن الخطيب

هَبّ النّسيمُ معَطَّرَ الأراجِ

فشَفَى لَواعِجَ قَلْبي المُهْتاجِ

وافَى يُحدِّثُ عن أحِبّتيَ الأَلى

أصْبَحتُ أكْني عنْهُمُ وأُحاجي

فاشْرَبْ علَى ذِكْرِ الحَبيبِ وسَقِّني

صَهْباءَ تُشْرِقُ في الظّلامِ الدّاجِي

مِنْ خَمرَةِ السِّرّ المُقدّسَةِ التي

كَلِفَتْ بِطاسَتِها يَدُ الحلاّجِ

وأرَت لهُ الأشياءَ شيئاً واحداً

فَغَدا يُخاطِبُ نَفْسَهُ ويُناجِي

ورأى ابْنُ أدْهَمَ لَمْحةً منْ نورِها

تَلْتاحُ بينَ مَخارِمٍ وفَجاجِ

فَغَدا ومِنْ صوفِ الصّفاءِ شِعارُهُ

واعْتاضَهُ مِنْ لِبْسَةِ الدِّيباجِ

رَفَعُوا لَها قَبَساً بجانِبِ طُورِهِمْ

فعَشَوْتُ نحْوَ سِراجِهِ الوهّاجِ

وبَحَثْتُ عَنْها خَمْرَةً لمّا تَزَلْ

سَبَبَ النّجاةِ لِطالِب أوْراجِي

لمّا عَلِمْتُ مَكانَها وزَمانَها

أعْمَلْتُ في لَيْلِ السُّرَى إدْلاجي

وأتَيْتُ رَبَّ الدّيْرِ في مِحْرابِه

فبَثَثْتُ إفْلاسي إليْهِ وَحاجِي

نادَيْتُهُ مُترَحِّماً واللّيلُ قدْ

رَجَعَتْ كتائِبُهُ علَى الأدْراجِ

ما لي سِواكَ فَلا تُخَيّبْ مَقْصَدي

ما خابَ فيكَ رَجاءُ عَبْدٍ راجِي

وافَيْتُ منْ أرْضٍ بَعيدٍ خَطْوُها

مِنْ بَعْدِ طولِ تخَبُّطٍ ولَجاجِ

مهْما ضَحَيْتُ فظِلُّ حُبِّكَ ملْجإي

ومتَى مَرِضْتُ فَفي يَدَيْكَ عِلاجي

ومَدَدْتُ كفَّ الفَقْرِ أسْألُهُ فَيا

عِزَّ الغَنيِّ وذِلّةَ المُحْتاجِ

فرأَى افتِقارِي في يديْهِ فَجادَ لي

منْ جُودِهِ بالوابِلِ الثّجّاجِ

وأحَلّني منْ دَيْرِهِ في هَضْبَةٍ

تنْحَطُّ عَنْها الشُّهْبُ في الأبْراجِ

وجَلا عَلَيّ الرّاح في أكْواسِها

فشَرِبْتُها صِرْفاً بغَيْرِ مِزاجِ

تَخْفَى عن الإدْراكِ إلاّ أنّها

يَهْدي سَناها راحَةَ المُزّاجِ

فتَرى زُجاجَتَها بغَيْرِ مُدامَةٍ

وتَرى مُدامَتَها بغيْرِ زُجاجِ

والَى عليَّ بِها وقالَ هيَ التي

فِيها سَمَحْتَ بخَيْرِها النّسّاجِ

فاشْرَبْ وبُحْ باسْمي جِهاراً لا تَخَفْ

في الدّيْرِ منْ نَصَبٍ ولا إحْراجِ

يا صاحِبَيَّ وما أرَى لي صاحِباً

غيْري أُعاطِيهِ الهَوى وأناجِي

عُوجا علَى طَلَلِ الوُجودِ وبلِّغا

عنّي السّلامَ فلاتَ حينَ مَعاجِ

للّهِ إخْوانُ الصّفاءِ فإنّهُمْ

سَلَكوا الطّريقَ الواضِحَ المِنْهاجِ

منْ كلِّ ذي طِمْرَينِ أشْعَثَ أغْبَرٍ

عبِثَت بشَمْلَتِهِ يَدُ الإنْهاجِ

وقَفوا بأبْوابِ اليَقينِ وفتّحوا

ما كانَ منْها قبْلُ ذا إرْتاجِ

حتّى إذا كادَت سِماتُ طَريقِهِمْ

تَخْفَى بكُلِّ مُمَوِّهٍ ومُداجِي

نادَتْ هَلُمّوا جَدِّدوا عهْدَ الرِّضى

أيّامَ مَولانا أبي الحَجّاجِ

فاسْتَقْبَلوا داعِي المَقام كأنّما

أتتِ المَقامَ رَكائِبُ الحُجّاجِ

أحْيَى الإلاهُ بهِ رُسومَ طَريقِهمْ

وحَماهُمُ منْ مُلْكِهِ بسِياجِ

ملِكٌ يَحُثُّ الصّالِحينَ ويَقْتَدي

في الدِّينِ منْ أنْوارِهِم بسِراجِ

ويُواصِلُ اللّيْلَ التّمامَ مُسَهَّداً

للّهِ بيْنَ مُراقِبٍ ومُناجِي

أبْدَى رُسومَ العِلْمِ بعْدَ عَفائِها

وأعادَ وَجْهَ الحَقِّ ذا إبْهاجِ

وغَدا الزّمانُ بسَيْفِهِ وبِسَيْبِه

يَوْمَينِ يوْمَ نَدىً ويومَ هِياجِ

وأحَقُّ مَنْ مَلَكَ الخِلافَةَ ناصِرٌ

يَنْمِيهِ صاحِبُ صاحِبِ المِعْراجِ

كُلُّ الفَضائِلِ لمْ تُحَلَّ بحَمْدِهِ

لَبّاتُها فتَمامُها بخِداجِ

خُذْها أميرَ الُسْلِمينَ قَوافِياً

ثارَت عَجاجَتُها على العَجّاجِ

أنا جَوهَريُّ اللّفظِ لا عَجَبٌ إذا

جَمْعي مُنَظِّمُها بهَذا التّاجِ

أبْقَيْتُ بالذِّكْرِ الجَميلِ مَدائِحاً

لكَ في فَمِ الرّاوي وقَلْبِ الرّاجي

واخْلُدْ ونَصْرُ الله جلّ جلالُه

يأْتيكَ أفْواجاً علَى أفْواجِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هب النسيم معطر الأراج

قصيدة هب النسيم معطر الأراج لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي