هب من زمانك بعض الجد للعب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هب من زمانك بعض الجد للعب لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة هب من زمانك بعض الجد للعب لـ مهيار الديلمي

هَبْ من زمانِكَ بعضَ الجِدّ للَّعبِ

وأهجرْ إلى راحةٍ شيئاً من التعبِ

ما كلُّ ما فات من حظٍّ بلَّيتُهُ

عجزٌ ولا كلُّ ما يأتي بمُجتلَبِ

لا تحسَبِ الهمّةَ العَلياءَ مُوجِبةً

رزقاً على قِسمة الأقدارِ لم يجبِ

لو كان أفضلُ مَنْ في الناس أسْعَدَهم

ما أنحطّتِ الشمسُ عن عالٍ من الشُّهُبِ

أو كان أسْيَرُ ما في الأُفْق أسْلَمَهم

دام الهلالُ فلم يُمْحَقْ ولم يَغبِ

يا سائقَ الرَّكْبِ غَرْبيّاً وراءك لي

قلبٌ إلى غير نجدٍ غيرٌ منُقلِبِ

تلفُّتاً فخِلال الضَّيْقِ مُتَّسَعٌ

ورُبّ منجذِبٍ في زِيّ مجتنِبِ

قِفْ نَادِيا آل بكر في بيوتكُمُ

بيضاءُ يُطرِبها في حُسنها حَرَبي

لما رأت أُدْمَةً نُكْراً وغائرةً

شهباءَ راكضةً في الدُّهم من قُضُبي

لوتْ وقد أضحكتْ رأسي الخطوبُ لها

وجهاً إلى الصدّ يُبكيني ويَضحَك بي

لا تعجبي اليومَ من بيضائها نظراً

إلى سِنِييّ فمن سودائها عجبي

ما زلتُ علماً بأنَّ الهمّ محترِمٌ

عُمرَ الشبيبةِ أبكيها ولم أَشب

وُسُومُ شَيْبٍ فإن حقَّقتِ ناظرةً

فإنهنّ وُسُومٌ فيَّ للنُّوَبِ

تُرَى ندامايَ ما بين الرُّصافةِ فال

بَيْضاءِ راوِين من خمرٍ ومن طربِ

أو عالمِين وقد بُدِّلتُ بَعدَهُمُ

ما دارُ أنسي وما كأسي وما نشبي

فارقتهم فكأني ذاكراً لهُمُ

نضوٌ تلاقت عليه عضَّتا قتب

سقَى رضايَ عن الأيام بينهمُ

غيثٌ وبان عليها بَعدَهم غضبي

إذ نَسكُب الماءَ بُغضاً لِلمزاج به

ونطعمُ الشُّهدَ إبقاءً على العنبِ

يمشي السّقاة علينا بين منتظِرٍ

بلوغَ كأسِ ووثَّابٍ فمستلِبِ

كأنما قولنا للبابليّ أدر

حلاوةً قولنا للمَزْيَدِيِّ هَبِ

فِدَى عليٍّ جبانُ الكفِّ مقتصرٌ

من الفخار على الموروث بالنسبِ

يُرَى أبوه ولا تُرْضَى مَكارُمه

الأرضُ صحَّت وأودى الداءُ بالعُشُبِ

ومُشْبَعون من الدنيا وجارُهُمُ

بادي الطَّوَى ضامرُ الجنبين بالسَّغَبِ

قل للأمير ولو قلت السماءُ به

مفضوحةٌ الجَوْدِ لم تَظْلِمْ ولم تَحُبِ

أعطيتَ مالَك حتى رُبَّ حادثةٍ

أردتَ فيها الذي تُعطِي فلم تُصِبِ

لو سُمتَ نفسَك أن ترتاضَ تجرِبةً

بحفظ ذاتِ يدٍ يومين لم تَطِبِ

كأنّ مالَكَ داءٌ أنت ضامنُه

فما يُصِحُّك إلا علَّةُ النشبِ

لو كان يُنصفك العافون لأحتشموا

بعضَ السؤالِ فكفُّوا أيسَر الطلبِ

يا بدرَ عَوْفٍ وعوفُ الشمسُ في أَسَدٍ

وأَسَدٌ شامةٌ بيضاءُ في العربِ

أنتُمْ أولو البأسِ والنعماءِ طارفةٌ

أخبارُكم وعُلىً تَلْدٌ من الحِقَبِ

أحلَى القديم حديثاً جاهليَّتُكُمْ

وقَصُّ أسلافِكم من رتبة الكتُبِ

ما كنتُمُ مذ جلا الإسلامُ صفحتَهُ

إلا سيوفَ نبيٍّ أو وصيِّ نَبي

بكم بِصفِّين سدَّ الدِّينُ مَسكنَهُ

وآلُ حَرْب له تحتال في الحُرَبِ

وقام بالبَصْرة الإيمانُ منتصباً

والكفرُ في ضَبَّة جاثٍ على الرُّكَبِ

حتى تقيَّلتَها إرثاً وأفضلُ ما

نقلتَ دينَك شَرْعاً عن أبٍ فأبِ

إذا رأيتَ نجيباً صحَّ مذهبُهُ

فاقطع بخيرٍ على أبنائه النُّجُبِ

لا ضاع بل لم يضعْ يومَ أنتصرتَ به

وأنت كالوِرْدِ والأعداءُ كالقَرَبِ

وقد أتَوكَ براياتٍ مكرّرةٍ

لم تدر قبلك ما أسمُ الفرّ والهربِ

تمشِي بهم ضُمَّرٌ أدْمَى روادفَها

غرورُ فرسانها بالفارِس الذَّرِبِ

لما دعوتَ عليّا بينهم ضَمِنتْ

لك الولايةَ فيهم ساعدُ العطبِ

حكت رءوسَ القنا فيه رءوسُهُمُ

حتى تموّهتِ الأعناقُ بالعَذَبِ

وطامعٌ في معاليك أرتقَى فهوى

وهل يَصِحُّ مكانُ الرأسِ للذنَب

ما كان أحجَ فضلا تمّ فيك إلى

عيبٍ بعوِّذُه من أعين النُّوَبِ

أحببتكم وبعيدٌ بين دَوْحتنا

فكنتُ بالحبِّ منكم أيَّ مقتَرَبِ

ووُدُّ سَلْمان أعطاه قرابَتَهُ

يوما ولم تُغنِ قُربَي عن أبي لَهَبِ

ورفَّعَ الصونُ إلا عن مناقبكم

أسبابَ مدحِيَ في شِعري وفي خُطَبي

فما ترانِيَ أبوابُ الملوك مع ال

زِّحام فيها على الأموال والرُّتبِ

قَناعةٌ رَغِبتْ بي عن زيارة مس

دولِ الستورِ وعن تأميلِ محتجبِ

ولي عوائدُ جُودٍ منك لو طَرَقت

سَتامُ مُلكَكَ لم تُحرَمْ ولم تخِبِ

ملأتُ بالشكر قلبَ الحافظ الغزِلِ ال

فؤادِ منها وأُذنَ السامعِ الطَّرِبِ

فرأيُ جُودِك في أمثالها لفتىً

أتاك بالحرمتين الدِّينِ والأدبِ

ومَنْ توسَّلَ في أمرٍ فما سببٌ

اليك أوكدُ في الأمرين من سببي

شرح ومعاني كلمات قصيدة هب من زمانك بعض الجد للعب

قصيدة هب من زمانك بعض الجد للعب لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي