هتف النعي فأرجف الأطوادا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هتف النعي فأرجف الأطوادا لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة هتف النعي فأرجف الأطوادا لـ جعفر الحلي النجفي

هَتف النَعي فأرجف الأَطوادا

وَأَحال واضحة النَهار سَوادا

نادى فَهدَّ مِن المَكارم رُكنَها

وَأَماطَ ضافي سترَها مُذ نادى

خفت لصرخته الحُلوم وَربما

كانَت بِكُل مُلمة أَطوادا

وَرنته خاسِئة العُيون كَأَنَّه

مُذ جاءَ جاءَ لِيَمحوَ الإيجادا

أَبدى النَعي لِكُل عَين فَقدَها

بَدر الدُجى وَالكَوكب الوقادا

هَل مَن يَقول لِذا النَعي ألاَ اِتئد

فَلَقَد أَذابَ بِنعيه الأَكبادا

أَسَفاً لَقد أَودى الأَمين وَقاده

شطن المَنايا جَهرة فَاِنقادا

مَيت بِهِ الأَيّام عدن مآتما

وَلربما كانَت بِهِ أَعيادا

ماذا عَلى دَهر أَراش سِهامه

نَحوَ الأَمين لَو اِستَحاه فَحادا

وَيَلاه قَد بَلغ الزَمان لِغاية

فَلَقَد طَغى وَاستأصل الأَمجادا

لا تَعجلوا يا حامليه فَإِنَّما

كانَ الأَمين إِذا مَشى يَتَهادى

أَجيادكم حملت سَرير مهذب

بِنداه طوَّق لِلوَرى أَجيادا

أَتولولون بِنَصب أَعواد لَهُ

وَهُوَ المهاب إِذا رقى الأَعوادا

وَمغسليه ردوا الحتوف لفقد من

يقري الضُيوف وَينعش الوفادا

بَيديكُم البَحر العباب فَطالَما

أَعطى الرغاب وَأنهل الورادا

أتقلبون عَلى السَرير مقلبا

بِيَمينه الأَيام كَيفَ أَرادا

وَمكفنيه لَقَد نَشَرتُم بَرد مَن

سحب الهُدى بِوجوده أَبرَدا

أَتقيدون أَخا الحفاظ وَطالَما

فَكَ الأَسير وَحلل الأَقيادا

وَمقدمين إِلى الصَلاة مهذبا

قَد أَثكل العلماء وَالعُبّادا

صلوا فَقَبلكم مَلائكة السَما

صلت عَلَيها جَماعة وَفرادى

وَممهدين لَهُ اللحود أَلا أَرفَقوا

في مؤمن لَم يَعرف الإِلحادا

أتمهدون لَهُ التراب وَقبل ذا

لِعلاه قَد كانَ الحَرير مِهادا

رفقاً بِعارض مَن تَرون فَإِنَّهُ

لَم يَتَخذ غَير الدمسق وَسادا

ميت يفرق بَين جفني مُقلتي

وَالنَوم حَتّى لا أَطيق رقادا

وأَهُبُّ إِن أَطبقتها فَكَأنَّما

هدب النَواظر قَد أَعيد قِتادا

أَبني الكِرام حسدتم لعلاكم

وَأَعيذكم أَن تشتموا الحسّادا

قَد كُنت أَعهد في الخُطوب قُلوبكم

زبر الحَديد تصبراً وَجلادا

لِلّه أُمٌّ أَنجبتكم إنَّها

وَحباتكم قَد أَنجبت مِيلادا

هِيَ لَبوة عظمت مَهابتها وَفي

غاب الرِياسة خلفت آسادا

تَاللَه لَم نرَ مثلَها أَما وَلَم

نَرَ يا أَطايب مِثلَكُم أَولادا

ما أَشرَقَت شَمس عَلى ذي نَجدة

إلا رَأَته لِبأسِكُم مُنقادا

عَقلت رزيتكم لِسان فَصاحَتي

فَأَقل حينَ رثاكُم الإِنشادا

إِن قيل منشئكم أَجادَ فَإِنَّني

لَم أَرثكُم حَتّى يقال أَجادا

لَكن قَلبي أَوقَدت نِيرانه

فَجرى اللِسان ليطفي الإِيقادا

لَو كلف المنطيق عدّ صِفاتكم

أَعيا فَلم يَسطع لَها تِعدادا

سَقَت السَحائب بقعة بَل غابة

ضَمت لآساد الشَرى أَجسادا

جدث تَشرف بالأَمين تُرابه

فَسَقاه وَسمي الرَبيع عهادا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هتف النعي فأرجف الأطوادا

قصيدة هتف النعي فأرجف الأطوادا لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي