هجر الحب وإن أصبح جارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هجر الحب وإن أصبح جارا لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة هجر الحب وإن أصبح جارا لـ ابن قلاقس

هجرَ الحِبُّ وإن أصبحَ جارا

وسطا الوجدُ على ضعفي وجارا

فضلوعي بينها نارُ أسًى

من عُرامٍ ألهبَ الأحشاءَ نارا

إذا نجا العاذلُ نحوي في الهوى

قلت قد صرّحت باللوم جهارا

لا تلم كل امرئٍ ذي صبوة

في مهاةٍ تُخجِلُ الشمس نهارا

ومتى حاولتَ صبّاً في الهوى

قد يقيم الحسن للصب اعتذارا

سيّما خَوْدٌ إذا قابلْتَها

خِلْتَها ماءً وناراً وعُقارا

ومتى غازلتها عن لحظها

خلتَ في أجفانها الوسْنى خُمارا

وإذا ألْمَحْتَ باللحظِ لها

أثّر اللحظُ بخدّيْها احمرارا

أطلعَتْ صُبْحاً وليلاً فاحماً

وحمَتْ في وجنتَيْها جُلّنارا

ذاتُ قدٍّ كقضيبٍ ناعمٍ

أثمر البدرَ إذا البدرُ استدارا

جرّدَتْ من لحظِها سيفاً على

وامقٍ قد شحذَتْ منه الغِرارا

آه قد ذُبْتُ غراماً وجوى

وعدمت الصّبرَ وعداً وانتظارا

إن لي قلباً إذا قلبته

لسُلوٍّ لم أجدْ منه اصطبارا

يا حُداةَ العيسِ مهلاً إنّ لي

وسطَ الأحداجِ قلباً مُستطارا

وتخلّفتُ على أطلالِكم

ألثمُ الرَّبْع عِشاءً وابتِكارا

ودعَوْني فتداعَتْ إحَني

لم أجِدْ من بعدِها عنها قرارا

غادةٌ من جوهر في غصُنٍ

جمعَتْ آساً ودرّاً ونُضارا

إن سرَتْ وجداً بليلٍ عيسُكُمْ

أبدلَتْ من وجهِها الليلَ نهارا

كمُحيّا الحافظ الحَبر الذي

زادَه الله جلالاً ووقارا

الإمامُ الأصبهانيّ ومَنْ

نال في العلم ارتقاءً وافتخارا

لوذعيّ ألمعيٌّ بارعٌ

من صميم الفُرسِ حَبر لا يُجارى

وله في الفقهِ أعلى رتبةٍ

دع تواليفاً وشرحاً واختصارا

هو سيفُ السُنّة المولى الذي

في استباقِ المجد فردٌ لا يُبارى

أكرَم الناس ومن جاد وقد

يُتبِعُ الجدوى إذا جادَ اعتذارا

سار للمجد بجدٍّ صادقٍ

فبنى في ذِروة النجمِ منارا

بِنيةٌ ما مثلها مدرسةٌ

أثبتَتْ في كبدِ الحُسّادِ نارا

هي صدرٌ هو صدرٌ حبّذا

بحرُ علمٍ فرعَتْ منه بحارا

يا إمامَ الدين يا كهفَ الورى

يهنِكَ العام الذي أبدى سِرارا

بسعودٍ طلعت أنجمُه

نحو إعراضك قصداً واختيارا

والذي جاءَت تهنّيكَ به

لبسَتْ من مدحِكَ السامي خِمارا

فهيَ للناشقِ مسْكٌ أذفَرٌ

زادهُ نظمُ معاليك نِثارا

فتقبّلْها ومهما سفرَتْ

لي عن عيب تجاوزْهُ اغتفارا

فحقيقٌ إذ تعرّضْتُ الى

عدِّ أوصافِك قصّرْتُ اضطرارا

عِشْ ودُمْ على رغمِ العِدى

ما تجلّى في الدُجى البدرُ وسارا

في نعيم أبداً كهفاً لنا

ونهنّيكَ بذي البُشرى مِرارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هجر الحب وإن أصبح جارا

قصيدة هجر الحب وإن أصبح جارا لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي