هدأ الليل فجاراه السكون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هدأ الليل فجاراه السكون لـ خلفان بن مصبح

اقتباس من قصيدة هدأ الليل فجاراه السكون لـ خلفان بن مصبح

هدأ الليل فجاراه السكون

وتمشّى النوم ما بين الجفون

فلننم يا عين ما خطَّ يكون

وعلى الأقدار تمضي الكائنات

كم لهذا النوم من فضل يرى

يبعد الإنسان عن دنيا الورى

تسكن النفس وتنسى ما جرى

من شقاء الكون في هذي الحياة

غير أن الدهر لا يعطي الأمان

يبعث الآلام في كل مكان

وإذا ما المرء عاداه الزمان

تعلن العدوان حتى الحشرات

كل خطب مسني قلت يسير

رضته بالصبر حتى أن يسير

غير أن البقّ أبقاني أسير

إن يكن يا دهر من شيء فهات

أيُّ قرصٍ أي قرضٍ كالحريق

طال ليلي واعتراني كل ضيق

ينتشي بالدم يمتص الرحيق

يحتسي منه لذيذ الرشفات

بين رقص وغناء ونغم

يقفز البرغوث والبق يهم

حفلة تُولم من زاد الألم

وبعوض السوء يملي النغمات

أيها الشرّير والشرّ المقيم

ما الذي أغراك بالجسم السقيم

أفلا يمّمت أصحاب النعيم

من تربّوا كالخراف النائمات

ذاك من يغنيك عن هذي الدما

وهو صاف لم يكدره ظما

لم يلاق العيش إلا أنعما

فاخترق منهم جلود السائمات

قهقه البق قليلاً ثم قال

هل ترى مثليَ يغرى بالمحال

أترك الموجود من أجل خيال

دعك منّي كل هذي الترّهات

قطرة إن حزتها في ذا الوجود

تغني عن بحر مليء بالوعود

فرص العمر تولّي لا تعود

فاغتنمها عاجلاً قبل الفوات

لم أجد لي بعد هذا من سلاح

ولسان البق يمضي في اللقاح

رحمة يا رب عجّل بالصباح

وانتقم بالعدل من جمع الطغاة

حين لاح الفجر والصبح المنير

إختفى البق بأعماق السرير

آيبا من غارة فهو قرير

ثملاً يغفو على حلم البغاة

في صباح اليوم وافاني الحكيم

فاستشاط الغيظ منه كالأسير

ثم نادى فاحملوا هذا السرير

واحرقوا البق بحوض من سعير

إنما الطب عدو الحشرات

أسرع القوم يلبّون المُرام

وتبعت القوم أسعى لانتقام

فإذا الشرير في حوض الركام

قارب الموت يعاني السكرات

قلت يا هذا أتدري ما دهاك

هكذا البغي وهذا منتهاك

فانبرى لي قائلاً مهلاً كفاك

ليس في الدنيا خلود بل وفاة

فتذكّر ليلة بت حذاك

أرشف الدم وأسعى في أذاك

لا أبالي اليوم أن تلقى مناك

فالنعيم برهة أو لحظات

إن هذا اليوم مفتاح السعود

أترك الدنيا وأمضي للخلود

إنما العمر زمان لا يعود

فلتعش عمرك وانسَ الحسرات

قال هذا ثم أوداه القضا

واعتراه الموت في حوض اللظى

هل تراه صادقاً أم مغرضا

أم جرى في قوله مجرى الرواة

فلتعد يا ليل يحدوك الكرى

ولننم يا عين عن دنيا الورى

هلك البق وهذا ما جرى

قد تعدى فترى ثم مات

شرح ومعاني كلمات قصيدة هدأ الليل فجاراه السكون

قصيدة هدأ الليل فجاراه السكون لـ خلفان بن مصبح وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن خلفان بن مصبح

خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي. شاعر إماراتي، من سكان الشارقة، ولد في منطقة الحيرة من أعمال الشارقة، قتل أبوه وهو لم يكمل الخامسة، فكفله جده لأمه عبيد بن حمد الشامسي فأحسن كفالته، فتلقى تعليمه في أحد كتاتيب المدينة، ثم رحل قاصداً رأس الخيمة برفقة شيخه مشعان بن ناصر لمساعدته في التدريس، ثم عاد إلى مدينته ليتابع تحصيله العلمي عبر قراءة كل ما يقع بين يديه من كتب، فقد كان متقد الذكاء، حاضر البديهة، واسع الاطلاع، وكان يقرأ أحاديث الرسول عليه السلام للصبيان، وينشد الأشعار في مجالس الرجال فقد كان مغرماً بحفظ أشعار العرب ومطالعة أمهات كتب الأدب شعراً ونثراً، ونظم الشعر مبكراً، وعمل في التجارة مع جده، فسافر إلى الهند ومسقط وعدن، وكان يخرج للغوص خلال فصل الصيف، وفي إحدى رحلات الغوص وقع على ظهره فأصيب بمرض في عظام ظهره لازمه إلى أن مات به.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي