هدأ المخيم واطمأن المضجع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هدأ المخيم واطمأن المضجع لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة هدأ المخيم واطمأن المضجع لـ أحمد محرم

هدأ المخيَّمُ واطمأنَّ المضجعُ

وأبى الهدوءَ الصَّارِخُ المتوجِّعُ

الحقُّ جَنْبٌ بالجراحةِ مُثْخَنٌ

وَحُشَاشَةٌ تهفو وقلبٌ يَفزَعُ

يا سعدُ خطبُكَ عند كلِّ مُوَحِّدٍ

خَطبٌ يجيءُ بهِ الزَّمانُ ويرجِعُ

السَّهمُ حيثُ تَراهُ لا آلامُهُ

تُرجَى عَوَاقِبُها ولا هُو يُنزَعُ

ما أنتَ حَيْثُ يكونُ سَيِّدُ قومِهِ

أين الولائدُ والفِناءُ الأوسعُ

لكَ من رُفَيْدَةَ خَيْمَةٌ في مَسْجِدٍ

للمعشرِ الجَفَلَى تُقَامُ وترفَعُ

بل تلك منزلةُ الصَّفِيِّ بَلَغتَها

فَوَفَى الرجاءُ وصَحَّ مِنكَ المَطمعُ

حَدِبَ الرسولُ عليكَ يَكرهُ أن يَرى

مَثواكَ مطَّرَحَ الجِوارِ ويَجزعُ

جارَ الرسولِ وما بُليتَ بحاسدٍ

الخيرُ والرضوانُ عِندَكَ أجمعُ

قال اجعلوا البطلَ المنوَّهَ باسمِهِ

منِّي على كَثَبٍ أراهُ وأسمعُ

وَأَعُودُهُ ما شئتُ أَقضِي حَقَّهُ

وأرى قَضَاءَ اللَّهِ ماذا يَصنعُ

حَسْبُ المجاهدِ أن يكونَ بمسجدي

فَلَذَلكَ الحَرَمُ الأعزُّ الأمنعُ

اللَّهُ خَصْمُكَ يا ابن قيسٍ إنّه

سَهْمٌ أُصيبَ به التَقِّيُّ الأروَعُ

لا أخطأتكَ من الجحيمِ وَحرِّها

مشبوبةٌ فيها تُدَعُّ وتُدفَعُ

لِمَنِ الدمُ الجاري يَظَلُّ هَدِيرُهُ

مِلءَ المسامعِ دائباً ما يُقلِعُ

أفما تَرَوْنَ بَني غِفَارٍ أنَّه

من عندِ خيمتكم يفيضُ ويَنْبُعُ

ماذا بِسَعْدٍ يا رُفَيْدَةُ خَبِّري

إنّ القلوبَ من الجنُوبِ تَطَلَّعُ

يا حَسْرَتَا هو جُرْحُه يجرِي دَماً

بعد الشِّفَاءِ ونَفسُهُ تَتَمزَّعُ

حَضرتْ منيّتُهُ وحُمَّ قَضَاؤُه

ولكلِّ نَفسٍ يَومُها والمصرعُ

ضَجَّ النُّعاةُ فهزَّ يثربَ وَجدُها

وهفا بِمَكَّةَ شَجُوها المتنوِّعُ

رُكنٌ من الإسلامِ زَالَ وما انتهى

بانيهِ ذَلكمُ المُهمُّ المُفظِعُ

خَطبٌ أصابَ المسلمينَ فذاهلٌ

ما يَستفيقُ وجازعٌ يَتَفَجَّعُ

صَبراً رسولَ اللهِ إن تكُ شِدَّةٌ

نَزَلَتْ فإِنَّكَ لَلأشَدُّ الأَضلَعُ

أنت المعلِّمُ لا شريعةَ للهُدى

إلا تُسَنُّ على يَدَيْكَ وتُشْرَعُ

تَمضي على المُثْلَى وكلٌّ يَقتَفِي

وَتَجِيءُ بالفُضلَى وكُلٌّ يَتْبَعُ

أقِمِ الصَّلاَةَ على الشَّهيدِ وسِرْ بِهِ

في ظِلِّ رَبِّكَ والملائكُ خُشَّعُ

يمشونَ حولَ سريره عَدَدَ الحصى

فالأرضُ ما فيها لِرِجلكَ مَوْضِعُ

تمشي بأطرافِ الأصابِعِ تَتَّقِي

ولقد تكون وما تُوقَّى الإصبعُ

العرشُ مُهتزُّ الجوانبِ يَحتَفِي

واللَّهُ يضحِكُ والسَّماءُ تُرجِّعُ

يا ناهضاً بالدينِ يَحملُ عِبْأَهُ

والبأسُ يعثرُ والسَّوابِقُ تَظْلَعُ

اهنأ بها حُلَلاً حملت حِسانَها

نُوراً على نُورٍ يُضيءُ وَيَسْطَعُ

هذا مكانُكَ لا العطاءُ مُقَتَّرٌ

عِندَ الإلهِ ولا الجزاءُ مُضَيَّعُ

لك يومَ بدرٍ عند ربّكَ مَشهدٌ

هُوَ للهُدَى والحقِّ عُرسٌ مُمتِعُ

نُصِرَ النبيُّ به على أعدائِهِ

والجوُّ يُظْلِمُ والمنايا تَلمعُ

كانت مقالةَ مُؤمنٍ صَدَعَتْ قُوَىً

زعمتْ قُريشٌ أنّها لا تُصدَعُ

بعثَتْ من الأنصارِ كلَّ مُدرَّبٍ

يَقِظَ المضارِبِ والقواضِبُ هُجَّعُ

يا سعدُ ما نَسِيَ العريشَ مُقيمُه

يحمي غِياثَ العالمين ويمنعُ

لمّا تَوالَى الزَّحفُ جِئتَ تَحُوطُهُ

وتَرُدُّ عنه المشركِينَ وتَردعُ

في عُصبةٍ ممّن يَليكَ دَعَوْتَهَا

فالبأسُ يَدلفُ والحميَّةُ تُسرِعُ

قمتم صفوفاً كالهضابِ يشدُّها

راسٍ على الأهوالِ ما يتزعزعُ

ولقد رَميتَ بني قريظةَ بالتي

سَمِعَ المجيبُ فهالكٌ ومُروَّعُ

أحببْ بها من دعوةٍ لك لم تَمُتْ

حتى أصابك خَيَرُها المتوقَّعُ

نقعَ الإلهُ غَليلَ صَدرِك إنّه

يَشفِي صدور المؤمنين وينقعُ

إن شيعوك فلم تجدني بينهم

فالخطبُ خطبي والبيانُ مُشيِّعُ

الدهرُ معمورٌ بذكرِكَ آهلٌ

ما في جوانبِهِ مكانٌ بلقعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هدأ المخيم واطمأن المضجع

قصيدة هدأ المخيم واطمأن المضجع لـ أحمد محرم وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي