هدى تتجلى من سناه المشارق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هدى تتجلى من سناه المشارق لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة هدى تتجلى من سناه المشارق لـ ابن فركون

هُدىً تتجلّى منْ سَناهُ المَشارِقُ

كما لاحَ صُبْحٌ أو تطلّعَ شارِقُ

وعزْمٌ كأنّ الروْعَ سُلَّتْ سُيوفُهُ

ونابَتْ عنِ الأغْمادِ فيه المَفارِقُ

وجود كأنّ البحْرَ لذّ مذاقُهُ

أوِ السّحْبُ يَهْمي جَودُها المتدافِقُ

وذِكْرٌ كأنّ الرّوْضَ هبّ بعَرْفِه

نسيمُ الصّبا فارْتاحَ للطّيبِ ناشِقُ

وغُرُّ جيادٍ في مَدى النّصْرِ ترْتَمي

إلى مِثلِها يُعْزَى الوجيهُ ولاحِقُ

وبيضُ ظُبىً مهْما أثارَ جِلادُها

سَحابَ قَتامٍ فهْيَ فيه بوارِقُ

وسُمرُ قناً لوْلا الأسنّةُ لاخْتَفَتْ

بليْلِ عَجاجٍ هُنّ فيه شوارِقُ

فَيا راكِبَ الوجْناءِ يبْتَدِرُ السُّرى

بها وهْو للحَيّ الحِلالِ مُفارِقُ

ولمْ يثْنِه من بارق الأفْقِ نيّرٌ

كعَذْبِ الثّنايا ما العُذَيْبُ وبارِقُ

ولا راقَهُ خَيْفٌ به الوجْدُ كامِنٌ

ولا شاقَهُ طيْفٌ على البُعْدِ طارِقُ

ولكنّه يبْغي المحامِدَ والعُلَى

فيُهْدَى لها حادٍ وتُحْدى أيانِقُ

ليَحْيا ذَما القلبِ المقلَّبِ كلّما

تُحيّيهِ من روْضِ الأماني نواشِقُ

عليْك بموْلانا الخليفَةِ يوسُفٍ

فهاتِيكَ أوصافٌ لهُ وخلائِقُ

إمامٌ لهُ عِلْمٌ وحِلمٌ ونائِلٌ

بهِ خابَ لاحٍ كلّما فازَ لاحِقُ

مآثِرهُ والوَصْف يعجِزُ نظْمُهُ

لَئالٍ بها عِقْدُ العُلى مُتناسِقُ

مَكارمُهُ والأفقُ يمْسِكُ غيثَهُ

تَسيلُ على العافينَ منها مَدافِقُ

عزائِمُهُ والخيْلُ تبتَدِرُ الوَغَى

تُقَصّر عنهُنّ الجِيادُ السّوابقُ

كتائِبُهُ مَنْ ذا إذا هِي حارَبَتْ

يُساوي وأمْلاكَ السّماءِ تُساوِقُ

وآراؤهُ والرّوْعُ يذْهَبُ بالنُهى

تُصيبُ العِدى منها سِهامٌ رَواشِقُ

حَمى وهَمى غيثاً فبالبأسِ والنّدى

حَقائِبُ تُثْني دائماً وحقائِقُ

وأرْسَلَها طوْعَ الفُتوحِ سوابِقاً

إذا ما انْبَرتْ هوج الرّياحِ تُسابِقُ

وقيّدَتِ الأجْفانَ أجفانُهُ سَناً

فلا قَلْبَ إلا وهْو في الحسْنِ عاشقُ

قدِ انْتظَمَ الأبْطالُ في جَنباتِها

صُفوفاً كما قد نظَّم العِقْدَ ناسِقُ

فللهِ منها في مدَى الحرْبِ تُجْتَلى

سوابِحُ أو في البرِّ منها سوابِقُ

لقد أنجبَ الأنصارُ منهُ خَليفةً

فوافَى أخيراً وهْوَ في المجْدِ سابِقُ

إلى اللهِ هادٍ وهْوَ في الله ناصرٌ

من اللهِ مَنصورٌ وباللهِ واثِقُ

إذا نامَ للبيضِ الرِّقاقِ مُضاجِعٌ

وإنْ قامَ للسُّمْرِ الطّوالِ مُعانِقُ

هوَ الدّهْرُ يا مَوْلَى المُلوكِ مُبادِرٌ

لِما تَرْتَضي منكَ المَعالي مُسابِقُ

مَقامُك مَحمودٌ وسعيُكَ ناجِحٌ

ورِفْدُكَ مَبْذولٌ ووعْدُكَ صادِقُ

ورأيُكَ للصُّنْعِ الجميلِ مُوافقٌ

وعزْمُكَ للنّصْرِ العزيز مُرافِقُ

ومُلْكُكَ للدّين الحَنيفِ وأهْلِهِ

يُصادِرُ عن أوطانِهِمْ ويُصادِقُ

تجرّدُ سيْفَ اللهِ كفُّك في الوغَى

كما لاحَ أثناءَ الغمامةِ بارِقُ

وللنّقْعِ سُحْبٌ فوقَ روْضٍ منَ القَنا

وحُمرُ الظُّبا في جانبيْهِ شقائِقُ

وهذا وليُّ الكُفْرِ أخفَقَ سعْيُهُ

وخابَ وأعْلامُ الجِهادِ خوافِقُ

وأحْكَمَ عَقْدَ السّلْمِ يرْضي بها العِدَى

فحُلّتْ عُهودٌ عندَها ومواثِقُ

لَئيمٌ غَدا بالسّوءِ يَبْسُطُ كفَّهُ

ليَقْبِضَ بسْطَ الرّزْقِ واللهُ رازِقُ

صلاتُ النّدى لا تُرْتَجى منهُ إذ لهُ

عوائِدُ عن قصْدِ النّجاحِ عوائِقُ

ولمّا تدلّى في مَهاوي غرورِه

وضلّلَهُ داجٍ من الغَدْرِ غاسِقُ

خطَبْتَ بلادَ العُدْوَتيْنِ فأهْطَعَتْ

ومن قبْلُ ما صدّتْ خُطوبٌ طوارِقُ

وعاد السّعيدُ اليومَ وهْوَ مُمَلَّكٌ

فأُمِّنَ مذْعورٌ وأُفرِجَ ضائِقُ

يحُلُّ منَ البيْضاءِ دارَ إقامةٍ

وليسَ عنِ القصْدِ المؤمَّلِ عائِقُ

وتعْلو المَعالي مَعْلَمَ النّصْرِ عندَها

وتُجْلِي مجاني الفتْحِ فيها المجانِقُ

فتَسْتَنْزِلُ الأرْواحَ وهْيَ صواعِدٌ

وترفَعُ طورَ العِزّ وهْيَ صواعِقُ

وما سجدَ الخَبُّ اللّئيمُ وإنما

تجلّى لهُ نورُ الهُدى فهْو صاعِقُ

وللهِ منْها وِجْهةٌ ناصريّةٌ

مَذاهِبُ فيها للعُلَى وطرائِقُ

إلى جبلِ الفتْحِ ابتَدَرْتَ بعزْمةٍ

يَخيبُ مُناوٍ عندَها ومُنافِقُ

طرَقتَ حِمى أقصى البِلادِ تمنُّعاً

بما لمْ يحُزْ في الفتْحِ موسَى وطارقُ

وسيفُكَ صَلْتٌ حيثُ بأسُكَ كامِنٌ

وقلبُكَ ثَبْتٌ حيثُ بندُكَ خافِقُ

تَفوقُ بروجَ الأفْقِ أبراجُهُ فما

كواكِبهُ إلا خوافٍ خوافِقُ

ولمْ لا تُباهي أفْقَهُ ونجومَهُ

قلائِدُ في لبّاتِها ومناطِقُ

ولكِن به قوْمٌ أباحُوا ذِمارَهُ

بِبَغْي فناعٍ في ذُراهُ وناعِقُ

لقدْ كفَروا نعْماكَ لا درَّ دَرُّهُمْ

فجلّتْ بهِمْ طوْعَ البَوارِ البوائِقُ

ولو قد أجابوا دعوةً يوسُفيّةً

لمُدَّ من السّتْرِ الجَميل سُرادِقُ

إذا ما دجَى ليلُ الخطايا فيوسُفٌ

لِصُبْحِ الرِّضى والعفْوِ والحِلْمِ فالِقُ

يقولُ لسانُ الفتحِ في عَرَصاتِه

ألا سارِعوا للعِزّ طوْعاً وسابِقوا

وقد نالَ منهُمْ قصْدَهُ جُندُكَ الذي

لهُ قائِدٌ من عِزّ نصْرِكَ سائِقُ

ويستَوْقِفُ الأبصارَ رمْيُ قِسيّهِ

فراقَ النُهى رامٍ لدَيْهِ ورامِقُ

تمنّعَ واسْتَعْصى كما كتَم الهَوى

على الرّغْمِ صبٌّ للمحاسِنِ شائِقُ

وما هُو إلا في يَدَيْكَ زِمامُهُ

كما آبَ منْ بعْدِ القطيعةِ آبِقُ

عَقيلةُ حُسْنٍ طارَدَتْ بوصالِها

لكَيْما تُوافي بالرِّضى وتوافِقُ

فَلِلْمَنْحِ بعْدَ المنْعِ أعْذَبُ موْقِعٍ

أيَحْظى بمعنَى القُرْبِ مَن لا يُفارِقُ

وقد جاءَكَ الأضحى فوفّيْتَ حقَّهُ

بما هوَ بالدنيا وبالدّينِ لائِقُ

لذلكِ تُثْني بالذي أنتَ أهلُهُ

مَغارِبُ من آفاقِها ومشارِقُ

فهُنّئْتَهُ يوماً أغرَّ ومَوْسِماً

كريماً لهُ الصُّنْعُ الجميلُ مُرافِقُ

أمَوْلاي ما وفّى وإنْ كُنتُ مُبدِعاً

منَ الوصْفِ قصْدي ما بهِ أنا ناطِقُ

ولوْ كان من جِنْحِ الظلامِ أمِدّةٌ

لديَّ ومن نورِ الصّباحِ مَهارِقُ

فدونكَها من خِدْر فكريَ غادةً

تقَصّرُ عنها في الخُدورِ العواتِقُ

فلولاكَ ما ذاعَتْ نواسِمُ فِكرَتي

ورقّتْ فراقَتْ للنّظامِ حدائِقُ

ولا كان من نَظْمي إذا رُمْتُ مِدْحةً

يُحيّيكَ روْضٌ رائِعُ الحُسْنِ رائِقُ

فخُلِّدَت ما سارَ الحجيجُ إلى مِنىً

وما لاحَ في جنحِ الدُّجُنّةِ بارِقُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هدى تتجلى من سناه المشارق

قصيدة هدى تتجلى من سناه المشارق لـ ابن فركون وعدد أبياتها سبعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي