هذا الربيع بنور الحسن وافانا
أبيات قصيدة هذا الربيع بنور الحسن وافانا لـ خلفان بن مصبح

هذا الربيع بنور الحسن وافانا
وقد كسا الأرض بالأزهار ألوانا
من أبيض ناصع في أخضر بهج
مع أحمر من شقيق الأرض ريّانا
فالورد في لونه خد الحبيب إذا
قطفت قبلته يحمرٌّ خجلانا
والأقحوان كثغر زانه شنب
يفترّ مبتسماً بالأنس جذلانا
والنرجس الغضّ كالعين التي نظرت
إلى محب لها ترجوه إحسانا
والياسمين تبدّى في كمائمه
كأنه أغيد تلقاه نشوانا
يا ربة الحسن هذا اليوم مبتسم
وأنت أحسن شيء عندنا كانا
هل تأنسين بهذا الروض يا أملي
فاقترّ مَبسمُها دراً ومرجانا
في روضة من رياض الزهر وارفة
قد كلّلتها على الأزهار أغصانا
هذا مغنٍّ أغنُّ الصوت ذو هيف
العود في يده يرجوك إيذانا
قالت فغنِّ لنا شيئاً فقال لها
يا نظرة قدحت في القلب نيرانا
فاستضحكت ثم قالت إن ذا حسنٌ
لكن أريد سوى هذا فغنانا
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله إنسانا
ثم انثنت نغمة الأوتار في شجن
تشجي المسامع أنغاماً وألحانا
حتى غدت من بقايا الصوت مائلة
نشوى وقد حملت ورداً وريحانا
واستوقفته قليلاً حينما التفتت
تبدي لنا من جمال السحر ألوانا
ناولتها العود والتقبيل يتبعه
حتى استفاقت تنادي ما الذي كانا
وهيّج النغم من أشجانها فغدت
تعانق العود امراراً وأحيانا
ثم استفاقت تغني وهي باسمة
والعود يوقد نخل الكفّ نيرانا
كن كيف شيت فما لي عنك من بدلٍ
أنت الزلال لقلب بات ظمآنا
واستعجلت بخطى العنّابِ مسرعة
والعود ينشدها رفقاً وإحسانا
حتى تمايلت الأشجار من طرب
وقد غدت كقدود الغيد أغصانا
رقّ النسيم على ثوب الأصيل وقد
ولّى النهار وطابت فيه نجوانا
وأقبل الليل تحدوه كواكبه
كأنما هي وسط النقع فرسانا
وجدّد الأنس إذ غنت على طرب
يا ليل طلت على من بات سهرانا
يا غادة تذهب الأشجان طلعتها
حتى ترى الواجد المحزون جذلانا
أبهجت قلبي ولم يظفر بمنيته
هيهات بعدك يلقى القلب سلوانا
يطلب الأنس من عزت له هممٌ
مثلي وعانده دهر فما هانا
شرح ومعاني كلمات قصيدة هذا الربيع بنور الحسن وافانا
قصيدة هذا الربيع بنور الحسن وافانا لـ خلفان بن مصبح وعدد أبياتها تسعة و عشرون.
عن خلفان بن مصبح
خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي. شاعر إماراتي، من سكان الشارقة، ولد في منطقة الحيرة من أعمال الشارقة، قتل أبوه وهو لم يكمل الخامسة، فكفله جده لأمه عبيد بن حمد الشامسي فأحسن كفالته، فتلقى تعليمه في أحد كتاتيب المدينة، ثم رحل قاصداً رأس الخيمة برفقة شيخه مشعان بن ناصر لمساعدته في التدريس، ثم عاد إلى مدينته ليتابع تحصيله العلمي عبر قراءة كل ما يقع بين يديه من كتب، فقد كان متقد الذكاء، حاضر البديهة، واسع الاطلاع، وكان يقرأ أحاديث الرسول عليه السلام للصبيان، وينشد الأشعار في مجالس الرجال فقد كان مغرماً بحفظ أشعار العرب ومطالعة أمهات كتب الأدب شعراً ونثراً، ونظم الشعر مبكراً، وعمل في التجارة مع جده، فسافر إلى الهند ومسقط وعدن، وكان يخرج للغوص خلال فصل الصيف، وفي إحدى رحلات الغوص وقع على ظهره فأصيب بمرض في عظام ظهره لازمه إلى أن مات به.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب