هذا الصفاء مع النعيم تبارى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذا الصفاء مع النعيم تبارى لـ سليم عنحوري

اقتباس من قصيدة هذا الصفاء مع النعيم تبارى لـ سليم عنحوري

هذا الصفاءُ مع النعيم تبارى

في بلدةٍ تهدي الهناءَ نثارا

ما كان اخصبها واطيب عيشها

لو أن رَهط النائمين سهارى

عجباً يحرّم اهلها شربَ الطلا

والقائمون على الدسوت سكارى

فهمُ فرادى والشتات يضمُّهم

لتهاتُرٍ قد مزَّقٍ الاعمارا

ألهاهُم الدينار عن إلباسها

حلل البهاءِ فألَّهوا الدينارا

وقفوا له كلَّ الوجود فصار في

ابصارهم هذا الوجود غبارا

فمدئنُ السودان صرنَ عرائساً

يسحبنَ اذيالَ الدلال فخارا

وعروسُ مدن الشرق تحني راسها

خزياً بذلُّ اثري تلبس عارا

حسناءٌ سرَبلَها الجمالُ فجُرّدَت

بيد البنين فاصبحت تتورى

محجوبةٌ خلف الجدار كأنها

ماتت فصار لها البلى اطمارا

يا من تربَّع فوق دست لم يكن

اهلاً له يهدي الجيوب اطمارا

ماذا يقول لك الغريبُ اذا رأى

الاقذار حول قصورها سوارا

والوحل في الاسواق طوداً شامخاً

والطُرق تدمي الغاديين عثر

والنور في الظُلُمات روحُ مُنازعٍ

هجَر الحيوة وودَّع الاعمارا

أفلا يمدُّ لكَ الضميرُ مناخساً

فتعدُّ نفسكَ يا جهولُ حمارا

ام لا ترقُّ لحال أُمٍّ خنتَها

وجنيت في إذلالها الاوزار

أفيعجز الابناءُ عن إلباسها

حلل الشموس لتستبي الأقمارا

حاشا وكلا انما الهاهمُ

فيها التكاثُر فالجميع حيارى

ماذا اقول وكيف ارثي بلدةً

بجمالها مَثَلُ الاوائل سارا

هي حيزبون الارض ام بلادها

تردي القرون وتدفن الادهارا

دامت على قدم الزمان جديدة

تبقى وتنفي دونها الامصارا

وتعود في مرط الصبا مختالة

تسبي العقول تدللا ونفارا

كالنسر في زعم اليهود مجدّدٌ

عهدَ الشبابُ يُكافح الاعصارا

قامت بأبهج غوطةٍ من بقعةٍ

حرس الملائكُ جوَّها النوَّارا

جنات عَدنٍ قد جرت من تحتها لا

نهار تأوي الوحشَ والاطبارا

حيث التفتَّ شممتَ من أرجائها

أَرَجاً وشمتَ عباهراً وبهارا

نسماتها تحيي الرميمَ وماؤها

يشفيُّ السقيم وتربَها المعطارا

فُتنَت بها أهل القرائح فاغتدوا

يتناشدون بوصفها الأشعارا

فإليكِ يا مثوى الحبور أحنُّ ما

خلبت روائعُ فكرتي الأبكارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذا الصفاء مع النعيم تبارى

قصيدة هذا الصفاء مع النعيم تبارى لـ سليم عنحوري وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن سليم عنحوري

سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. أديب، من الشعراء، من أعضاء المجمع العلمي العربي، مولده ووفاته في دمشق، تقلد بعض الوظائف في صباه. وزار مصر سنة 1878م، فتعرف إلى السيد جمال الدين الأفغاني واتصل بالخديوى إسماعيل، وأنشأ مطبعة "الاتحاد" وصحيفة "مرآة الشرق" ولم يلبث أن أقفلهما، وعاد إلى دمشق، فتولى أعمالاً كتابية، وأكثر من مطالعة كتب "الحقوق" واحترف المحاماة حوالي سنة 1890 ثم كان يقضي فصل الشتاء من أكثر الأعوام في القاهرة، فأصدر فيها مجلة "الشتاء" وكان كثير النظم، قليل النوم، أخبرني بدمشق (سنة 1912) أنه منذ ثلاثين عاماً لم ينم أكثر من ثلاث ساعات في اليوم، تتناوب بناته السهر معه، يخدمنه ويكتبن ما يملي من نظم وغيره. له: (كنز الناظم ومصباح الهائم-ط) الجزء الأول منه، و (آية العصر-ط) نظم، ومثله (الجوهر الفرد-ط) ، و (سحر هاروت-ط) ، و (بدائع ماروت-ط) ، وله (كتاب الجن عند غير العرب-ط) ، و (حديقة السوسن) نشرها في مجلتي الضياء والشتاء.[١]

تعريف سليم عنحوري في ويكيبيديا

سليم عَنْحُوري (1272 - 1352 هـ / 1856 - 1933 م) هو أديب سوري. هو سليم بن روفائيل بن جرجس عنحوري. ولد في دمشق، وطوّف بين جهات من بلاد الشام، ومصر، والأناضول، والآستانة، وتوفي في دمشق.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليم عنحوري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي