هذه الشمس أوشكت أن تغيبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذه الشمس أوشكت أن تغيبا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة هذه الشمس أوشكت أن تغيبا لـ السري الرفاء

هذه الشمسُ أوشكتْ أن تغيبا

فأقِلاَّ المَلامَ والتَّأنيبا

أوجَبَتْ لوعةُ الفِراقِ على الصَّبْ

بِ جَوىً يَقرَحُ الفؤادَ وَجيبا

لن يُرى غالبَ الصبَّابةِ حتى

يَدَعَ اللَّومَ في الهوى مَغلوبا

حَثَّ غَرْبٌ من المدامعِ غرباً

حينَ رامت تلك الشموسُ الغُروبا

أعرضَتْ خِيفَةَ الرَّقيب ولولا

ه لكان الإعراضُ منها رَقيبا

وأَرَتْه بَرْقَ الثُّغورِ فأبدى

بارقَ الشَّوقِ في حَشاه لَهيبا

والثَّنايا العِذابُ تَثني على الوجْ

دِ الحَشا أو تُضاعِفُ التَّعذيبا

حَيَّ ربعاً لهنَّ يَزدادُ حُسْناً

وَمَحَلاً منهن يزدادُ طِيبا

سَلَبَتْه النَّوى بدورَ تَمامٍ

تركتني من العَزاءِ سَليبا

قد قطعْنَ البلادَ شَرقاً وغَرباً

وَبَلَوْنا الوَرى فُتوّاً وشِيبا

ونَزَلنا بكلِّ مُجتَدِبِ المن

زِلِ نَرْعى لديه رَبعاً جَديبا

قَرُبَ الوعدُ والنَّوالُ بعيدٌ

فأراني النَّوى بعيداً قَريبا

فدَعَوْنا أبا الفوارسِ للجُو

دِ فكان القريبَ فيه المُجيبا

وهَزَزنْاه للمكارمِ فاهْتَزْ

زَ كما هَزَّتِ الرِّياحُ القَضيبا

فرأَينا مُهذَّبَ الفِعْلِ يُكسَى

حُلَلَ المَدْحِ هُذِّبَت تَهذيبا

ونَسيبَ الحُسامِ أسْرَفَ في الجُو

دِ فَخِلناه للسَّحابِ نَسيبا

يا غريبَ السَّماحِ والمَجدِ والسُّؤ

دُدِ أصبحْتَ في الأنامِ غَريبا

مِلكٌ عُدَّتِ الملوكُ من الأز

دِ فكان الشريفَ منها الأديبا

راحَ يُبْدي لمن أتى مُستجيراً

من صُروفِ الزَّمانِ أو مُستَثنيا

خُلُقاً مُشرِقاً وَوَجْهاً طَليقاً

ونَوالاً جَزلاً ورأياً مُصيبا

قمرٌ لاحَ في سَحابَةِ جُودٍ

منه ما زال ذيلُها مَسحُوبا

ورأى البدرَ في دُجاه حميداً

والحَيا في أوانِه محبوبا

كلما مَدَّتِ الحوادثُ باعاً

مدَّ للمكرُماتِ باعاً رَحيبا

وإذا خاضَ غَمرةَ الموتِ رَدَّ السْ

يْفَ من غَمرةِ الدِّماءِ خَضيبا

شِيَمٌ لا تَزالُ تُشجي قلوباً

من أعاديه أو تَسُرُّ قُلوبا

وخِلالٌ أغَضُّ من زَهْرِ الرَّوْ

ضِ كَسَتْهُ الثَّناءِ غَضّاً قَشيبا

فاطْلُبِ المكرُماتِ بالحمدِ منه

تَجِدِ الحمدَ عندَه مَطلوبا

يابنَ فَهدٍ أحلَّني جُودُ كَفَّيْ

كَ مَحَلاً رَحبَ الجَنابِ رَحيبا

أنتَ أضحكْتَ لي الزَّمانَ فأبدى ال

بِشرَ منه وكان يُبْدي القُطوبا

فمتى لم أَقُم بشُكْرِكَ في النا

سِ خطيباً فلا وُقِيتُ الخُطوبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذه الشمس أوشكت أن تغيبا

قصيدة هذه الشمس أوشكت أن تغيبا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي