هذه عروس الزهر نقطها الندى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذه عروس الزهر نقطها الندى لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة هذه عروس الزهر نقطها الندى لـ ناصيف اليازجي

هذِهْ عَرُوسُ الزَّهرِ نَقَّطَها النَّدَى

بالدُرِّ فابتَسَمَتْ ونادَتْ مَعْبَدَا

لَمَّا تَفتَّقَ سِتْرُها عن رأسِها

عَبِثَ الحَياءُ بخَدِّها فَتورَّدا

فَتَحَ البَنَفْسَجُ مُقلةً مكحولةً

غَمَزَ الهَزازَ بها فقامَ وغَرَّدا

وتَبَرَّجَتْ وُرْقُ الحَمامِ بطَوْقِها

لمَّا رأينَ التَّاجَ يعلو الهُدْهُدا

بَلَغَ الأزاهرَ أنَّ وَرْدَ جِنانِها

مَلِكُ الزُهورِ فقابَلَتْهُ سُجَّدا

فرَنا الشَّقيقُ بأعينٍ مُحمَرَّةٍ

غَضَباً وأبدى منهُ قَلباً أسْودَا

بَسَطَ الغَديرُ الماءَ حَتَّى مَسَّهُ

بَرْدُ النَّسائِمِ قارصاً فتَجَعَّدا

ورأى النَّباتَ على جَوانِبِ أرضِهِ

مَهْداً رَطيباً لَيِّناً فَتَوسَّدا

يا صاحبيَّ تَعَجَّبا لِمَلابِسٍ

قد حاكهَا مَن لَم يَمُّدَّ لها يَدا

كلُّ الثِّيابِ يَحولُ لونُ صِباغِها

وصِباغُ هذِهْ حينَ طالَ تَجَدَّدا

ما بالُ هذا النَّهر يَضرِبُ صَدرَهُ

رَكضاً ويَهِدرُ كالبَعيرِ مُعَرْبِدا

هل غارَ من كَفِّ الأميرِ مُحمَّدٍ

كم حاسدٍ حَسَدَ الأميرَ محمَّدا

هذا الذي قَتَلَ العَدُوَّ بكَيدهِ

وأذابَ مِن حَرِّ الصُدُورِ الحُسَّدا

أعطاهُ خالقُهُ الذي لم يُعْطِهِ

أحَداً فإنْ حَسَدَ الحَسُودُ فما اعتَدى

أعطاهُ حِلمَ الشَّيخِ في سِنِّ الفَتَى

حَتَّى لَقد خِلْناهُ أشْيَبَ أمرَدا

ونَفَى عيوبَ الناسِ عنهُ جامعاً

ألطافَهُمْ في شَخصهِ فتَفرَّدا

عَجَباً نَزِيدُ على استِماعِ حديثِهِ

عَطَشاً ونَشهَدُ أنَّهُ رِيُّ الصَّدَى

ونَرَى حَلاوتَهُ ونَشهَدُ أنَّهُ

بحرٌ صَدَقْنا إنَّهُ بحرُ النَّدَى

ما زالَ كاللآّلِ ينثُرُ دُرَّهُ

طَوراً ويَنظِمُ حينَ شاءَ مُنَضِّدا

يَنهَى عن السُّكْرِ المَعِيبِ جَليسَهُ

ويُبيحُ ذاك إذا تَفَنَّنَ مُنشِدا

الكاتبُ اللَبِقُ الذي في كَفِّهِ

قَلَمٌ رأى آياتِهِ فتَشَّهدا

كلُّ السَّوادِ ضَلالةٌ لظَلامِهِ

إلاّ سَوادَ مِدادِهِ فهُوَ الهُدَى

يا ذا الذي يُعطِي الوُفُودَ لِسانُهُ

دُرَراً وتُعطِي راحتَاهُ العَسْجدا

وَفَدَتْ إليكَ قصيدةٌ خَيَّرتُها

فتَخيَّرتْ دُرَّ الجَوابِ مُقلَّدا

هل أنتَ تَرْضاني بِصدقِ مَوَدَّةٍ

عَبداً فإني قد رَضيتُكَ سَيِّدِا

ما زِلتُ مُستَنِداً إليكَ مُحدِّثاً

فكأنَّني خَبَرٌ وأنتَ المُبَتدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذه عروس الزهر نقطها الندى

قصيدة هذه عروس الزهر نقطها الندى لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي