هذي الرماح عصي الضال والسلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذي الرماح عصي الضال والسلم لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة هذي الرماح عصي الضال والسلم لـ الشريف الرضي

هَذي الرِماحُ عِصِيُّ الضالِ وَالسَلَمِ

لَولا مُطاعَنَهُ الآراءِ وَالهِمَمِ

إِنَّ الذَوابِلَ وَالأَقلامَ أَرشِيَةٌ

إِلى العُلى لِمُلوكِ العُربِ وَالعَجَمِ

لَيسَ السُيوفُ عَنِ الأَقلامِ مُغنِيَةً

الفَريُ لِلسَيفِ وَالتَقديرِ لِلقَلَمِ

كَالكَوكَبِ اِنتَشَرَت مِنهُ ذَوائِبُهُ

وَموقِدُ النارِ يُذكيها عَلى أَضَمِ

أَو كَالشُجاعِ تَمَطّى بَعدَ هَجعَتِهِ

يُرخي لِساناً كَغَربِ اللَهذَمِ الخَذِمِ

غُرّانِ ما اِجتَمَعا إِلّا لِمُنصَلِتٍ

عَلى الحَوادِثِ صَبّارٍ عَلى الأَلَمِ

لِهاشِمٍ غُرَرٌ تُلقى لِسائِلِها

طَلاعَةٌ مِن ثَنايا البَأسِ وَالكَرَمِ

وَخُضخِضَ السَجلُ في قَعرِ القَليبِ فَلَم

يَنزَح لَهُ غَيرُ مَكتومٍ مِنَ الوَذَمِ

وَأَصبَحَ البَرقُ يُخفي حُرَّ صَفحَتِهِ

عَنِ المَرابِعِ أَو يَبَرا مِنَ الدِيَمِ

وَأَجدَبَ القَومُ وَاِضطُرَّت أَكُفُّهُمُ

وَإِن تَطَهَّرنَ مِن إِثمٍ إِلى الزَلَمِ

وَقَلَّ عِندَ كِرامِ الحَيِّ نائِلُهُم

حَتّى جَلا يَومَ نَحرٍ مَنزِلَ البَرَمِ

وَكُلُّ سائِمَةٍ باتَت تُمَسِّحُها

كَفُّ المُسيمِ غَدَت لَحماً عَلى وَضَمِ

وَصَوَّحَ النَبتُ حَتّى كادَ مِن سَغَبٍ

فيهِم يُصَوِّحُ نَبتُ الهامِ وَاللَمَمِ

كانوا السَحائِبَ تَرمي مِن كَنائِنِها

مَقاتِلَ المَحلِ كَالمُثعَنجِرِ الرَذِمِ

أَرغَت مَعَدٌّ وَأَثغى مَن يُناضِلُها

وَمَن يُقايِسُ بَينَ الشاءِ وَالنَعَمِ

دُنيا تَرَشَّفُ عَيشي وَهيَ كالحَةٌ

غَضبى وَأَبسِمُ فيها بادِيَ الكَظَمِ

كَالخَمرِ يَعبِسُ حاسيها عَلى مِقَةٍ

وَالكَأسُ تَجلو عَليهِ ثَغرَ مُبتَسِمِ

الجِدُّ لا يَقتَضي إِسماعَ مُلهِيَةٍ

وَالهَزلُ يَكمُنُ في الأَوتارِ وَالنَغَمِ

وَما اِبنُ غيلٍ تُذيعُ المَوتَ طَلعَتُهُ

إِذا تَطَلَّعَ غَضباناً مِنَ الأَجَمِ

يَجلو دُجى شِدقِه عَن صُبحِ عاصِلَةٍ

مَطرورَةٍ كَشَبا المَطرورَةِ الخُذُمِ

يَوماً بِأَقدَمَ مِنّي في مُلَملَمَةٍ

شَعواءَ تُعرَفُ بِالعِقبانِ وَالرَخَمِ

وَاليَومَ قَطَّعَ قَرعُ البيضِ حَبوَتَهُ

عَنِ العَجاجِ وَخَيلُ اللَهِ في الحَرَمِ

إِذا العَوالي عَلى أَشداقِها هَجَمَت

أَعدى اللَمى بِالدَمِ الجاري عَلى الرَثمَ

وَالطَعنُ يَنتَجِعُ الأَجسادَ أَنفُسَها

وَالضَربُ يَبخَلُ بِالبُقيا عَلى القِمَمِ

وَرُبَّ لَيلٍ كَأَنَّ النارَ مُقلَتُهُ

وَالكَلبَ يَسمَعُهُ النائي عَنِ الصَمَمِ

سَهِرتُهُ وَالأَماني تَرتَقي فِكَري

حَتّى تَطَلَّعَ مِن هَمّي إِلى هِمَمي

أُراقِبُ الضَيفَ أَن يَرعى مَطيَّتَهُ

وَبَينَنا مَنكِبٌ عالٍ مِنَ الظُلَمِ

أَوحى الظَلامُ إِلى الإِصباحِ أَنَّ فَتىً

أَسرى وَما خَدَعَتهُ لَذَّةُ الحُلُمُ

عَلى جُمالِيَةٍ توفي الزَمامَ خُطاً

تَكادُ تَسبُقُهُ مِن خِفَّةِ القَدَمِ

خَرّاجَةِ الصَدرِ إِن صاحَ المُهيبُ بِها

عَلى الوَجى مِن صُدورِ الأَينُقِ الرُسُمِ

حَرفٍ تَبوَّعُ بي في كُلِّ مَجهَلَةٍ

كَأَنَّني راكِبٌ مِنها عَلى عَلَمِ

تُلقي الأَجِنَّةَ قَتلى في مَسالِكِها

دَياتُها في رِقابِ القَصدِ وَالأَمَمِ

مَتى تَنَسَّمُ مَسَّ السَوطِ جِلدَتُها

زافَت كَمازافَ عُنقُ المُصعَبِ القَطِمِ

تُطغي الخِطامَ إِذا ما البَرُّ صافَحَهُ

تَيّارُ بَحرٍ بِأَيدي العيسِ مُلتَطِمِ

هَوجاءُ ما اِلتَفَتَت يَوماً عَلى أَلَمٍ

مِنَ السِياطِ وَلا حَنَّت إِلى قَرَمِ

إِذا جَذَبتُ لِذِكرِ السَيرِ مِقوَدَها

كَأَنَّما جَذَبَتها سَورَةُ اللَمَمِ

ما يَطلُبُ الدَهرُ وَالأَيامُ مِن رَجُلٍ

يَعوذُ بِالحَمدِ إِشفاقاً عَلى النِعَمِ

إِذا اِقتَضَتهُ الأَماني بَعضَ مَوعِدِهِ

غَطّى بِسَترِ العَطايا عَورَةَ العَدَمِ

مَن مَدَّ مِعصَمَهُ مُستَعصِماً بِيَدي

عَصَمتُهُ بِإِخاءٍ غَيرِ مُنجَذِمِ

وَمَن أُشَيِّعهُ يَأمَن مِن لَوائِمِهِ

وَلَو رَموهُ بِجَرّاحٍ مِنَ الكَلِمِ

وَلَو هَتَكتُ حِجابَ الغَيبِ لَاِفتَضَحَت

أَجفانُ كُلِّ مُريبِ اللَحظِ مُتَّهَمِ

كَفى الَّذي سَبَّني أَنّي صَبَرتُ لَهُ

فَاِستَنصَرَ العُذرَ وَاِستَحيا مِنَ الحُرَمِ

بُردي عَفيفٌ إِذا غَيري لِفَجرَتِهِ

كانَت مَناسِجُ بُردَيهِ عَلى التُهَمِ

أَنا زُهَيرٌ فَمَن لي في زَمانِكَ ذا

بِبَعضِ ما اِقتَرَفَت عَنهُ يَدا هَرِمِ

إِذا العَدوُّ عَصاني خافَ حَدَّ يَدي

وَعِرضُهُ آمِنٌ مِن هاجِراتِ فَمي

جَعَلتُ سَمعي عَلى قَولِ الخَنا حَرَماً

فَأَيُّ فاحِشَةٍ تَدنو إِلى حَرَمِ

يَكادُ أَنفي إِذا ما اِستافَ مَرتَبَةً

مِنَ التَواضُعِ يَنضو خُلعَةَ الشَمَمِ

جَدّي النَبيُّ وَأُمّي بِنتُهُ وَأَبي

وَصِيُّهُ وَجُدودي خيرَةُ الأُمَمِ

لَقَصدِنا تَتَمَطّى كُلَّ راقِصَةٍ

هَوجاءَ تَخبِطُ هامَ الصَخرِ وَالرَجَمِ

بِكُلُّ أَشعَثَ مُنقَدُّ القَميصِ إِذا

جَدَّ النَجاءُ بِهِ عَن أَطيَبِ الشِيَمِ

لَنا المَقامُ وَبَيتُ اللَهِ حُجرَتُهُ

في المَجدِ ثابِتَةُ الأَطنابِ وَالدُعُمِ

وَمَولِدي طاهِرُ الأَثوابِ تَحسَبُني

وُلِدتُ في حِجرِ ذاكَ الحِجرِ وَالحَرَمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذي الرماح عصي الضال والسلم

قصيدة هذي الرماح عصي الضال والسلم لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي