هذي سماؤك أنغام وأضواء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذي سماؤك أنغام وأضواء لـ علي محمود طه

اقتباس من قصيدة هذي سماؤك أنغام وأضواء لـ علي محمود طه

هذي سماؤكِ أنغامٌ وأضواءُ

غنّاكِ داودُ أم حياكِ سيناءُ

أم النبيُّون قد أزجتْ سفائنَهم

موعودةٌ من ليالي النيل قمراءُ

أم طالعتكِ من السِّحر القديم رؤىً

يشدو بهنَّ الثرى والريحُ والماءُ

أم جاء طيبةَ من أربابها نباًٌ

أم أنّ كهّانها بالوحي قد جاؤوا

أم سار عمرو بنور الفتح فائتلقتْ

به زبرجدةٌ في الشطِّ خضراءُ

ماجت خمائلَ بالبشرى وأوديةً

فهن فاكهةٌ تَندى وصهباءُ

يا مصرُ ذلكَ يوم الملتقى وعلى

صَباحه قَدِم الرُّسْلُ الأجلَّاءُ

أسرتْ إليك بهم روحٌ وعاطفةٌ

وكم إليك بسرِّ الروحِ إسراءُ

دعا فلبّوهُ صوت من عروبتهم

كما يلبّي هتافَ الأمّ أبناءُ

لا بل أهاب بهم يومٌ صنائعهُ

من أمرها الناسُ أمواتٌ وأحياءُ

إن لم تَصُنْ فيه أيديهم تُراثَهمو

فقد تَبدَّدَ والأيامُ أنواءُ

طاحتْ بناصيةِ الضعفى وسخَّرها

كما يشاء الأشدّاءُ الألبّاءُ

أحرارُ دهر همو المستيقظون لها

ومن غفوا فهمو الموتى الأرقَّاءُ

بَني العروبةِ دارَ الدهرُ واختلفت

عليكمو غِيَرٌ شتَّى وأرزاءُ

مضى بضائقتيها الأمسُ وانفسحتْ

أمام أعينكم للمجد أجواءُ

اليوم شيدوا كما شادت أبوّتكم

شرقاً دعائمه كالطود شمَّاءُ

دستوره وَحدةٌ مُثلى وشرعتهُ

بالحق ناطقةٌ بالحبِّ سَمْحاءُ

لكم بحاضركم من دهركم نُهَزٌ

فيها لغابركم بعثٌ وإحياءُ

شُدُّوا على العروة الوثقى سواعدكم

لا يَصدَعنَّكمو بالخلف مشَّاءُ

لم تنأَ بغدادُ عن مصر ولا بَعُدَتْ

لبنانُ والمسجدُ الأقصى وشهباءُ

أيُّ التخوم تناءَتْ بين أربعها

لها من الروح تقريبٌ وإدناءُ

أرضٌ عليها جرى تاريخنا وجرى

دمٌ به كَتَبَ التاريخَ آباءُ

مباركٌ غرسُهُ منه بأندلس

والقادسيّة واليرْمُوكِ أجناءُ

خوالدُ النفح لم يذهبْ بنَضرَتها

حرٌّ وقرٌّ وإصباحٌ وإمساءُ

إيهٍ بني الشرق فالأبصارُ شاخصةٌ

لما تُعدُّونَ والآذان إصغاءُ

يستطلعُ الشرقُ ما يجري به غدُه

يا شرقُ إنَّ غداً هدمٌ وإنشاءُ

بصيحة السِّلم لا يأخذْكَ إغراءُ

فللمطامع إغراءٌ وإغواءُ

تفتَّحتْ صُحفُ الأيام وانبعثتْ

أقلامُها وصَغَتْ كتبٌ وأنباءُ

وطأطأتْ أممٌ مقهورةٌ ورنا

أنصارُ حقٍّ على الجلَّى أودَّاءُ

مسّتهمو الحربُ مسّ المرمَضين بها

فما تشكو ولا شكّوا ولا راؤوا

في عالم الغد ماذا قد أُعدَّ لهم

وما ترَى أُممٌ في الحرب غلباءُ

خَطَّت مواثيق للإنسان واشترعتْ

بناءَ دنيا لها الإحسانُ بنّاءُ

إني أخاف عليها أن تضيعَها

يدٌ مُبرَّأة للسلم بيضاءُ

في ساعةٍ من خُمار النصر سامرُها

لما جرى من عهود الأمس نسَّاءُ

فقُدْ شراعكَ لا تُسلِم أزمَّته

لغير كفّكَ إنَّ الريحَ هوجاءُ

يا شرقُ مجدُكَ إنْ لم تُرس صخرتهُ

يداكَ أنت فقد أخلتهُ أهواءُ

يا شرقُ حقُّكَ إنْ لم تحمِ حوزتَهُ

صدورُ قومك لم تُنقذهُ آراءُ

والكونُ ملحمةٌ كبرى جوانبها

دمٌ ونارٌ وإعصارٌ وظلماءُ

أكان عندكَ هذا الموتُ يصنعه

بكفّهِ آدمُ العاصي وحواءُ

من ذات أجنحة يخشى مسابحها

غولٌ ونسرٌ وتِنِّينٌ وعنقاءُ

شأتْ خطاها بساطَ الريح وانطلقت

والأرضُ من هولها سوداءُ حمراءُ

تعلو وتنقضُّ وشكَ اللَّمْحِ صاعقةً

يكاد منها يُصيب النجمَ إغماءُ

وزاحفاتٍ من الفولاذ قد هُصِرَتْ

من ثقلهنّ لصدر الأرض أحناءُ

إنْ صَعَّدتْ فالجبالُ الشمُّ هاويةٌ

أو عربدت فالصخورُ الصمُّ أشلاءُ

لم يَخلُ من شرها ماءٌ ويابسةٌ

أو تنجُ من غدرها غابٌ وصحراءُ

يا شرقُ يومُك لا تُخطئ سوانحه

فليس تُغفَرُ بعد اليوم أخطاءُ

في عهد فاروق طاب الملتقى وعلى

جنَّاتِهِ لقِيَ القربى الأحبَّاءُ

حَمَى العروبةَ أعراقاً ومدَّ لها

خِصباً لها فيه إنباتٌ وإزكاءُ

وباكرتها سماءٌ من مآثره

فيها لكلِّ صنيعٍ منه لألاءُ

عباقرُ الشَّرق هم آباؤه وهمو

ملوكُهُ الصِّيد والشمُّ الأعزاءُ

يا عصبة الوحدة الكبرى وعصمتَها

هذي طوالعكم جلواءُ غراءُ

ودِدْتُ لو شِدْتُ بالأسماء شاديةً

بها ربوعٌ حبيباتٌ وأرجاءُ

وما أُسمِّي فتىً شتَّى مناقبُهُ

إنَّ المناقب للفتيان أسماءُ

المصطفى وحواريُّوهُ إنْ ذُكِرُوا

فالشرقُ مَنبهةٌ والغربُ أصداءُ

وكلكم عن حمى أوطانه بطلٌ

مستقتلٌ قرشيُّ الرُّوح فدَّاءُ

باللّهِ إن جئتمو الوادي وناسمكم

ثرَاهُ فهو أزاهيرٌ وأنداءُ

وطاف بالذكريات الأمسُ واستبقتْ

بالدمع عينٌ وبالأشواقِ حوباءُ

فاقضوا حقوقَ إخاءٍ تستجير به

أُختٌ لكم في صراع الدهر عزلاءُ

طعامها من فُتات العيش مسغبةٌ

وريُّها منهُ إيلامٌ وإشقاءُ

أحَلَّها ذَهَبُ الشَّاري وحرَّمَها

عصرٌ به حُرِّرَ القومُ الأذلَّاَءُ

حَرْبانِ أثخنتاها أدمعاً ودماً

تنزو بها مهجةٌ كلْمى وأحشاءُ

هذي فلسطين أو هذي روايتُها

ماذا تقولون إنْ لم يُحسَمِ الداءُ

تطلَّعتْ لكمو ولهى أليس لها

على يديكم من العلَّاتِ إبراءُ

حملتمو العهدَ فيها عن أبوّتكم

إنَّ البنين لحمل العهد أكفاءُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذي سماؤك أنغام وأضواء

قصيدة هذي سماؤك أنغام وأضواء لـ علي محمود طه وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن علي محمود طه

علي محمود طه المهندس. شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة. له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه) ، (وليالي الملاح التائه) و (أرواح شاردة) و (أرواح وأشباه) و (زهر وخمر) و (شرق وغرب) و (الشوق المائد) و (أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.[١]

تعريف علي محمود طه في ويكيبيديا

علي محمود طه المهندس (1901-1949) شاعر مصري من وضح الرومانسية العربية لشعره بجانب جبران خليل جبران، البياتي، السياب وأمل دنقل وأحمد زكي أبو شادي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي محمود طه - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي