هذي مرابعهم فيا سعد أحبس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هذي مرابعهم فيا سعد أحبس لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة هذي مرابعهم فيا سعد أحبس لـ جعفر الحلي النجفي

هَذي مَرابعهم فَيا سَعد أحبس

نَزه العُيون بِها وَرُوح الأَنفُس

عرج بِأنيقنا وَلَو تَعريسة

فَالحي خَير معرج وَمعرس

أترى الردينيات حول بُيوتهُم

هاتيك أَعطاف القدود الميس

وانظر أمامك ليس ذي بيض الظبا

لَكنها سُود العُيون النعس

وَاعرف فَما تِلكَ القسي وَنبلها

بَل تِلك دعج تَحت زج كالقسي

خلفي وفي غلس الظلام بقية

فَالوصل لَم يُدركه غير مغلس

وَاطرق أسود الحَي غَير مُراقب

فَالأسد أن تَرَ مِثلَها لَم تفرس

لِلّه كَم مِن لَيلة قَضيتها

لَهواً وَقَد هَجعت عُيون الحَرس

بِسَوافر لي عَن شُموس طلع

وَسَوانح لي عَن ظِباء كنس

وَنَديمي الرشأ الَّذي برضابه الش

شرب الحَلال ألذُ فيه وَاَحتَسي

عفت السلاف لِأَجل فيه وَربما

تَرك النَفيس لِأَجل حُبّ الأَنفُس

ساق تَشابه خَده وَسلافه

قل راحه هِيَ خَده أَو فاعكس

فكؤوسه تبدي شعاع خُدوده

وَخدوده تبدي شعاع الأكؤس

لَو تُبصر الرهبان شعلة خده

بَهتوا فَبين مسبح وَمقدس

وَإذاً لَباتوا عاكفين بحبه

وَنَسوا عكوفهم بِبَيت المَقدس

أَنا مِن دوائبه بِلَيل مظلم

وَمِن المَباسم في نَهار مُشمس

هُوَ فتنة العُشاق مَهما زارَهُم

شبت مَجامر فتنة في المَجلس

وَكَأَن شُعلة خَده بِلسانها

أَمرت قُلوب العاشقين أَلا أَقبسي

فَتهافتوا مثل الفراش وَإِنَّما

يَتهافتون عَلى ذَهاب الأَنفُس

ذو معطف نضر وَطرف أحور

وَمقبل خصر وَريق ألعس

بصحيفتي خديه لاحَت أَسطُر

مثل النُجوم تَرى وَلما تلمس

أَخشى إِذا لامَستها مِن لَحظه

فَأَعيد ذكر صحيفة المتلمس

إن يَنسَ سري أَو يذعه فسره

بِصَميم قَلبي ما أُذيع وَلا نسي

وَأَعير فيهِ عَواذلي عَيني عمٍ

وَسَماع ذي صَمم وَمَقول أَخرس

غطي عليَّ هَواه حَتّى أَنَّني

لَو دُست في جَمر الغَضا لَم أَحسس

يَنهلُّ مِنهُ الطل فَوقَ معندم

وَيَسيح مني الدَمع فَوقَ مورس

يَلقي عَلى وَجه الصَباح غَياهبا

إِن قالَ يا لَيل الذَوائب عسعس

وَاللَيل تذهب بِالتحسر نَفسه

إِن قالَ يا صُبح الجَبين تَنفس

يا مؤنسي بصبوحك اسق وَغنني

أَفديك مشن ساق مغن مؤنس

فَالشُرب لم يَصلح بِغَير تَغزل

كَالحَرب لَم تَلقح بِغَير تحمس

إن الزَمان أَتى بِوَجه باسم

مِن بعد ما وَلى بِوَجه معبس

وَلَكم أَساء وَفي زَفاف محمد

قَد جاءَ مُعتَذِراً فَقُلنا ما مسي

هذا محمد المجلي سابقاً

مَن رامَ لمح غباره فليأيس

مَن ذا يُسابق المعيا فكره

قَد فاتَ في الحلبات عن أقليدس

مَولى خَفَقن عَلَيهِ الوية العُلى

مَنشورة عذباتها لَم تنكس

لَم أَدرِ أَينَ ترفعت أَطرافها

تِلكَ الكُعوب عَلى الجَواري الكنس

رفت إِلَيهِ عَقيلة مِن أَهله

وَلَهُ قَد أَدخرت كعلق منفس

لَولاه لَم يَعثر عَلى كفو لَها

وَلو أَنَّها قَعدت بسن العنس

مِن معشر يابي الهَوان وَليدهم

شمّ أُنوفهم كِرام الأَنفُس

نَهدي التَهاني للحسين فيمنه

نعم النَعيم لَنا بِيَوم الأبؤس

العامر الدين الحنيف بفكرة

خلقت لتجديد الرُسوم الدرس

وَكَم اِستَعاذ بِهِ الهُدى فَاعاذه

مِن شر شَيطان رَجيم مبلس

كم دلَّس ابن طماعة فاحاره

عظة بِها تَأديب كل مدلس

في مَجلس فيهِ الشَريف قَد اِحتَبى

حَتّى كَأَن محمداً في المجلس

وَكَأَنَّما يُوحي إِلَيهِ فَلم يَقُل

بِالدين مثل سِواه محض تهجس

يَبدو جمال محمد بجبينه

حلو شمائله اشم المعطس

فتعده العلماء عقد جمانها

وَتعده الرؤساء تاج الأَروس

قَد أَسس الدين الحنيف وَشاده

لِلّه أَي مشيد وَمؤسس

لَم تَدر مَهما كَفه اِنبَجَسَت نَدى

هِيَ أَم شآبيب الحَيا المتبجش

بَل دُون نائله الحَيا إِذا ربما

حَبس الحَيا وَنَواله لَم يَحبس

وَالمُزن تعبس إِن همت وَتباين

ما بَين وَجه ضاحك وَمعبِّس

حاشا لتربته تنال وَهَل يَد

تَدنو إِلى الفلك الرَفيع الأَطلس

كَم مِن أَسير في هبات أكفه

فرغت جَوامعه وَكَم عار كسي

ذُو عفة وَنجابة واصابة

وَتعبد وتهجد وتقدس

وَخفيف طَبع في جشوبة مأكل

وَلطيف جسم في خشونة ملبس

فليهنأ العافون إن نواله

كَنز المقل ورأس مال المفلس

وَلَكُم محاريب الظَلام قَد اِنجَلَت

مِنهُ بقد كَالهِلال مقوس

وَتغير مِنهُ عَلى سهيل غرة

سَلبت أَشعتها ثِياب الحندس

هذا التقي الندب مِن حَسناته

فَاِنظُر لَها وَعَلَيهِ سائِرها قس

الطَيب الأَخلاق غَير مذمم

وَالطاهر الأَعراق غير مدنس

إن تحل فاكهة الغروس فإنما

طيب الفَواكه فرع طَيب المغرس

قَد عاهَد الإِحسان فَهوَ فَريضة

تَعقيبها مِنهُ اِعتِذارات المسي

ما زالَ محروس الفَنا لَكنما

أَمواله عَن آمل لم تحرس

وَعَلَيهِ أَردية الكَمال مذالة

يَختال مِنها بِالطراز الأَنفس

شرح ومعاني كلمات قصيدة هذي مرابعهم فيا سعد أحبس

قصيدة هذي مرابعهم فيا سعد أحبس لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي