هلا وقفت على المكان المعشب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هلا وقفت على المكان المعشب لـ السيد الحميري

اقتباس من قصيدة هلا وقفت على المكان المعشب لـ السيد الحميري

هَلاّ وقفتَ على المكانِ المعشبِ

بين الطويلعِ فاللِّوى من كَبْكَبِ

فنجادِ توضَح فالنضائدِ فالشَّظا

فرياضِ سَنْحةَ فالنَّقا من جَوْنَبِ

طال الثَّواء على منازلَ اقفرتْ

من بعدِ هندٍ والرَّبابِ وزَينبِ

أُدْمٌ حَللن بها وهنَّ أوانسٌ

كالعِينَ تَرعى في مسالكِ أُهضُبِ

يَضحكن من طربٍ بهنَّ تَبسُّماً

عن كلّ أبيضَ ذي غُروبٍ أشنبِ

حُورٌ مدامِعُها كأنّ ثغورَها

وَهْناً صوافي لؤلؤ لم تُثْقبِ

إنسٌ حللن بها نواعمَ كالدُّمى

من بين مُحصنة وبِكر خَرْعَبِ

لعساءَ واضحةِ الجبين أسيلةٍ

وعثِ المؤزّرِ جثلةِ المتنقَّبِ

كنّا وهنّ بنَضرةٍ وغَضارةٍ

في خفض عيش راغدٍ مستعذبِ

أيّامَ لي في بطن طَيْبَةَ مَنزلٌ

عن رَيبِ دهرٍ خائنٍ متقلّبِ

فعفا وصارَ إلى البلا بعد البِنا

وأزالَ ذلكَ صرفُ دهرٍ قُلّبِ

ولقد حلفتُ وقلتُ قولاً صادقاً

باللهِ لم آثَم ولم أتَريَّبِ

لمعاشرٍ غلبَ الشَّقاءُ عليهم

وهوىً أُمالَهُمُ لأَمرٍ مُتْعبِ

من حِمْيرٍ أهل السماحةِ والنَّدى

وقريشٍ الغُرِّ الكرامِ وتَغلبِ

أين التطرَّبُ بِالوَلاء وبِالهوى

أإلى الكواذبِ من بُروقِ الخلّبِ

أإلى أميّةَ أم إلى شيعِ التي

جاءت على الجمَل الخِدَبّ الشَوْقبِ

تَهوي من البلدِ الحرام فنبَّهت

بعد الهدوِّ كلابَ أهلِ الحوأبِ

يَحدو الزبيرُ بها وطلحةُ عسكراً

يا لَلرجالِ لرأيِ أُمِّ مُشْجِبِ

يا للرجال لرأي أُمِّ قادَها

ذئبانَ يكتنفانِها في أذؤبِ

ذئبان قادهما الشقا وقادها

للحَيْن فاقتحما بها في مَنْشَبِ

في ورطةٍ لَحَجا بها فتحمّلت

منها على قَتَب بإثمٍ مُحْقَبِ

أُمُّ تَدُبّ إلى ابنها وولِيّها

بالمؤذياتِ له دَبيبَ العقربِ

أمّا الزبيرُ فحاصَ حين بدتْ له

جأواءُ تُبرِقُ في الحديدِ الأَشهبِ

حتى إذا أمِنَ الحتوفَ وتحتَه

عاري النّواهقِ ذو نَجاء مُلْهِبِ

أثوى ابن جرموزٍ عميرٌ شِلَوه

في القاعِ مُنَعفِراً كشِلو التَوْلَبِ

واغتر طلحةَ عند مُختَلفِ القَنا

عبلُ الذراع شديدُ أصلِ المنكِبِ

فاختلّ حبةَ قلبهِ بمذلَّقِ

ريَّانَ من دم جوفهِ المتصبّبِ

في مارِقين من الجماعةِ فارقوا

بابَ الهدى وحيا الربيعِ المُخصِبِ

خيرَ البريةِ بعد أحمدَ من له

منِّي الهوى وإلى بنيةِ تطرُّبي

أمسى وأُصبح مِعصماً منّي له

يَهوي وحبلُ ولايةِ لم يُقْصَبِ

ونصيحةٌ خَلَص الصفاءُ له بها

منّي وشاهدُ نُصرةٍ لم يَعْزُبِ

رُدّت عليهِ الشمسُ لما فاته

وقتُ الصلاةِ وقد دنتْ للمغربِ

حتى تبلّج نورُها في وقتِها

للعصرِ ثم هوت هُوِيَّ الكَوْكبِ

وعليه قد حُبست ببابلَ مرّةً

أُخرى وما حُبست لخلقٍ مُغْرِبِ

إلاّ ليوشَع أو له من بعدِه

ولِرَدِّها تأويلُ أمرٍ معجبِ

ولقد سرى فيما يسيرُ بليلةٍ

بعد العشاءِ بكَربلا في موكبِ

حتى أتى متبتِّلاً في قائمٍ

ألقى قواعدَه بقاعٍ مُجْدِبٍ

تأتيه ليس بحيث تَلقى عامِراً

غيرَ الوحوش وغيرَ أصلعَ أشيبِ

في مُدمَجٍ زَلِقٍ أشمَّ كأنّه

حُلقومُ أبيضَ ضيّقٍ مستَصْعَبِ

فدنا فصاح به فأشرف مائلاً

كالنَّسرِ فوقَ شظيّة من مَرْقَبِ

هل قربَ قائمكَ الذي بُوِّئتَه

ماءٌ يصاب فقالَ ما من مَشْربِ

إلاّ بغايةِ فرسخيْن ومن لنا

بالماء بين نقاً وقِيّ سبسبِ

فثَنى الأعنّةَ نحو وَعْثٍ فاجتلى

مَلساءَ تُبرق كاللجينِ المُذْهَبِ

قال اقلبوها إنّكم إن تقلبوا

تُرْوَوا ولا تروَوْن إن لم تُقلب

فاعصَوْصَبوا في قَلعها فتمنَّعت

منهم تمنُّعَ صَعبةٍ لم تُرْكَبِ

حتى إذا أعيتهمُ أهوى لها

كفّاً متى تَردُ المُغالِبَ تَغْلِبُ

فكأنّها كُرةٌ بكفٍّ حَزَوّرٍ

عبلِ الذراع رِحابُها في مَلْعَبِ

فسقاهمُ من تحتِها متسلسِلاً

عَذباً يزيدُ على الأَلذِّ الأَعذبِ

حتى إذا شربوا جميعاً رَدَّها

ومضى فَخِلْتَ مكانَها لم يُقْرَبِ

أعني ابن فاطمةَ الوصيَّ ومن يَقُلْ

في فضلِه وفِعالِه لم يَكْذبِ

ليست ببالغةٍ عُشَيرَ عُشيرَ ما

قد كان أُعطيه مقالةُ مُطْنِبِ

صهرُ النبيِّ وجارُه في مسجدٍ

طُهْرٍ بِطَيبَة للرسولِ مُطَيَّبِ

سيّانِ فيه عليه غير مُذمَّمٍ

مَمشاه إن جُنُباً وإن لم يُجنبِ

وسرى بمكّةَ حين باتَ مبيتَه

ومضى بروعةِ خائفٍ مترقِّبِ

خيرُ البريةِ هارباً من شرّها

بالليلِ مكتتماً ولم يَسْتَصْحِبِ

باتوا وبتَ على الفراشِ ملفَّعاً

فيرونَ أنّ محمداً لم يَذْهَبِ

حتى إذا طلع الشميطُ كأنّه

في اللّيلِ صفحةُ خدِّ أدهمِ مُغْرِبِ

ثاروا لأخذ أخي الفراشِ فصادفتْ

غيرَ الذي طَلبت أكفُّ الخُيَّبِ

فوقاهُ بادرَة الحتوفِ بنفسه

حَذراً عليه من العدوِ المُجْلِبِ

حتى تغيّب عنهم في مدخل

صلّى الإلهُ عليهِ من مُتَغَيَّبِ

وجزاه خيرَ جزاءٍ مُرْسَلِ أمّة

أدَّى رسالَته ولم يَتَهيَّبِ

فتراجعوا لما رأوْه وعاينوا

أَسَدَ الإِله مجالِداً في مَنْهَبِ

قالوا اطلبوه فوجّهوا من راكبٍ

في مبتغاه وطالبٍ لم يَرْكَبِ

حتى إذا قصدوا لبابِ مغارِهِ

ألفَوْا عليهِ نسيجَ غَزلِ العَنْكَبِ

صنعَ الإلهُ لهُ فقال فريقُهم

ما في المغارِ لطالبٍ من مَطْلَبِ

مِيلوا وصدّهمُ المليكُ ومن يُرِدْ

عنهُ الدفاعَ مليكُهُ لا يَعْطبِ

حتى إذا أمِن العيونَ رَمَتْ به

خُوصُ الركابِ إلى مدينةِ يثربِ

فاحتل دارَ كرامةٍ في مَعشرٍ

آوَوْه في سِعةِ المحلِّ الأَرحبِ

وله بخيبَر إذ دعاه لرايةٍ

ردّت عليه هناكَ أكرمَ مَنْقَبِ

إذا جاء حاملُها فأقبل مُتعباً

يَهوي بها العَدَوِيُّ أو كالمتعبِ

يَهوي بها وفتى اليهودِ يَشُلُّه

كالثورِ ولّى من لواحقِ أكلبِ

غضب النبيُّ لها فأنّبه بها

ودعا أخا ثقة لكهلٍ مُنْجِبِ

رجلاً كلا طرفيه من سامٍ وما

حامٍ له بأبٍ ولا بأبي أبِ

من لا يفِرُّ ولا يُرى في نجدةِ

إلاّ وصارِمُه خضيبُ المضْرِبِ

فمشى بها قِبَلَ اليهودِ مصمِّما

يَرجو الشهادة لا كَمَشْيِ الأَنْكِبِ

تَهتزُّ في يمنى يَدَيْ متعرِّضٍ

للموتِ أروعَ في الكريهةِ مِحْرَبِ

في فيلقٍ فيه السوابغُ والقَنا

والبيضُ تلمعُ كالحريق المُلْهَبِ

والمشرفيّةُ في الأكفِّ كأنّها

لمعُ البروقِ بعارضٍ مُتَحَلِّبِ

وذوو البصائرِ فوق كلّ مقلّصٍ

نَهْد المراكِلِ ذي سَبيب سَلْهبِ

حتى إذا دنت الأسَّنةُ منهمُ

ورَمَوْا فنالَهمُ سِهام المِقْنَبِ

شدّوا عليه ليُرْجِلوه فردّهم

عنه باسمَر مستقيمِ الثعلبِ

ومضى فأقبلَ مرحّبٌ متذمِّراً

بالسيفِ يَخطر كالهِزَبْرِ المُغْضَبِ

فتخالسا مهجَ النفوسِ فاقلعا

عن جَري أحمرَ سبائلٍ من مَرْحَبِ

فهوى بمختَلَفِ القَنا متجدِّلاً

ودمُ الجبين بخدِّهِ المُتَتَرِّبِ

أجلى فوراسهُ وأجلى رَجلُه

عن مُقْعَص بدمائِه مُتْخَضِّبِ

فكأنّ زوَّره العواكفَ حولَهُ

من بين خامِعَةٍ ونَسرٍ أهْدَبِ

شعثٍ لَعافطةٍ دُعوا لوليمةٍ

أو ياسرون تَخالسوا في مَنْهَبِ

فاسأل فإِنّك سوف تُخبرُ عنهمُ

وعن ابن فاطمةَ الأغرِّ الأَغلبِ

وعن ابنِ عبدِ اللهِ عمرٍو قبلَهُ

وعن الوليدِ وعن أبيه الصَقْعَبِ

وبني قُرَيظة يومَ فرَّقَ جمعَهم

من هاربين وما هلمْ من مَهْرَبِ

وموائلين إلى أزلَّ ممنّعٍ

راسي القواعدِ مشمخَرٍّ حَوْشَبِ

ردَّ الخيولَ عليهمُ فتحصَّنوا

من بعد أرعنَ جَحفلٍ متحزِّبِ

إنّ الضّباع متى تُحسَّ بنبأةٍ

من صوت أشوسَ تَقشعرَّ وتَهربِ

فدُعوا ليمضي حكمُ أحمدَ فيهمُ

حكمَ العزيزِ على الذليل المذنبِ

فَرَضوا بآخرَ كان أقربَ منهمُ

داراً فمتّوا بالجِوارِ الأقربِ

قالوا الجوارُ الكريم بمنزلٍ

يَجري لديه كنسبةٍ المتنسِّبِ

فقضى بما رضي الإلهُ لهمْ به

بالحربِ والقتلِ الملحّ المُخْرِبِ

قتل الكهولَ وكلّ أمردَ منهم

وسِبى عقائلَ بدَّنا كالرَبْرَبِ

وقضى عَقارَهمُ لكل مهاجرٍ

دون الألى نَصروا ولم يَتَهيَّبِ

وبخمَّ إذ قال الإلهُ بعَزمةٍ

قُمْ يا محمدُ بالولايةِ فاخطُبِ

وانصُب أبا حسنٍ لقومك إنّه

هادٍ وما بلّغتَ إن لم تَنْصُبِ

فدعاهُ ثم دعاهمُ فأقامهُ

لهمُ فبينَ مصدِّقِ ومُكَذِّبِ

جعل الولايةَ بعدَه لمهذَّبٍ

ما كان يَجعلها لغيرِ مهذَّبِ

وله مناقبُ لا تُرام متى يُرِدْ

ساعٍ تَناوُلَ بعضِها بِتَذبذبِ

إنّا ندينُ بحبِّ آلِ محمد

دِيناً ومن يُحيهم يستوجبِ

منّا المودّة والوَلاءُ ومن يرد

بدلاً بآلِ محمد لا يُحببِ

ومتى يَمُتْ يردِ الجحيمَ ولا يَرِدْ

حوضَ الرسول وإن يَرِدْه يُضْرَبِ

ضربَ المحاذرِ أن تَعُرَّ رِكابُه

بالسوطِ سالفةَ البعيرِ الأجربِ

وكأنّ قلبي حين يَذْكُر أحمداً

ووصيَ أحمدَ نيطَ من ذي مِخلبِ

بِذُرى القوادمِ من جَناحٍ مُصَعِّدِ

في الجوّ أو بِذُرى جَناحِ مُصَوِّبِ

حتى يكادَ من النزاع إليهما

يَفري الحجابَ عن الضلوعِ الصُلَّبِ

هبةٌ وما يَهبُ الإلهُ لعبدِه

يَزدد ومهما لا يَهبْ لا يُوهَبِ

يَمحو ويُثبتُ ما يشاءُ وعندَه

علمُ الكتابِ وعلمُ ما لم يُكتْبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هلا وقفت على المكان المعشب

قصيدة هلا وقفت على المكان المعشب لـ السيد الحميري وعدد أبياتها مائة و ثلاثة عشر.

عن السيد الحميري

إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري أبو هاشم أو أبوعامر. شاعر إمامي متقدم قال الأصفهاني يقال إن أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشار وأبو العتاهية والسيد فإنه لا يعلم أن أحداً قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع. وكان أبو عبيدة يقول: أشعر المحدثين السيد الحميري وبشار. وقد أخمل ذكر الحميري وصرف الناس عن رواية شعره إفراطه في النيل من بعض الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتعصب لبني هاشم تعصباً شديداً. وأكثر شعره في مدحهم وذم غيرهم ممن هو عنده ضدهم وطرازه في الشعر قل ما يلحق به. ولد في نعمان قال ياقوت: واد قريب من الفرات على أرض الشام قريب من الرحبة، ومات في بغداد (وقيل واسط) ، ونشأ بالبصرة. وكان يشار إليه بالتصوف مقدماً عند المنصور والمهدي العباسيين. وأخباره كثيرة جمع طائفة كبيرة منها المستشرق الفرنسي بارين إي ميثار في مائة صفحة طبعت في باريس ولأبي بكر الصولي كتاب أخبار السيد الحميري وغيرها مما كتب عنه وديوان (السيد الحميري -ط) جمعه وحققه شاكر هادي شكر.[١]

تعريف السيد الحميري في ويكيبيديا

إسماعيل بن محمد بن يزيد الحميري (105 هـ - 723 م / 173 هـ - 789م): شاعر شيعي. وهو حفيد الشاعر يزيد بن ربيعة . قال عنه صاحب الأغاني: «يقال إن أكثر الناس شعرا في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشار وأبو العتاهية والسيد، فإنه لا يعلم أن أحدا قدر على تحصيل شعر أحد منهم أجمع».ولد بالشام قريب من الرحبة، ونشأ بالبصرة، وعاش مترددا بينها وبين الكوفة، ومات ببغداد (وقيل بواسط) وكان يشار إليه في التصوف والورع، مقدما عند المنصور والمهدي العباسيين. وقد أخمل ذكر الحميري وصرف الناس عن رواية شعره إفراطه في النيل من بعض الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتعصب لبني هاشم تعصبا شديدا، وأكثر شعره في مدحهم وذم غيرهم ممن عنده ضد لهم. وطرازه في الشعر قلما يلحق به، وكان أبو عبيدة يقول: «أشعر المحدثين السيد الحميري وبشار».أخباره كثيرة جمع طائفة كبيرة منها المستشرق الفرنسي دي مينار في مئة صفحة طبعت في باريس. ولأبي بكر الصولي كتاب (أخبار السيد الحميري). وآخر ما كتب عنه (شاعر العقيدة) لمحمد تقي الحكيم، و(ديوان السيد الحميري) جمعه وحققه شاكر هادي شكر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السيد الحميري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي