هلهلت بالبشر ورقاء الهنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هلهلت بالبشر ورقاء الهنا لـ محمد سعيد الحبوبي

اقتباس من قصيدة هلهلت بالبشر ورقاء الهنا لـ محمد سعيد الحبوبي

هلهلت بالبشر ورقاء الهنا

فاكتسي الأفق برود الجذل

في ربوع زانها وشي الربيع

فاستقام الأيك والطلح الضريع

ولألبان الحيا البان رضيع

إذ سقاه النوء منه مزنا

قد توالت بضروع حفل

ولقد هزت به الريح مهود

إذ غدت تحضن أطفال الورود

تنجتها السحب من بطن زرود

وغدت تدرج فوق المنحنى

رافلاتٍ في حلىً أو حلل

ينثر الطل على أعناقها

لؤلؤاً تلويه في أطواقها

وغدا النرجس من أحداقها

محدقاً بالغصن يصبي الغصنا

بعيون ساهيات المقل

وغدت تنفح في وفرة آس

مذ رنا الغصن لها اهتز وماس

وغدت تلبسه أسنى لباس

سندسي النسج أعيا اليمنا

فهو في غزل كمعنى الغزل

كلما انشق به خد الشقيق

ترك النرجس ذا طرف أريق

إذ غدا بينهما العهد الوثيق

أشهد الرند عليه السوسنا

فوشت فيه أكف الشمأل

سعد يا سعد اغتنم هذي الفرص

في ربوع عمها البشر وخص

غنت الورقاء والغصن رقص

أو ليس الرقص يحلو بالغنا

والغنا حظ النزيف الثمل

فاسقني واشرب سلافاً صرخدا

في لجين الكأس ذابت عسجدا

نضح الماء بها فاتقدا

واغتدى كالنار مشبوب السنا

فهو برد بلهيب مشعل

كم خشينا رصداً مذ سعرت

وسترنا شمسها لو سترت

وهي في أفواهنا مذ كورت

حيث الأفواه فيها الأعينا

فغدت شعلتها في المقل

للبراعات رآها مستهل

راهب الدير فصلى وابتهل

فاسقنيها ويك علاً ونهل

وعليه عن في أحلى غنا

شيقاً في شعرك المرتجل

غنني باسم عسيقي غنني

وعن المسك شذاه عنعن

عن عرار عن كبا عن سوسن

ودع الألقاب منه والكنى

طيب أنفاس الصبا والشمال

غنني باسم الذي لذ اسمه

حربه حربي وسلمي سلمه

جسمه روحي وروحي جسمه

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

صح هذا في الزمان الأول

فبنفسي وبمجرى نفسي

من به مزقت ثوب الغلس

بزفير كلهيب القبس

مذ ورى أورى الظلام الأدكنا

فبه إشراق ليل أليل

قد تعاهدنا على أن لا أبوح

فملأن لي باسمه كأس الصبوح

فهي راح وهي روحٌ وهي روح

وهي من داء الضنى برء الضنى

وهو يشفي كل داء معضل

كتم الصب اسمه السامي وما

باح في سر الهوى مذ كتما

لم يكن ذلك خوفاً إنما

حسد القلب عليه الألسنا

فطواه تحت كنز مقفل

رشا ذكر الهوى يرقصه

يقنص الأسد ولا تقنصه

لم يكد ينكي الثرى أخمصه

وهو يرتج نقاً تحت قنا

ماج من أردافه في جدول

مذ روت ألحاظه سكر السلاف

صح عندي ما روت وهي ضعاف

فبها دون الطلا رفع الخلاف

وعن الظلماء لما عنعنا

صدق الناس بشعر مرسل

سعد دع قلبي فيمن عشقه

فتصابيه عرى متسقه

فبروق السعد ذي مؤتلقه

بالتهاني فلنهن الحسنا

فالتهاني اليوم أقصى أملي

إن فرد المجد لما زوجا

عاد شكل المجد فيه منتجا

فاتحاً للبشر باباً مرتجا

بعلى يزهو سناءً وسنى

فتسامى للسماك الأعزل

حسن فيه المعالي تزهر

وهو إذ يسمو لديه البصر

وردة بل مزنة بل قمر

مجتلىً أو مجتدىً أو مجتنى

قد غدا للمجتدي والمجتلي

فابق ما عشت بأنس وسرور

وترنح بين أبراد الحبور

وطلا الأفراح بالنادي تدور

فابق ما أبقى الإله الأزمنا

رغدةً من عيشك المقتبل

ذاك من هاشم في أعلى مقام

يفخر الناس بآباء كرام

وشأى فضلهم فضل الأنام

جده من قاب قوسين دنا

إن هذا حسن وابن علي

شرح ومعاني كلمات قصيدة هلهلت بالبشر ورقاء الهنا

قصيدة هلهلت بالبشر ورقاء الهنا لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها خمسة و ثمانون.

عن محمد سعيد الحبوبي

محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]

تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا

السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي