هل أنت حقاً تعرف النساء ؟

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل أنت حقاً تعرف النساء ؟ لـ نزار قباني

1
أحِبني كما أنا ..
بلا مساحيق .. ولا طلاء ..
أحبني .. بسيطة ، عفوية
كما تحب الزهر في الحقول ، والنجوم في السماء .
فالحب ليس مسرحاً نعرض فيه آخر الأزياء ..
و أغرب الأزياء ..
لكنه الشمس التي تضيء في أرواحنا
والنبل ، والرقي ، والعطاء .
فابحث عن الشمس التي خبأتـُها في داخلي
إن كنت حقاً تعرف النساء ؟؟

2
أحبني ..
بكل ما لديَّ من صدق ، ومن طفولة .
وكل ما أحمل للإنسان من مشاعر جميلة .
أحبني غزالة هاربة من سلطة القبيلة .
أحبني .. قصيدة ما كـُتِبَتْ ..
وجنة على حدود الغيم .. مستحيلة ..

3
أحبني لذاتي . وليس للكحل الذي يمطر في العينين .
وليس للورد الذي يُلوِّن الخدين ..
وليس للشمع الذي يذوب من أصابع اليدين .
أحبني تلميذة تعلمت مبادئ الحب على يديك
وكم جميل معك الحوار ..
أحبني إنسانة .. من حقها أن تصنع القرار …

4
أحبني ..
بوجهي الضاحك ، أو بوجهي الحزين .
في لحظة الهدوء ، أو في لحظة الجنون .
في قلقي .. في غيرتي ..
في غضبي عليك .. في حنيني ..
أحبني … من أجل حبي وحده .
لا للفراشات التي تطير من خزانتي .
أو للمناديل التي تفوح من حقيبتي .
أو للعصافير التي تنام في عيوني …

5
أحبني ، من أجل فكري وحده .
لا لامتداد قامتي .. أو لرنين ضحكتي ..
أو شعري الطويل .. والقصير ..
أو جسدي المغزول من ضوء ومن حرير ..
أحبني .. شريكة في الرأي والتفكير ..
لا دمية من ورق ..
أو حبة من عنب تؤكل في السرير !! .

6
أحبني .. حضارة ، وقيمة ، وموقفاً ..
وامرأة شجاعة تحلم بالتغيير ..
فالحب يا حبيبي .. قضية كبيرة .. كبيرة
فهل تــُرى تعرف ما قضيتي ؟
يا أيها العاشق ، والفارس ، والمكتشف الكبير ؟؟

7
أحبني ..
برغم ما ارتكبته في الحب من أخطاء ..
ولا تؤاخذني ..
إذا غضبتُ .. أو رفضتُ ..
أو سبحتُ عكس الماء ..
ولا تعاتبني ..
إذا أخطأتُ في كتابة الأفعال والأسماء ..
فإنني , يا سيدي
ما زلتُ في بداية الأشياء ..
فأنت عن يميني .
والخوف عن شمالي .
فكيف يا حبيبي سأقطع الصحراء ؟؟

8
أحبني ..
في أي شهر كان ..
في أي عام كان ..
في أي فصل كان ..
تحت سماء الصيف ، أو عباءة الشتاء .
وضمني .. وضمني ..
حتى نصير قطعة واحدة
وتسقط الحدود بين الأرض والسماء ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي