هل الأقدار تمنع ما يكون

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل الأقدار تمنع ما يكون لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة هل الأقدار تمنع ما يكون لـ عبد المحسن الكاظمي

هَل الأَقدارُ تَمنَعُ ما يَكونُ

إِذا حَكَمَت بِها تِلكَ الجُفونُ

فَلا وَأَبيكَ لَم تملك حِراكاً

وَلَم يَسكن لَها أَبَداً أَنينُ

يُقاضيني الغَريم وَلي عليه

ديون ما تَقاضاها المَدينُ

وَيرسل لي بنظرته سِهاماً

لَها في كلّ جارِحَة رَنينُ

يُساومنا قُلوباً غالياتٍ

فيرخص عنده الغالي الثَمينُ

وَنرهن مثلها في كُلِّ يَومٍ

وَنَعلَم لا تردُّ لَنا الرهونُ

وَكَم عِندَ الزَمان لَنا ديونٌ

وَلا نَدري مَتى تقضى الديونُ

عهدتك يا عَميد تَذوب وَجداً

إِذا مَرّت بخاطرك العيونُ

وَتأَخذك اللحون جوى وَشَوقاً

إِذا عزفت بساحتك اللحونُ

فَما لك لا تَميل إِلى التَصابي

وَما لَت بالبدور لك الغُصونُ

وَما لك لا يهزّك ذكر عَهدٍ

به سنحت لَنا حورٌ وَعينُ

إِذا ما قلت لا يشجيك ذكرٌ

فَما لكَ لا تزايلك الشجونُ

وَتلهجُ بالحَبيب وَلا حَبيبٌ

وَتَرتاد القطين وَلا قطينُ

لَقَد ظعن الخَليط وَكنت أَدعو

وَلَكِن لا تجاوِبني الظعونُ

أَقولُ أَحبّتي وأردّ طَرفي

وَلا خِلٌّ يَردُّ وَلا خدينُ

أَحنُّ لهم وَلي شجنٌ مُقيمٌ

وَهَل يجدي أَخا شجنٍ حنينُ

وَأَرجع وَالبَلابِل مشعلات

وَوبل الدمع منهمل هتونُ

وَكَيفَ يبلّ جرّ الوجد دَمعٌ

وَماء الجفن كَيفَ جَرى سخينُ

إِذا ما قيل صبٌّ أَو ضنينٌ

فَها أَنا ذلك الصبّ الضَنينُ

أحبّ العاشقين وَلست منهم

إِذا في العشق منقصة تَكونُ

وَإِنّي إِن عشقت فَلا أُبالي

يَطير اللوم أَو تقع المنونُ

فَلا تَتَبَيّنوا سرّا لمثلي

فسرّي في الخَواطر لا يبينُ

إِذا أُودِعتُ سِرّاً ماتَ عِندي

وساد عَلى تحرّكه السكونُ

إِذا أَشرجت أَضلاعي عليه

أَتَدري ما الَّذي فيها دَفينُ

يَميناً بالحجون وَبالمصلّى

وَما ضمّ المصلّى وَالحجونُ

فَما أَنا بالضَنين ببذل روحي

ولكن باِسم من أَهوى ضنينُ

دَعوني أَستَبِدُّ به دَعوني

لَكم دين وَلي في الحبّ دينُ

هبوا أَنّي ضنيت وَطالعَتني

مِن الأَحداث أَبكار وَعونُ

فَهَل أَنا لِلزَمان أَذلّ عنقي

وَهَل أَنا لليالي أَستَكينُ

فَكَم سَلَّت عَليّ بَنات دَهري

صفاحاً لَم تصافحها العُيونُ

سيوفاً إِن تهمُّ إِلى وتيني

تزايل قَبلَ أَن تَصِل الوَتينُ

وَكَم قَد أَشرعت فيها اللَيالي

رِماحاً لا يبل لَها طعينُ

وَكَم حشدت عليّ مِن اللَيالي

جيوش أَسىً يشيب لَها الجَنينُ

فَلا وَاللَه ما لانَت قَناتي

لنازلة وَلا كادَت تَلينُ

هُوَ البدر المُنير لكلّ أفقٍ

وَهَل للبدر غير ذكا قرينُ

يشعُّ سَناهُ في الآفاق حَتّى

تَزول به الحنادسة الدجونُ

وَيظهر للأنام فتجتليهِ

وَتنكص خشّعاً عَنه العيونُ

فَيا لِلَّه أَيّ سناً شَهِدنا

شَهِدنا الشمس وَالآفاق جونُ

شَهِدنا كلّ مكرمة وَفضلٍ

يَفيض عَلَيهما كرم ولينُ

فَخُذ ما شئت من دنياً وَدينا

فملء ردائه دنياً وَدينُ

فَهَل يَخفى لَنا عدل مُبينٌ

وَها هُوَ في الوَرى عدل مبينُ

وَكنت إخال إِنّ الأمن وَصف

إِذا هُوَ شخصك الملك الأَمينُ

فَيا قَمَراً له الأَحشاء أَوج

وَيا أَسَداً له الدنيا عَرينُ

بمعقلك الحصين نقرّ عَيناً

بعين اللَه معقلك الحَصينُ

أَرى الدُنيا هدوناً واِضطراباً

وَدنيانا به أَبَداً هدونُ

وَأَلفيت المَكارِم وَالمَعالي

تهلّل فوقها ذاكَ الجَبينُ

تُساوي حكمه حَتّى تَساوَت

وَهادَ الناس فيه والرعونُ

وَساس الملك وَهوَ فتيُّ سنٍّ

وَلَكِنّ الحجا كهل رَصينُ

فَأَضحى الملك طلق الوجه لَمّا

تهلّل فوقه ذاكَ الجَبينُ

أَقول وَقَولَتي شرف وَنبل

وَبعض القَول بَينَ الناس هونُ

لأصدقك الوداد وعزّ فردٌ

يصرّح بالوداد وَلا يَمينُ

ستَختَرِق القَوافي طامِحات

إِلَيكَ خيول أَفكار صفونُ

وَتَضرب في فَيافي القَول حَتّى

تَضيق بها الأَباطِح وَالحزونُ

كآساد الشَرى تَنزو وَلَكِن

فَرائسها الهَواجِس وَالظنونُ

ضمنت سراحها إِما اِطمأنَّت

بِبابك حيث بابك لي ضَمينُ

إِذا زأرت بذكرك في البَرايا

فَقُل زأر الأُسود غَدا طنينُ

فَعدها بالرضا وَعداً أَكيداً

يعد سلساً بمصعبه الحزون

شحنت سفائن الآمال نجحاً

إِذا وَقفت بساحلك السفينُ

وَحقّقت الظنون وَلَم تخيَّب

فبظن ظنوننا أَبَداً بطينُ

وَكَم قالوا وَلَم أَسمَع مَقالاً

وَلَكنّي بِما قالوا فَطينُ

وَعدت أَشكّ فيما قلت حَتّى

يَعود الشكّ وَهوَ بِها يَقينُ

فَما عانى المُلوك أَقلّ شرّ

إِذا ما كنت أَنتَ لَها معينُ

وَما اِفتَقرت إِلى عون المَواضي

إِذا كانَت بعزمك تَستَعينُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل الأقدار تمنع ما يكون

قصيدة هل الأقدار تمنع ما يكون لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي