هل الدعص إلا ما حواه إزارها
أبيات قصيدة هل الدعص إلا ما حواه إزارها لـ حسين بن غنام

هَلِ الدِّعصُ إِلّا ما حواهُ إزَارُها
أو البانُ إِلّا ما أَبانَ اهتِصارُها
أوِ الفجرُ إِلّا ما بدا من جَبِينها
أوِ الوردُ إِلا ما جَلاهُ احمِرَارُها
أوِ اللَيلُ إِلّا من مُعَسعِسِ شعرِها
أوِ الخمرُ إلا ظَلمُها لا عُقارُها
أوِ السَهمُ إلا ما تَرِيشُ لِحاظُها
أوِ البيضُ إلا جَفنُها لا غرادُها
مَهاةٌ تُرِيك الشمسَ طلعةُ وجهِها
إذا أسفَرَت يَجلُو الظلامَ سُفُورُها
سَقى كلُّ هطّالِ العَزالِينَ حَيَّها
ولا برحت إِلفَ الحَيَاء دِيارُها
دِيارٌ مرابيعُ الظِباءِ رِياضها
رياضٌ عَلا عَرفَ العبيرِ عَرارُها
فكَم قد رَكَضنا في ميادينِ لَهوِها
جِيادَ هوىً ما خِيلَ منها نِفارُها
وأوقاتِ لذّاتٍ قضينا بسَوحِها
وأيامِ وَصلٍ واصَلَتها قِصارُها
عَفا الدهرُ عنها فانتهزنا اختِلاسَها
فلم يوقِظِ العَينينِ إِلا غُبارُها
مَضَت وانقَضَت والوجدُ باقٍ فَلا الأَسى
مُعيدٌ لِما أقوى فيُرجى انجِبارُها
فيا مَن لِعَينٍ حالَفَ السُهدُ جَفنَها
لِفَقدِ حبيبٍ لا يُكَفُّ انهِمارُها
كأنَّ هَتُونَ المُزنِ جادَت بِوَبلِها
مَجاري عيوني يومَ شَطَّ مَزَارُها
كأنَّ الحَشا من لاعِجِ البينِ مُخبِرٌ
بأن قد جَفاهُ ذُو المَعالي وجارُها
فعِلمِي بصَبري وَالحَشاشَةِ والنُهى
عَشِيَّةَ شُدَّت للرَحيلِ مِهَارُها
إِمامُ الهُدى ربُّ النَدى مُجزِلُ الجِدى
كما لِلعِدا منهُ دَوَاماً دَمَارُها
زَكِيٌّ ذكِيٌّ كم جَلا نورُ فِكرِهِ
دُجى مُشكلاتٍ بانَ منهُ نَهارُها
حَوَى الحُكمَ والإِجلالَ والحزمَ والنُهى
كذا الزُهدَ والتَقوى عليهِ شِعارُها
سُلالةُ حاوِي المجدِ والفخرِ أحمَدٌ
هُمامٌ بِهِ الأحساء كان افتخارُها
فَنَجلاهُ نَجما السَعدِ والرُشدِ والعُلا
وآثارُهم للمَكرُماتِ مَنَارُها
وهم عِصمةُ الجاني وملجأُ خائِفٍ
ومَأمَنُ ألبابٍ عَلاها انذِعارُها
فكم فَرَّجوا من شِدَّةٍ إثرَ شِدَّةٍ
وكم أخمَدُوا ناراً يطيرُ شَرارُها
وكم فَتَحُوا من غامِض الرأي مُقفَلاً
إذا عَمَّ أربابَ العُقولِ احتِيارُها
نَمَتهُم جُدُودٌ في اللِقاءِ ضَرَاغِمٌ
فَبينَ يَدِ المُختارِ دامَ انتِصارُها
لئِن بانَ صَدٌّ منهُمُ فقلُوبُنا
على العهدِ لا يُخشى عليها ازوِرَارُها
فَلا بَرِحا شَمسَ المَعالي على المَدى
وقُطبَ رَحى العَليا عليهِ مَدَارُها
ولا بَرِحا ظِلاً تَقِيلُ بِهِ الوَرى
وكعبةَ أفضالٍ يدومُ اعتمارُها
ألا قُل لِمَن قد رَامَ إدراكَ شأوِهم
أَفِق إنما يُردِي النُفوسَ اغتِرارُها
تُحاوِلُ ما أدناهُ تقصُرُ دونَهُ
فأينَ بنو النَجّارِ مِنكَ نِجارُها
فما الآلُ يَطفِي غُلَّةً فدعِ العَنا
فبالشيخِ أبكارُ المَعالي انحصارُها
ولو خُيِّرَت نهدُ المكارمِ في فتىً
لكانَ لِعَبدِ اللَهِ يَبدُو اختِيارُها
هُمامٌ عَلا هامَ السِماكَين فخرُهُ
ورُتبتُه فوقَ الثُرَيّا قَرارُها
شرح ومعاني كلمات قصيدة هل الدعص إلا ما حواه إزارها
قصيدة هل الدعص إلا ما حواه إزارها لـ حسين بن غنام وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.
عن حسين بن غنام
حسين بن أبي بكر آل غنام، من بني تميم. ولد في المبرز، وهي ضاحية من ضواحي الهفوف (الأحساء) . أخذ الفقه على مذهب الإمام مالك فبرع فيه، فكان علامة زمانه. كان له شعر جيد يمتاز بقوة العبارة، وروعة الأسلوب، وغزله لطيف رقيق. له: (العقد الثمين في شرح أصول الدين) ، (روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام) .[١]
تعريف حسين بن غنام في ويكيبيديا
حسين بن أبي بكر بن غنام، ولد في بلدة المبرز بالأحساء؛ ولم تذكر لنا المصادر سنة ولادته. وهو أحد فقهاء الإحساء، درس وتتلمذ على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، توفي بالدرعية في شهر ذي الحجة سنة 1225 هـ/ 1811م.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ حسين بن غنام - ويكيبيديا