هل الدهر ذو سمع يعي فأعاتبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل الدهر ذو سمع يعي فأعاتبه لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة هل الدهر ذو سمع يعي فأعاتبه لـ جعفر الحلي النجفي

هَل الدَهر ذُو سَمع يَعي فأعاتبه

أَفي كُل يوم تَنتَحينا مَصائبه

وَمَهما بَدَت شَمس النَهار تَلفعت

بِنقع أثارته عَلَينا كَتائبه

لَهُ السلم أَنا لا نطيق دِفاعه

يحاربنا جَهراً وَلَسنا نُحاربه

وَمن غالب الدَهر الخؤون وَإِن يَصل

عَلَيهِ بِفتك القَلب فَالدَهر غالبه

هُوَ الدَهر مثل اللَيث مَهَّد ظَهره

لِيُركب لَكن كَيفَ يَأمَن راكبه

فَقل لملوك أُلبِسوا تاج ملكهم

لَقَد لبسوا ما الدَهر لا بد سالبه

فَلا يَفرَحوا في غَفلة الدَهر عَنهُم

فَعما قَليل يَنتَبهن عَقاربه

إِذا لَسبت قَوماً عَقارب صرفه

فَهَيهات أَن يَرقى الَّذي هُوَ لاسبه

ردىً لَم يَزل يَردي رؤوس قَبيلنا

وَلَيسَ يُدانيهم وَلَسنا نطالبه

وَإنا أُناس لَم ترعنا كَتيبة

وَلَكننا لَم نمح ما اللَه كاتبه

وَكَم قُضبنا فلَّت قَواضب معشر

لو الدَهر كانَت مِن حَديد قَواضبه

أَيَغدو حسين حَيث لم تصلت الظبا

وَلا صهلت بَينَ الصُفوف سَلاهبه

وَلا سَدَّدت ملس الأَنابيب دُونه

وَلا صين في نباذة النَبع جانبه

فَما باله أَعطَى يَد السلم طايعا

فَهَل غَفلت أَعمامه وَأَقاربه

نعم جئته يا مَوت طالب رَوحه

سؤالاً فأَعطاك الَّذي أَنتَ طالبه

وَإِنَّك لَو جاذبته الروح عنوة

أَراكَ المَنايا السُود حينَ تجاذبه

ذهبت حسيناً بِالسَماحة وَالتُقى

وَبعدك بَيت المَجد ضاعَت مَذاهبه

غَدَوت وَنضو العز أَهمله القَضا

وَمن نَبغه فليحمل الحَبل غاربه

وَقَفنا صُفوفاً في جَوانب قَبره

فَلِلّه من هيلت عَليهِ جَوانبه

وَللكل مِنا زَفرة بَرّحت بِهِ

تَعطّ حَواياه بِها وَترائبه

غَنينا فَلم نَنضح مِياهاً بِقَبره

لما بلَّه مِن لُؤلؤ الدَمع ذائبه

أُعاتب قَبراً ضمَّن المَجد لحده

وَربَّ فَصيح للجماد يُعاتبه

عَتبت وَلم أَطع بردّ جَوابه

كَغيلان في ربع لميٍّ يخاطبه

فَيا ماجداً قَد خَصَّه اللَه بِالتُقى

وَعَمَّت جَميع المُسلِمين مَواهبه

لَو أَنَّ اِبن عُمران رآك مشمّراً

لِنَفع اليَتامى ظَنّ إِنكَ صاحبه

تَعاهدهم بِالمال صُبحاً وَرَوحة

فَكُل يَتيم ظنّ إنَّكَ كاسبه

وَرَأَيك وَحي لَم يَخُنك بِمشهد

كَما سَيف عمرو لَم تَخنهُ مَضاربه

وَلولا بُنوك الأَكرمون لَما رقت

مَدامعنا وَالوَجد لَم يَطف لاهبه

وَماذا يضُّر المَجد إِن غاب بَدره

وَلاحَت كَما لاحَ المَنار كَواكبه

لَقَد نابَ عَنهُ في المَكارم نَجله

كَما نابَ مَنصوص الإِمامة نائبه

يَكاد يُحاكي كَفه الغَيث إِن هَمى

وَلَكنه قَد يَفزع الناس حاصبه

وَيَشبه البَحر الخضمّ إِذا طَما

وَلَكنه قَد يَذمم البَحر شاربه

زَكى جدُّه بَينَ الأَنام وَمَجده

فَيا لَيتَ شعري ما يَرى فيهِ ثالبه

وَما صنعه للمكرمات تطبُّعا

لِيعتادها لكنما الطَبع جاذبه

يَرى لاعِباً لَكنما الجدّ لعبه

فَأَما يَتيم أَو سِنان يُلاعبه

لَهُ الغُرة البَيضا فَإِن جاءَ وافد

تَهلّل حَتّى قارن البَدر حاجبه

فَهُم مثل ماء المُزن ما ذم ساعة

أَوائله مَحمودة وَعَواقبه

فَيا لَيتَ بَيت المَجد لا غابَ أَهله

وَيا لَيتَ بَيت اللؤم لا عادَ غائبه

خُذوها كَعقد الدر ثاقب فكرتي

جَلاها وَيَدري قيمة الدر ثاقبه

وَلو يَملك الإِنسان مقدار فهمه

إِذا كُل ما تَحت السما انا صاحبه

وَلا عَجب أَن يَحرم المال عاقل

وَيرزقه مَن لَيسَ تَحصى معايبه

فَكم عارض يَجري عَلى الصَخر ماؤه

وَيَهوي بِأَرض تنبت الشيح حاصبه

سَقت جدثا فيهِ الحسين سَحائب

مِن العَفو مَبعوث مِن اللَه ساكبه

وَصارَ لاملاك السَموات مهبطاً

فَقَد ضَمّ نَدباً ليسَ يَفزع نادبه

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل الدهر ذو سمع يعي فأعاتبه

قصيدة هل الدهر ذو سمع يعي فأعاتبه لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي