هل القلب إلا بضعة يتقلب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل القلب إلا بضعة يتقلب لـ عمارة اليمني

اقتباس من قصيدة هل القلب إلا بضعة يتقلب لـ عمارة اليمني

هل القلب إلا بضعةٌ يتقلب

له خاطرٌ يرضى مراراً مراراً ويغضب

أم النفس إلا وهدةٌ مطمئنة

تفيض شعاب الهم منها وتنضب

فلا تلزمن الناس غير طباعهم

فتتعب من طول العتاب ويتعبوا

فإنك إن كشفتهم ربما انجلى

رمادهم نم جمرة تتلهب

فتاركهم ما تاركوك فإنهم

إلى الشر مذ كانوا من الخير أقرب

ولا تغترر منهم بحسن بشاشةٍ

فأكثر إيماض البوارق خلب

واصغ إلا ما قلته تنتفع به

ولا تطرح نصحى فإني مجرب

فما تنكر الأيام معرفتي بها

ولا أنني أدرى بهن وأدرب

وأني لا قوام جذيلٌ محكك

وأني لا قوام عذيقٌ مرجب

عليم بما ترضى المورءة والتقى

خبيرٌ بما آتي وما أتجنب

جلست أفاويق الزمان براحةٍ

تدر بها أخلاقه حين تخلب

وصاحبت هذا الدهر حتى لقد غدت

عجائبه من خبرتي تتعجب

ودوخت أقطار البلاد كأنني

إلى الريح أعزى أو إلى الخضر أنسب

وعاشرت أقواماً يزيدون كثرةً

على الألف أو عد الحصى حين يخسب

فما راقني في روضهم قط مرتعٌ

ولا شاقني في وردهم قط مشرب

تراني وإياهم فريقين كلنا

بما عنده من عزة النفس معجب

فعندهم دنيا وعندي فضيلةٌ

ولا شك أن الفضل أعلى وأغلب

على أن ما عندي يدوم بقاؤه

على ويغني المال عنهم ويذهب

أناسٌ مضى صدرٌ من العمر عندهم

أصعد ظني فيهم وأصوب

رجوت بهم نيل الفغنى فوجدته

كما قيل في الأمثال عنقاء مغرب

وكسل عزم المدح بعد نشاطه

ندىً ذمه عندي من المدح أوجب

كأن القوافي حين تدعى لشكرهم

على الجمر تمشي أو على الشوك تسحب

أفوه بحق كلما رمت ذمهم

وما غير قول الحق لي قط مذهب

وأصدق إلا أن أريد مديحهم

فإني على حكم الضرورة أكذب

ولو علموا صدق المدائح فيهم

لكانت مساعيهم تهش وتطرب

ولكن دروا أن الذي جاء مادحاً

بغير الذي فيهم يسب ويثاب

وما زال هذا الأمر دأبى ودأبهم

أغالب لومي فيهم وهو أغاب

إلى أن أذالتني الليالي وأعتبت

وما خلتها بعد الإساءة تعتب

فهاجرت نحو الصالح الملك هجرةً

غدت سببا للأمن وهو المسبب

تيقنت الأفرنج أنك إن ترد

ديارهم لم ينجهم منك مهرب

وخافتك إن لم تعطيها الأمن مننعما

فجاءتك بالأسد الشرى تتغلب

وأهدوا رجال السلم آلة حربهم

ومن بعض ما أهدوا مجن ومقضب

وذلك فألٌ صادق أن عزهم

بسيفك يا سيف الهدى سوف يسلب

لك الرأي لم تقلل ظباه ولم يفل

إذا ظلت لآراء تطفو وترسب

وما شئت فاصنع راشداً في سؤالهم

فرأيك من رأي البرية أصوب

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل القلب إلا بضعة يتقلب

قصيدة هل القلب إلا بضعة يتقلب لـ عمارة اليمني وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن عمارة اليمني

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط) ، و (أخبار الوزراء المصريين- ط) ، و (المفيد في أخبار زبيد) ، و (ديوان شعر- خ) كبير.[١]

تعريف عمارة اليمني في ويكيبيديا

نجم الدين أبو محمد عمارة بن أبي الحسن بن علي بن زيدان بن أحمد الحكمي المذحجي (515 هـ/ 1121 م - 2 رمضان 569 هـ/6 أبريل 1174 م) هو كاتب ومؤرخ وشاعر يمني من تهامة عاش في القرن السادس الهجري، واشتهر بارتباطه بالحكام الفاطميين في مصر. أوفده أمير مكة قاسم بن هاشم رسولاً إلى الفاطميين بالقاهرة، وفي بعثته الثانية قرر البقاء في القاهرة، وبها توفي. مآثاره «أرض اليمن وتاريخها» (وقد ترجمها هنري كسلز كاي إلى الإنكليزية) و«النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية»، نشرهما المستشرق هرتويغ درنبرغ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عمارة اليمني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي