هل المرأة أصلها قصيدة ؟ أم القصيدة أصلها امرأة ؟

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل المرأة أصلها قصيدة ؟ أم القصيدة أصلها امرأة ؟ لـ نزار قباني

1
هل القصيدة أصلها قصيدة ؟
أم القصيدة أصلها امرأة ؟
سؤال كبير ما زال يلاحقني
منذ أن احترفت حب المرأة ..
وحب الشعر ..
سؤال .. لا أريد له جواباً
لأن تفسير الأشياء الجميلة
يقتلها …

2
بعدما تداخلت الحدود
بين أقاليم أنوثتك ..
وبين قصائدي ..
وبين فضاء عينيك ..
وفضاء ورقة الكتابة ..
بين ثقافة نهديك ..
وثقافة أصابعي …
بين كحلك البدوي ..
والحبر الذي أكتب به شِعري .
بين اشتعال القرنفل في قميص نومك ..
ومشاهد يوم القيامة على شراشفي ..
أصبحت أتساءل :
هل المرأة أصلها قصيدة ؟
أم القصيدة أصلها امرأة ؟

3
بعدما اختلطت الأحاسيس
بين رائحة جسدك ..
ورائحة كتبي ..
بين استدارة السفرجل ..
واستدارة كلماتي ..
بين خيوط الذهب على دشداشتك ..
والمنمنمات المائية على أوراقي ..
بين موسيقى البحر الطويل ..
وموسيقى قوامك الطويل ..
بين النصوص التي تكتبها شفتاك ..
والنصوص التي يكتبها جنوني ..
أصبحتُ أتساءل :
هل المرأة أصلها قصيدة ؟
أم القصيدة أصلها امرأة ؟

4
بعدما تعانقت الجسور
بينك ، وبين لغتي .
وصار عدد الشامات على ظهرك ..
أكثر من عدد مفرداتي ..
وصارت خواتم الفيروز التي تلبسينها
جزءاً من أبجديتي ..
وفصيلة دمك ..
جزءاً من فصيلة دمي .
وما زلت أتساءل :
هل المرأة أصلها قصيدة ؟
أم القصيدة أصلها امرأة ؟

5
من الذي كان في البدء ؟
أنوثتك ، أم أنوثة الكلمات ؟
هندسة صدرك ..
أم هندسة الكاتدرائيات ؟
موسيقى خصرك ..
أم تفاعيل البحر الوافر ؟
طراوة يديك ..
أم صوف الكشمير ؟
أًصابعك .. أم فتافيت السكر ؟
خروجك من صالة الحمام …
أم مهرجان الضوء والماء ؟؟ ..

6
من الذي كان في البدء ؟
رائحتك ..
أم رائحة الخبيزة في بيتنا الدمشقي ؟
صوتك المائي ..
أم صوت النوافير في باحات غرناطة ؟
نيسان عينيك ..
أم نيسان على مراوح الإسبانيات ؟
مَدَّات العتابا ..
أم مَدَّات ( الفلامكنو ) ؟
مآذن قرطبة ..
أم كبرياء عبد الرحمن الداخل ؟ …

7
لا أريد أن أدخل في تاريخ الشِعر ..
ولا أن أسميك أميرة للشعراء ..
فأنت مزروعة في كل قصيدة قالها شاعر
منذ جميل بثينة ..
وطرفة بن العبد ..
وعروة بن الورد ..
وكشاجم ..
وسحيم ..
ورامبو .. ولوركا .. وبابلو نيرودا …
وأنت مسؤولة عن كل قصيدة اقترفتـُها ..
وكل امرأة عشقتها ..
وكل فضيحة أشعلتها ..
منذ ( قالت لي السمراء ) .. حتى اليوم ..

8
كيف أهرب
من حليب أمومتك .. يا سيدتي ؟
وقبلاتك تطرز مساحة جسدي ..
وأظافرك مغروسة
في لحم دواوين شعري !! .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي