هل بعد أن شحط الخليط نزوحا
أبيات قصيدة هل بعد أن شحط الخليط نزوحا لـ محمد سعيد الحبوبي

هل بعد أن شحط الخليط نزوحا
إذر البكا وأرى النصيح نصيحا
إن بارحتني غدوة احمالهم
تاللَه لست أبارح التبريحا
غادين زموا عيسهم وتجلدي
وطووا ضلوعي والوهاد الفيحا
طاحت حشاي ولم تكن لولا الألى
قد طوح الحادي بهم لتطيحا
ولقد تضلع كأهلي بهواهم
فمتى ترى عبء الهوى مطروحا
ما عرضوا لك بالفراق وعارضت
أظعانهم لترى الفراق صريحا
شوك القتادة أوطأوك وربما
بلغوا رضاك فانشقوك الشيحا
قد أحزنوك بحزن يعقوب فهل
من ريح يوسف انشقوك الريحا
صبغوا غداة البين شمس صبيحتي
كدراء تجنح للغروب جنوحا
الشاربين دم الدموع سوافحا
والذكر حرمه دماً مسفوحا
لولا الذين تحملت أنضاؤهم
فحسبتهن بذي الطلوح طلوحا
ما كان مشبوب الجوى متلهبا
كلا ولا مطر الشؤون سفوحا
ينهل محمراً على عرصاتهم
فتخال آماق العيون جروحا
تركوا ضناً أترى مضني بعدهم
وقروح قلبٍ لم تدع مقروحا
أترى يعود كما تقضي عهدهم
لو عاد منكسر الزجاج صحيحا
فلازفرن على رياض ديارهم
حتى يصوح نبتها تصويحا
ولأبكين على مواطن عيسهم
حتى تعود جداولاً فتسيحا
فتخال أن البحر كان بمقلتي
أو أن شئبوب الغمام دلوحا
أو أن أجفاني وأجفان العلى
يبكين في طرفان نوح نوحا
العليم العلم المقيم على التقى
أودى فحل جنادلاً وصفيحا
ما زال يجهد في العبادة نفسه
حتى ألم به الردى وأتيحا
ولقده أسود الفضا فكأنما
قد كان نوح في البسيطة يوحا
من لازم التسبيح حتى شيعت
أعواده الأملاكُ والتسبيحا
صاح النعيُّ به فقلت له اتئد
أتراك تعرف كنهه فتصيحا
صرحت في نعي الشريعة والهدى
لما هتفت بنعيه تصريحا
وتركت قلب الدين يخفق واجبا
حزناً وجفن المكرمات قريحا
لو أن غير الأرض حفرة ميت
شقوا له كبد الضراح ضريحا
فسقى ضريحك كل أوطف صيب
من كف صالح استهل سفوحا
يا أيها المولى الذي ريضت له
فرس العلى ولقد تكون جموحا
فبنوح عزيناك إلا أننا
بولائه لكم نهني نوحا
العروة الوثقى لمعتصم بها
أتنم كما نطق الكتاب صريحا
وأرى عميد الحي من عمرو العلى
أحرى وأكرم من يزداد مديحا
ما شح إن سئل النوال وربما
تلقاه إن سئل الهوان شحيحا
ويروح ركب الوفد حتى يغتدي
بفناء ساحة ربعه فيريحا
تسمو لطلعته العيون كأنه
برق سما لممحلين لموحا
أحيا المدارس والدروس كأنها
موتى ألم بها فكان مسيحا
لو قيس فيك إذا نطقت محدثاً
قس الفصاحة لا يعد فصيحا
قد كان أعطى كل معنى لفظة
أم كان أعطى كل جسم روحا
يجلو عويصة مشكل فيريكها
كصباح غرته سنا ووضوحا
عن فطنة تذكو فتوقد مندلاً
فض اللطيمة تاجرٌ لتفوحا
كتم الزمان العلم ثم أهاجه
لدروس غامض سره ليبوحا
فكانما نهجان للعلم اقتضى
درس يدرسه ووحيٌ يوحى
لا زال ربعك للبرية معقلا
أبداً وغريد المديح صدوحا
شرح ومعاني كلمات قصيدة هل بعد أن شحط الخليط نزوحا
قصيدة هل بعد أن شحط الخليط نزوحا لـ محمد سعيد الحبوبي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.
عن محمد سعيد الحبوبي
محمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي. شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً. وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.[١]
تعريف محمد سعيد الحبوبي في ويكيبيديا
السيّد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحَبّوبي (16 أبريل 1850 - 14 يونيو 1915) (4 جمادى الآخرة 1266 - 2 شعبان 1333) فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي. ولد في النجف ونشأ ودرس بها. درس الأدب على خاله عباس الأعسم، ثم رحل إلى حائل في نجد سنة 1864 مع والده للعمل ثم عاد إلى النجف سنة 1867. واصل دراسته في مدارسها الفقهية، فكوّن تكوينًا اجتهاديًا مستقلًا. زامل جمال الدين الأفغاني أربع سنوات أثناء الدّراسة. ثم تولى التدريس فصار إمامًا في الصحن الحيدري بالعتبة العلوية. كانت له مجالس أدبية ومحاضرات. اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق، وقاد جيشًا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة 1914. توفي في الناصرية ودفن في العتبة العلوية. له ديوان شعر طبع مرّات.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ محمد سعيد الحبوبي - ويكيبيديا