هل بعد خطبك أستفيق فأنشد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل بعد خطبك أستفيق فأنشد لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة هل بعد خطبك أستفيق فأنشد لـ أحمد الكاشف

هل بعد خطبِك أستفيق فأنشدُ

لأهيم وجداً أو تعود محمدُ

فارقت قومك والليالي صارمٌ

دانٍ إلى أعناقهم يتهدد

وتركتهم في الخطوة الأولى إلى

ما كنت تأمل فالقطيع مشرَّد

أين الضياء لهديهم أين الزلا

ل لريِّهم لمساقهم أين اليد

يا ويحهم والبر قفر شائك

متزلزل والبحر مرغٍ مزبد

كنت الإمام ومت مكبوداً فما

يذوي من الأحياء إلا الأكبد

ما كنت تخشى عائقاً غير الردى

لك في سبيل اللّه عما تقصد

تفتي بدافعهم إلى نفّاعهم

فتعينك الفتوى عليه وتسعد

وتكون عدتهم ليوم جهادهم

إن خانهم هذا الزمان الأنكد

وتفسر القرآن تسترعي به

أبناء دينك عصرهم وتزود

وتجادل البلغاء عنهم بينما

يخشى الجريء ويهمد المتوقد

وتروِّج اللغة الصحيحة فيهمُ

من بعد ما عشقوا الركيك فأكسدوا

وتقوم بالشورى إذا طاشت بها ال

أحلام توترها لهم وتُسدِّد

وتؤلف الكتب الثمينة للورى

تجلو قرائحهم بها وتجدد

ما كنت ترضى في الحكومة منصباً

إلا لتظهر كيف يقضي السيد

من للرئاسة والسياسة والعلى

إن كان فيها ذو التجارب يزهد

لم تعطك الألقاب إلا همة

ملء الوجود وأنعم لا تنفد

فأريت أهل الشرق أن صلاحهم

بنفوسهم لا بالملوك مؤكَّد

وأبنت للمغلوب علة عجزه

ومراس غالبه فهمّ يقلد

من بعد ما أمضى الليالي خائفاً

مترقباً أو ذا شكاة يحقد

وأضله نفرٌ يرون نجاته

في أن يسبُّوا من بغى ويعربدوا

وفَّقت بينهما فذو غرس كما

ترجو وذو رزق يطيع ويحصد

ذكروا نصيحتك التي لو صانها

زعماؤهم من قبل لم يستأسدوا

لولاك لاتَّبعوا العناد فقاتلوا

واستهدفوا أو أذعنوا فاستعبدوا

فلو احتذى منهم مثالَك خمسةٌ

عاد الفخار إليهمُ والسؤدد

يتطلب الدستورَ أقوامٌ ولو

وليت حكم شعوب قيصر أخلدوا

وغداً يود غلاته وحماته

لو أطلقوا لك أمرهم وتقيدوا

وقضيت فيهم مستبداً عادلاً

فجمعت شملهم وأنت المفرد

وكسبت ما لا يكسبنَّ متوَّجٌ

صعب الشكيمة بالجيوش مؤيد

ولقد تغالى الناس في الشهوات لا

يعنيهمُ في الكون إلا العسجد

رانت على ألبابهم شبهاتهم

في الدين فاتهموا اليقين وفنّدوا

وتوهموه مُقعِداً للناس عن

علم وعن مدنية وتشددوا

وجروا سراعاً في فسيح ظنونهم

وشكوكهم متخبطين فألحدوا

حتى إذا بلغوا المدى جادلتهم

فأعدتهم مستسلمين فوحدوا

هل بعد ما حكَّمت عقلك فيهم

يبقى من العقلاء من يتردد

أنصفت حتى ما يُسِرُّ لمسلمٍ

متنصرٌ حقداً ولا متهود

ما قمت بالإصلاح إلا بعد ما

قدَّرت قوة من يكيد ويفسد

وجعلت عفوك عن عداتك سنة

للقادرين بها إليهم تعهد

ما الحرب تقتيل العدى لكنها

نزع الحكيم من الورى ما عودوا

ما أنت في الهيجاء خصماً فاتكاً

تسقي المنية كل من يتمرد

ما عذر ذي الثقة الكبيرة نفسه

إن لم يجد عذراً لديه الحُسَّد

وبأي طب يستطاع علاج من

يستنكر البرهان وهو مجسد

ويرى التنقل في الممالك بدعة

حين ارتحالك ناقداً تتفقد

من بات غيرك والخطوب محيطة

بالمغرب الأقصى رقيباً يرصد

لو طال عمرك حقبة وصنعت ما

أزمعت صنت ولاية تتبدد

أتهمُّ بالأعباء عنهم ثم لا

يرضيهمُ إلا الخمول المقعد

ماذا يضرك إن أبيت النفع لو

حجبتك دار عنهم أو مسجد

ما كان يبرد غلهم يا سيفهم

حتى تبيت وأنت فيهم مغمد

ونطقت بالشعر الصراح مودعاً

فتركته وهو الأجل الأمجد

أيضيعه أحد وتلك وصية

لذويه بالحق الذي لا يجحد

هذي حياة الجد في القوم الأُلَى

هزلوا وجد سواهمُ يتصيد

يا مكبرين محمداً سيروا على

آثاره إن الطريق ممهد

اليوم يجلو الشعر عبرة أمسكم

فاستجمعوا لغد يكن لكم الغد

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل بعد خطبك أستفيق فأنشد

قصيدة هل بعد خطبك أستفيق فأنشد لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي