هل تحت ليلك بالغضا من رائد
أبيات قصيدة هل تحت ليلك بالغضا من رائد لـ مهيار الديلمي
هل تحت ليلك بالغضا من رائدِ
يقتاف آثارَ الصباحِ الشاردِ
هيهات تلك نَشيدةٌ ممطولةٌ
عند الغرام على المحبِّ الناشدِ
وكفاك عجزاً من شجيٍّ ساهرٍ
يرجُو الرِّفادةَ من خليٍّ راقدِ
يا إِخوةَ الرجلِ الغنيِّ أصابَ ما
يبغِي وأعداءَ المُقلِّ الفاقدِ
صاحبتُ بعدكم النجومَ فكلُّكم
إِلبٌ عليّ وكلهن مساعدي
فإذا ركدن فمن تحيُّرِ أدمعي
وإذا خفقن فمن نُبُوِّ وسائدي
دُلُّوا عليَّ النومَ إن طريقَهُ
مسدودةٌ بعواذلي وعوائدي
وعلى الثنيَّةِ باللوى متطلِّعٌ
طِلْعِي بمَربأة الرقيب الراصدِ
يَقِظٌ إذا خاف الرقيبَ تخطَّأتْ
عيناه عن قلبٍ مُريدٍ عامدِ
متجاهلٌ ما حالُ قلبي بعدَه
جهلَ العليم وغائبٌ كالشاهدِ
وإلى جَنوب البانِ كلّ مُضِرَّةٍ
بالبان بين موائسٍ وموائدِ
يمشين مشي مَها الجِواءِ تخلَّلتْ
عنهنّ غيطانَ النقا المتقاودِ
متقلداتٍ بالعيون صلائفاً
وطُلىً ولم يَحمِلنَ ثِقلَ قلائدِ
نافثتهنّ السحرَ يوم سويقةٍ
فإذا مَكايدهنّ فوق مَكايدي
كنتُ القنيصَ بما نصبتُ ولم أخلْ
أن الحبالة عُقلةٌ للصائدِ
أنكرتُ حلمي يومَ بُرقَةِ عاقلٍ
وعرفتُه يوم اللقاءِ بغامدِ
وجعلتُ سمعي من نبال عواذلي
غرضَ الغرورِ لكلِّ سهم قاصدِ
القلبُ قلبُكَ فامض حيث مضى الهوى
بك من مضلٍّ سعيُهُ أو راشدِ
ما دام يدعوك الحسانُ فتىً وما
دام الذوائبُ في قِرابِ الغامدِ
فوَراء يومك من صِباك ضُحَى غدٍ
وعدٌ يسوءُك منه صدقُ الواعدِ
ولقد سريتَ بليلهِ وبصبحهِ
فَحَماً وفي لَهَبِ البياض الواقدِ
فإذا المشيبُ مع الإضاءة حيرةٌ
وإذا الشبابُ أخو المضلّ الواجدِ
ومطيّةٍ للّهوِ عزَّ فَقارُها
وصليفُها عن راكبٍ أو قائدِ
مما احتمَى من رحله بِقماصهِ
ومن الخِشاش بأنفهِ المتصايدِ
أعيا على ركب الصَّبا أن يظفروا
بمَغالقٍ من غَرْزِها ومَعاقد
قد رُضْتُها فركبتُ منها طَيِّعاً
ينصاعُ بين مَراسني ومَقاودي
وأخٍ رفعتُ له بحيَّ على السُّرى
والنجمُ يسبحُ في غديرٍ راكدِ
فوعى فهبّ يحلّ خيط جفونه
بالكُرهِ من كفّ النعاس العاقد
غيران قام على الخِطار مساعداً
نصرَ الحسامِ رفدتهُ بالساعدِ
حتى رجمتُ الليلَ منه بكوكبٍ
فتقَ الدجَى وأضاء وجهَ مَقاصدي
فرديْنِ سَومَ الفرقدين تمايلاً
مستأمنيْن على طريق واحدِ
ومحجَّبٍ تدع الفرائصَ هيبةً
أبوابُه من خافقٍ أو راعدِ
تتسابقُ الجَبَهاتُ دون سريرِهِ
للفوزِ بين معفِّر أو ساجدِ
لا تطمعُ الأقدارُ لي استنزاله
بضعائفٍ منها ولا بجلائدِ
أذِنَتْ عليه وسائلي وترفَّعتْ
أستارُه لمَقاصدي وقصائدي
وبعثتُ غُرَّ قلائدي ففتحنَ لي
أبوابَه فكأنهنّ مَقالدي
كعمانَ أو مَلِكٍ عُمانٌ دارُهُ
ثاني النوالِ على المَدى المتباعدِ
رانٍ عليّ على ارتفاع سمائه
بَرٍّ بوفدِ مدائحي ومَحامدي
بعثتْ بصيرتُه نَفَاقي عندَهُ
والشعرُ يُبْضَعُ في أوانٍ كاسدِ
وقضَى على أني الوحيدُ بعلمهِ
فكفَى بذلك أنه من شاهدي
سبق الملوكَ فبذَّهم متمهلاً
جاروا ومرَّ على الطريق القاصدِ
ومضَى على غُلوَائهِ متسنِّماً
لم تَرتفِقْ مَسعاتُه بمُعاضدِ
طيّان لم يقضِ البوازلَ قبلَه
جَذَعٌ ولم يُطِل القيامَ بقاعدِ
نَسَبَ السماءَ يريد أين فخارُها
منه فباهلَها بفخرٍ زائدِ
وسما يماجدُ قومَه بنجومها
فثَنَى ولم يظفَرْ بنجمٍ ماجدِ
غرسَ المعاليَ مُكرَمٌ في تربها
فجنت حلاوةَ كلّ عيشٍ باردِ
حَجْراً على الأقدارِ فيما نفَّذَتْ
أحكامَها من صادرٍ أو واردِ
لن تعدَم الآفاقُ نجماً طالعاً
منها ينوّر إثر نجمٍ خامدِ
فالسيفُ منهم في يمين المنتضِي
كالسيف منهم في يمين الغامدِ
هم ما هُمُ وتفرّقت آياتُهم
في المجد ثم تجمَّعتْ في واحدِ
أحيت لهم أيامُ محيي الأمّةِ ال
عافِي وهبَّتْ بالرَّقودِ الهاجدِ
وتسنَّمَتْ دَرَجَ السماء بذِكرهم
أيامُ آثارٍ لهم ومَشاهدِ
وإلى يمين الدولة افتقرت يدٌ
في الملك لم تُعضَدْ سواه بعاضدِ
نظمَ السياسةَ مالكٌ أطرافَها
لم تستعِنْ عَزَماتهُ بمُرافِدِ
وأقامَ ميلَ الدولتينِ مؤدِّبٌ
بِثقافه خَطَلَ الزمانِ المائدِ
سبقَ الرجالَ بسعيه وبقومه
والمجدُ بين مَكاسبٍ ومَوالدِ
جَرت البحارُ فما وفت بيمينه
فكأنَّ ذائبَها يُمَدُّ بجامدِ
ضنَّتْ بجوهرها وما في حِرْزِها
من مُنفساتِ ذخائرٍ وفوائدِ
فاستخرجتْها كفُّه وسيوفُه
فسخَتْ بها لمؤمِّلٍ ولرافدِ
نامَ الرعاةُ عن البلادِ وأهلِها
عجزاً وعيناه شِهابَا واقدِ
وحَمَى جوانبَ سَرحهِ متنصِّفٌ
للشاء من ذئب الغضا المستاسِدِ
وإذا الأسودُ شممن ريحَ عرينه
كانت صوارمُه عِصيَّ الذائد
ما بين سَرْبُزَةٍ إلى ما يَستقي
وادي الأُبُلَّةِ هابطاً من صاعدِ
يقظانُ يضرب وهو غيرُ مبارِزٍ
عزماً ويطعن وهو غير مُطارِدِ
كفٌّ له تَحمِي وسيفٌ يُنتضَى
ولحاظُ راعٍ للرعيّةِ راصدِ
وإذا بغَى باغٍ فباتَ يرومُه
باتت صوارمُه بغيرِ مَغامد
ومطوِّحٍ ركِبَ الخِطار فردَّه
أعمى تحيَّر ماله من قائدِ
كفَّ الرَّعاعَ وجاء يطلبُ حاجةً
عسراءَ في كفِّ الهمامِ اللابد
يَرمي الكواكبَ وهي سعدٌ كلُّها
بمَناحسٍ من جَدّه ومَناكدِ
جُنَّتْ به الأطماعُ فاستغُوِي بها
يصبو إلى شيطانها المتماردِ
خُبِّرتُهُ يبغِي عُمانَ وأهلَها
فعرفت مَصدرَه بجهل الواردِ
لم يُنجِه والموتُ في حَيزومِهِ
ما ضمَّ من حَفْلٍ له ومَحاشدِ
جمحَتْ به غرّارةٌ من حَيْنه
قذفته في لَهَواتِ صِلٍّ زاردِ
نُسِفَتْ بأطراف الرماحِ جنودُهُ
طَوْحَ السنابلِ عن شفارِ الحاصدِ
من راكبٌ وفؤادهُ من صخرةٍ
جَوفاءَ أمَّ فواقِرٍ وأوابِد
حدباءَ تسلك من عثار طريقها
حُدْباً ذواتِ نواقصٍ وزوائدِ
فتظلّ طوراً في عنانِ سمائها
صُعُداً وطوراً في الحضيضِ الهامدِ
تختبُّ قامصةً ولم تطأ الثرى
وتظلُّ لا في سبسبٍ وفدافدِ
يظمَا بها الركبانُ وهي سوابحٌ
في غامرٍ تيّارُه متراكدِ
شنعاءَ لو طَرَقَ الخَيالُ بمثلها
عيني لما أطبقتُ مقلةَ راقدِ
بلِّغْ وليتَ رسائلي تقتصّها
شفتي وغائبِيَ المؤخَّرَ شاهدي
أو ليت قلبي كان قلبَك أصمَعاً
في أضلعٍ صُمِّ العظامِ أجالدِ
فأخوضَ بحراً من حميمٍ آجنٍ
يُفضِي إلى البحرِ الزُّلالِ الباردِ
قلْ إن وصلتَ لناصر الدين استمع
فِقَراً تُجمِّعُ كلَّ أنسٍ شاردِ
يا خيرَ من حَمَلتْ ظهورُ صواهلٍ
في المُلك أو ضمَّتْ صدور وسائدِ
وتعصّبَتْ بالنور فوق جبينه
عَذَبُ اللواء تَحُفُّ تاجَ العاقدِ
أنا عبدُ نعمتك التي شُكِرَتْ إذا
ما نعمةٌ نيطت بآخرَ جاحدِ
أغنيتني عن كلّ مذمومِ الجَدَا
ألقاه مضْطَرَّاً بوجهٍ حامدِ
ونفضتَ عن ظَهرِي بفضلك ثِقل ما
أوعيتُ من نُوبٍ عليّ شدائدِ
كان الزمانُ يُسرُّ لي ضِغْناً فقد
أصلحتَ لي قلبَ الزمان الفاسد
وحفِظتَ فيّ تكرُّماً وتفضُّلاً
ما أذكَرتْكَ قدائمي وتلائدي
ذِمَمٌ لو اعتَصَمَ العُداةُ بمثلها
عقدوا بهنّ لديك خيرَ مَعاقدِ
ومن الذي يُرعَى سواك لنازح
عن لحظه نائى المحلّ مُباعدِ
متناقِص الخطواتِ عنك ذكرتَهُ
في سَكرةِ المُلكِ العظيم الزائدِ
أوليتَني في ابني ونفسي خيرَ ما
أوليتَ في ولدٍ شفاعةَ والدِ
فلذاك كرَّ على مشقّةِ طُرقهِ
وكررتُ أطلبُ من نداك عوائدي
تُعطي المنى ونعود نسألُ ثانياً
فتعود حبّاً للسماح العائدِ
وتموتُ حاجتنا وينفَدُ فقرُنا
وسؤالنا ونداك ليس بنافدِ
فاحكم بسنَّتك التي شَرَعَ الندى
لك شرعَها حُكمَ القديرِ الواحد
كَفِّلْ علاك بحاجتي واكفف يدي
عن كلّ جَعد الكف جَعد الساعدِ
فالناسُ غيرَك من تضيق مَجَالتي
فيه وتُقتل بالمِطالِ مَواعدي
صنْ عنهُمُ شَفَتي ودعني واحداً
في الدهر أشرب من قلَيبٍ واحدِ
حاشا لمجدك أن تُسدَّدَ خَلَّتي
بمُشارِك لك فيّ أو بمساعدِ
وانصِتْ لها غُرراً لمدحك وحده
يُنظمنَ بين قلائدٍ وفرائدِ
من كلّ مخلوعٍ لصادقِ حسنها
فيها عذارُ العابدين لعابدِ
عذراءَ مفضوضٍ لديك ختامُها
ما كلُّ عذراءٍ تُزَفُّ بناهدِ
تجلو عليك بيوتُها ما أُنشِدت
حوراء ذات وشائح وقلائدِ
كعقيلة الحيّ الحُلولِ تمشَّت ال
خُيَلاءَ بين وصائفٍ وولائدِ
مما سبقتُ بخاطري أمَّاتِها
وحويتُهُ برقايَ أو بمَكايدي
خضعَ الكلامُ لمعجِزِي في نظمِها
فعنا لها من راكعٍ أو ساجدِ
قد آمنَ الشعراءُ بعد فسوقهم
بدلائلي في فضلها وشواهدي
وأطاع كلُّ منافق إن سَرّه
أو ساءه وأقرَّ كلُّ معاندِ
فاعطفْ لمهديها وحاملِ تربِها
واحملْ له حقَّ السفير الرائدِ
وارددْهُ عن عَجَلٍ كما عوَّدتَه
برواجعٍ من نعمتيك ردائدِ
واشددْ يداً بالخافقين مملكاً
عنقيهما من أتهُمٍ ونجائدِ
في دولةٍ أختِ السعودِ وعزّةٍ
أمِّ النجوم وعمرِ ملكٍ خالدِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة هل تحت ليلك بالغضا من رائد
قصيدة هل تحت ليلك بالغضا من رائد لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها مائة و ستة عشر.
عن مهيار الديلمي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]
تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا
أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مهيار الديلمي - ويكيبيديا