هل عند طرفي والفؤاد المدنف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل عند طرفي والفؤاد المدنف لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة هل عند طرفي والفؤاد المدنف لـ شرف الدين الحلي

هل عند طرفي والفؤاد المدنف

غير الدموع وأنة المتأسف

فعلام يخدعني الزمان وقلّما

تأتي حوادثه بمن لا أعرف

أأكون قد مارست غدر طباعه

وأسومه من بعد ذلك أن يَفِي

يا لِلرجال لنكبة لم ألقها

إلا بِجُنَّة خاضع متخوف

شنت على أبناء يوسف غارة

كست الضحى ثوب الزمان المسدف

أطوادُ عزٍّ حطّ من هضباتها

ما انهدّ من طود الفخار المشرف

ملك رمته النائبات فأثبتت

سهم الردى في مقتل الملك الخفي

فالويل للمُهْجات إن هي لم تذب

حرقاً وللعبرات إن لم تُذْرَف

أذكى مصاب محمد في أضلعي

ناراً بوابل أدمعي لا تنطفي

فالصبر يخذلني وينصر لوعتي

دمع إذا استصرخت لم يتوقف

أين الذي ما زال يورد سمره

من نهر كل مُدَرَّع ومزَغَّف

وجدت لمصرعه السماء فراعني

خفقان قلب البارق المتخطف

والبدر ليلة تِمِّه لو لم يكن

مستيقناً بوفاته لم يخسف

فعلام زهر ظلامها لم تنكدر

حزناً وشمس نهارها لم تكسف

والأرض قد دكّت قواعد طودها

بيد المنون فمالها لم ترجف

يا راكباً يطوي به عرض الفلا

والبيد عزمٌ كالحسام المرهف

شارفْ دمشق إذا دنا بك شارِفٌ

عوْدٌ كعُود النبعة المتعطف

واعلم بأنك خير مأمون إذا

أعلنت بالشرفين نعي الأشرف

وإذا لقيت موالياً ومداجياً

يُشْفي على تلف وآخر يشتفي

فاعقر بجامعها وباب بريدها

قُلُص الدموع وعز رمة يوسف

وقل السلام على ضريحك إنه

لحجيجٍ وفد الحمد أكرم موقف

يا ناصر الدين الحنيف وكاشفاً

كرباً بغير ظباه لم تتكشف

أعلمت رُزْء محمد لما سرى

بِنَعْيِّهِ ركبُ الحِمام الموجف

عصفت به ريح المنون فأسقطت

ملآن من غصن الشباب الأهيف

ولقد أَسِيتُ عليه لو نفع الأسى

وأَسِفْت لو نقع الغليل تأسفي

يا طول أشواقي إليه وحرقتي

أبداً عليه ويا دوام تلهفي

أبكي عليه بكاء عبدٍ لم يشب

يوماً خلائق وده بتكلُّف

أياب لم يثْلِم غروب مهند

عضب ولم يحْطِم كعوب مثقف

والخيل تمرح في الطوائل لم تثر

نقعاً كمعتكر الظلام المغدف

والمرهفات البيض في أجفانها

لم تشتهر والسمر لم تتقصف

فبكاه منبجس الرِّكام بأدمع

يسفحن من جفن الغمام الأَوْطَف

كمواهب الغازي الغياث إذا اعترت

سنوات مَحْل أو تعرض معتفي

ملك له الغزوات ليس بِمُنْكَرٍ

ذلّ الصليب بها وعزّ المصحف

وعزائم يوم الوغى نيرانها

تذكو على عذب اللواء المشرف

وأسنة ترد الدماء كأنها

حبب يجول على الشمول القرقف

أأبا المظفر لا سعى في شملكم

صرف الردى من بعدها بتصرف

صبراً على نكد الزمان فلم تزل

توليه حين يطيش حلم الأحنف

واسلم غياث الدين غير محاذر

في الملك بطش الحادث المتغطرف

لا راعكم صَرف الزمان بمثلها

أبداً ولا لاقاكم بتخوف

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل عند طرفي والفؤاد المدنف

قصيدة هل عند طرفي والفؤاد المدنف لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي