هل غير بابك للغريب مؤمل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل غير بابك للغريب مؤمل لـ ابن خلدون

اقتباس من قصيدة هل غير بابك للغريب مؤمل لـ ابن خلدون

هل غير بابك للغريب مؤمل

أو عن جنابك للأماني معدل

هي همة بعثت إليك على النوى

عزماً كما شحذ الحسام الصيقل

متبوأ الدنيا ومنتجع المنى

والغيث حيث العارض المتهلل

حيث القصور الزاهرات منيفة

تعنى بها زهر النجوم وتحفل

حيث الخيام البيض يرفع للعلا

والمكرمات طرافها المتهدل

حيث الحمى للعز في ساحاته

ظل أفاءته الوشيج الذبل

حيت الكرام ينوب عن نار القرى

عرف الكباء بحيهم والمندل

حيث الرماح يكاد يورق عودها

مما تعل من الدماء وتنهل

حيث الجياد أملهن بنو الوغى

مما أطالوا في المغار وأوغلوا

حيث الوجوه الغر قنعها الحيا

والبشر في صفحاتها يتهلل

حيث الملوك الصيد والنفر الألى

عز الجوار لديهم والمنزل

من شيعة المهدي بل من شيع

ة التوحيد به الكتاب يفصل

بل شيعة الرحمن ألقى حبهم

في خلقه فسموا بذاك وفضلوا

شادوا على التقوى مباني عزهم

لله ما شادوا بذاك وأثلوا

قوم أبو حفص أب لهم وما

أدراك والفاروق جد أول

نسب كما اطردت أنابيب القنا

وأتى على تقويمهن معدل

سام على هام الزمان كأنه

للفخر تاج بالبدور مكلل

فضل الأنام حديثهم وقديمهم

ولأنت إن فضلوا أعز وأفضل

وبنوا على قلل النجوم ووطدوا

وبناؤك العالي أشد وأطول

ولقد أقول لخائض بحر الفلا

والليل مزبد الجوانب أليل

ماض علىغول الدجى لا يتقي

تيهاً وذابله ذبال مشعل

متقلب فوق الرحال كأنه

طيف بأطراف المهاد موكل

يبغي منال الفوز من طرق الغنى

ويرود خصبها الذي لا يمحل

أرح الركاب فقد ظفرت بواهب

يعطي عطاء المنعمين فيجزل

لله من خلق كريم في الندى

كالروض حياه ندى مخضل

هذا أمير المؤمنين إمامنا

في الدين والدنيا إليه الموئل

هذا أبو العباس خير خليفة

شهدت له الشيم التي لا تجهل

مستنصر بالله في قهر العدا

وعلى إعانة ربه متوكل

سبق الملوك إلى العلا متمهلا

لله منك السابق المتمهل

فلأنت أعلى المالكين وإن غدوا

يتسابقون إلى العلاء وأكمل

قايس قديماً منكم بقديمهم

فالأمر فيه واضح لا يجهل

دانوا لقومكم بأقوم طاعة

هي عروة الدين التي لا تفصل

سائل تلمساناً بها وزناتة

ومرين قبلهم كما قد ينقل

وأسأل بأندلس مدائن ملكها

تخبرك حين استيأسوا واستوهلوا

واسأل بذا مراكشاً وقصورها

ولقد تجيب رسومها من يسأل

يا أيها الملك الذي في نعته

ملء القلوب وفوق ما يتمثل

لله منك مؤيد عزماته

تمضي كما يمضي القضاء المرسل

جئت الزمان بحيث أعضل خطبه

فافتر عنه وهو أكلح أعصل

والشمل من أبنائه متصدع

وحمى خلافته مضاع مهمل

والخلق قد صرفوا إليك قلوبهم

ورجوا صلاح الحال منك وأملوا

فعجلته لما انتدبت لأمره

بالبأس والعزم الذي لا يمهل

ذللت منه جامحاً لا ينثني

سهلت وعراً كاد لا يتسهل

وألنت من شرس العتاة وذدتهم

عن ذلك الحرك الذي قد حللوا

كانت لصولة صولة ولقومه

يعدوا ذؤيب بها وتسطو المعقل

ومهلهل تسدي وتلحم في التي

ما أحكموها بعد ففي مهلهل

عجب الأنام لشأنهم بادون قد

قذفت بحيهم المطي الذلل

رفعوا القباب على العماد وعندها

الجرد السلاهب والرماح العسل

في كل ظامي الترب متقد الحصى

تهوي للجته الظماء فتنهل

جن شرابهم السراب ورزقهم

رمح يروح به الكمي ومنصل

حي حلول بالعراء ودونهم

قذف النوى إن يظعنوا أو يقبلوا

كانوا يروعون الملوك بما بدوا

وغدت ترفه بالنعيم وتخضل

فبدوت لا تلوي على دعة ولا

تأوي إلى ظلل القصور تهدل

طوراً يصافحك الهجير وتارة

فيه بخفاق البنود تظلل

وإذا تعاطي ضمراً يوم الوغى

كأس النجيع فبالصهيل تعلل

مخشوشنا في العز معتملاً له

في مثل هذا يحسن المستعمل

تفري حشا البيداء لا يسري بها

ركب ولا يهوي إليها جحفل

وتجر أذيال الكتائب فوقها

تختال في السمر الطوال وترفل

ترميهم منهما بكل مدجج

شاكي السلاح إذا استعار الأعزل

وبكل أسمر غصنه متأود

وبكل أبيض شطه متهدل

حتى تفرق ذلك الجمع الألى

عصفت بهم ريح الجلاد فزلولوا

ثم استملتهم بأنعمك التي

خضعوا لعزك بعدها وتذللوا

ونزعت من أهل الجريد غواية

كانت بهم أبداً تجد وتهزل

خربت من بنيانها ما شيدوا

وقطعت من أسبابها ما أصلوا

ونظمت من أمصاره وثغوره

للملك عقداً بالفتوح يفصل

فسددت مطلع النفاق وأنت لا

تنبو ظباك ولا العزيمة تنكل

بشكيمة مرهوبة وسياسة

تجري كما يجري فرات سلسل

عذب الزمان لها ولذ مذاقه

من بعد ما قد مر منه الحنظل

فضوى الأنام لعز أروع مالك

سهل الخليقة ماجد متفضل

وتطابقت فيك القلوب على الرضى

سيان منها الطفل والمتكهل

يا مالكاً وسع الزمان وأهله

دعة وأمناً فوق ما قد أملوا

فالأرض لا يخشى بها غول ولا

يعدو بساحتها الهزبر المشبل

والسفر يجتابون كل تنوفة

سرب القطا ما راعهن الأجدل

سبحان من بعلاك قد أحيا المنى

وأعاد حلي الجيد وهو معطل

سبحان من بهداك أوضح للورى

قصد السبيل فأبصر المتأمل

فكأنما الدنيا عروس تجتلى

فتميس في حلل الجمال وترفل

وكأن مطبقة البلاد بعدله

عادت فسيحاً ليس فيه مجهل

وكأن أنوار الكواكب ضوعفت

من نور غرته التي هي أجمل

وكأنما رفع الحجاب لناظر

فرأى الحقيقة في الذي يتخيل

مولاي غاضت فكرتي وتبلدت

مني الطباع فكل شيء مشكل

تسمو إلى درك الحقائق همتي

فأصد عن إدراكهن وأعزل

وأجد ليلي في امتراء قريحتي

وتعود غوراً بينما تسترسل

فأبيت يعتلج الكلام بخاطري

والنظم يشرد والقوافي تجفل

من بعد حول أنتقيه ولم يكن

في الشعر حولي يعاب ويهمل

فأصونه عن أهله متوارياً

أن لا يضمهم وشعري محفل

وهي البضاعة في القبول نفاقها

سيان فيها الفحل والمتطفل

وبنات فكري إن أتتك كليلة

مرهاء تخطر في القصور وتخطل

فلها الفخار إذا منحت قبولها

وأنا على ذاك البليغ المقول

وإليك من سير الزمان وأهله

عبراً يدين بفضلها من يعدل

صحفاً تترجم عن أحاديث الألى

غبروا فتجمل عنهم وتفصل

تبدي التبابع والعمالق سرها

وثمود قبلهم وعاد الأول

والقائمون بملة الإسلام من

مضر وبربرهم إذا ما حصلوا

لخصت كتب الأولين لجمعها

وأتيت أولها بما قد أغفلوا

وألنت حوشي الكلام كأنما

شرد اللغات بها لنطقي ذلل

أهديت منه إلى علاك جواهراً

مكنونة وكواكباً لا تأفل

وجملته لصوان ملكك مفخرا

يبأى الندي به ويزهو المحفل

والله ما أسرفت فيما قلته

شيئاً ولا الاسراف مما يجمل

ولأنت أرسخ في المعارف رتبة

من أن يموه عنده متطفل

فملاك كل فضيلة وحقيقة

بيديك تعرف وضعها إن بدلوا

والحق عندك في الأمور مقدم

أبداً فماذا يدعيه المبطل

والله أعطاك التي لا فوقها

فاحكم بما ترضى فأنت الأعدل

أبقاك ربك للعباد تربهم

فالله يخلقهم ورعيك يكفل

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل غير بابك للغريب مؤمل

قصيدة هل غير بابك للغريب مؤمل لـ ابن خلدون وعدد أبياتها مائة و واحد.

عن ابن خلدون

عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر. الفيلسوف المؤرخ، العالم الاجتماعي البحاثة، أصله من إشبيلية، ومولده ومنشأه بتونس، رحل إلى فارس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً، واعترضته دسائس ووشايات، وعاد إلى تونس، ثم توجه إلى مصر فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، وولي فيها قضاء المالكية، ولم يتزين بزي القضاة محتفظاً بزي بلاده، وعزل، وأعيد، وتوفي فجأة في القاهرة. كان فصيحاً، جميل الصورة، عاقلاً، صادق اللهجة، عزوفاً عن الضيم، طامحاً للمراتب العالية، ولما رحل إلى الأندلس اهتز له سلطانها، وأركب خاصته لتلقيه، وأجلسه في مجلسه. اشتهر بكتابه (العبر وديوان المبتدأ والخبر) مجلدات، أولها (المقدمة) وهي تعد من أصول علم الاجتماع، ترجمت هي وأجزاء منه إلى الفرنسية وغيرها، وختم (العبر) بفصل عنوانه (التعريف بابن خلدون) ذكر فيه نسبه وسيرته وما يتصل به من أحداث زمنه، ثم أفرد هذا الفصل، فتبسط فيه، وجعله ذيلاً للعبر، وسماه (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً -ط) وله شعر. ومن كتبه: (شرح البردة) ، وكتاب في (الحساب) ، ورسالة في (المنطق) ، و (شفاء السائل لتهذيب المسائل-ط) .[١]

تعريف ابن خلدون في ويكيبيديا

أَبُو زَيْدٍ وَلِيُّ الدِّيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَٰنِ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الحَسَن بن مُحَمَّد بن جَابِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيْم بن عَبْدِ الرَّحْمَٰنِ بن خَلْدُوْن الْحَضْرَمِيُّ الإِشْبِيْلِيُّ الشهير اختصاراً بِـ«ابن خَلْدُون»: عالمٌ من علماء العرب والإسلام برع في علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والتخطيط العمراني والتاريخ بنى رؤيته الخاصة في قراءة التاريخ وذلك بتجريده من الخرافات والروايات التي لا تتفق والمنطق؛ ليكون أوّل من طبق المنهج العلمي على الظواهر الاجتماعية. امتهن الكتابة في ديوان الرسائل في شبابه وأصبح رسولاً بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس قبل أن يهاجر إلى مصر ويُقلد قضاء المالكية على يد السلطان الظاهر سيف الدين برقوق؛ ترك مُراسلة الملوك وانصرف للدراسة والتصنيف وألّف عديد الكُتب كان من أهمها كتاب «العبر وديوان المُبتدأ والخبر في أيام العَرب والعَجم والبَربر وَمَن عاصَرَهُم من ذَوي السُلطان الأكبر» والذي عُرف اختصارًا بـ«تاريخ ابن خلدون». ومقدمة هذا الكتاب الشهيرة بـ«مقدمة ابن خلدون» والتي تعد كتاباً بذاتها. وُلد ابن خلدون في تونس زمن الدوّلة الحفصية، وقضى بها طفولته قبل أن يبدأ تنقله بين المُدن في المغرب العربي وبلاد الأندلس واعتكف وهو بالمغرب للدراسة، وأنهى مقدمته الشهيرة قبل هجرته إلى مصر ومنها توجّهَ لأداء فريضة الحج. دخل وسيطاً لحقن الدماء بين أهالي دمشق وجيوش تيمورلنك فكان ضمن القضاة المُرافقين للسطان المملوكي الناصر زين الدين فرج. في دمشق نزل بالمدرسة العادلية وأقام بها حتّى أتمّ مهمته. فيما عدا هاتين الرحلتين لم ينقطع عن مصر وكان مُعلماً في إحدى مدارس المالكية بالقاهرة وهي المدرسة القمحية، وكذلك في المدرسة الظاهرية البرقوقية عقب تأسيسها. خلال دراسته لأحوال الشعوب والمجتمعات اكتشف ابن خلدون علم العمران البشري وهو مُلخص حياة الدوّل وما تصل إليه من ازدهارٍ ثم اضمحلالٍ، ويهدف هذا العلم لدراسة أحوال الناس في أوضاعهم المعيشية والسياسية والدينية والاجتماعية وفق رؤيةٍ علميةٍ وتأريخ صحيح للمجتمعات من خلال إبعاد التأثيرات الخارجية لآراء المؤرخين الشخصية. لمؤلفات ابن خلدون أثرٌ كبير في الفكر العالمي إذ يُعدُّ أول من درس نشوء وتفكك الدوّل وفق رؤيةٍ كاملة شملت النُظم السياسية والاجتماعية والسياسات الاقتصادية والنقدية إضافة لمستوى التقدم في العُمران المدني، هذه الأفكار جعلت منه شخصيةً مركزيةً في الدراسات المعاصرة له قبل انهيار الحضارة الإسلامية، وشكّل عند العجم منارةً علميةً في العلوم السياسية والاقتصاد فدُرست مؤلفاته وتُرجمت إلى عدّة لغات، وأولُ هذه الدراسات كانت على يد جاكوب خوليو الذي تتبع فكر ابن خلدون وألّف كتابه المعنون رحلات ابن خلدون عام 1636. تُرجم الكتاب إلى اللغات اللاتينية والفرنسية واليونانية. يُعدُّ ابن خلدون أوّل عالمٍ دوّن سيرته الشخصية كاملةً حيث اشتملت أجزاء تاريخه -مؤلفه الأكبر- على تفاصيل حياته كلِّها، وما عاناه أثناء ولادة وموت الممالك في المغرب العربي إضافةً لما رآه أثناء الإقامة في مصر ووساطته مع تيمورلنك ورحلته لأداء فريضة الحج.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن خلدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي