هل لقتيل على اللوى ثائر
أبيات قصيدة هل لقتيل على اللوى ثائر لـ مهيار الديلمي
هل لقتيلٍ على اللوى ثائرْ
أم هل لليلِ المحبِّ من آخرْ
أم الفتَى جائدٌ بمهجته
على بخيلٍ بقوله غادرْ
خاطرَ في حبّ ظالمٍ لم تجزْ
قطُّ له رحمةٌ على خاطرْ
يحسب كلَّ الأبدان يومَ مِنىً
بُدْنَ الهدايا تحِلُّ للعاقرْ
له من القتل باعثٌ لا يُقا
ويه من الحزم والتقَى زاجرْ
إذا كريمٌ عفا لقدرته
أغراه بالشرّ أنّه قادرْ
يحصِب وادي الجمارِ يستغفر ال
له ومَن للدماء بالغافرْ
كلُّ حصاة بتراء تُنبَذ بال
وادي حسامٌ من كفّه باترْ
رامٍ بسبعٍ إذا رأى كبِداً
قرطسَ من واحدٍ إلى العاشِرْ
عزَّ قبيلي وخانني وأنا ال
مظلومُ في حبه بلا ناصرْ
لو كان في بابلٍ رُضاباً وأل
حاظاً لقلتُ الخمَّارُ والساحرْ
تاجرْ هواه وثِقْ بذمّته
تكن شريكَ المقمورِ لا القامرْ
يلقاك من قدّه وإمرته
يوم التقاضي بالعادل الجائرْ
يا قلبُ صبراً عساك حين حُرم
تَ الوصلَ تُعطَى مَثوبةَ الصابرْ
ولا تُسَمِّ الهجر الملال وعِشْ
بالفرق بين الملولِ والهاجرْ
حَجْرٌ عليك الإطرابُ بعدَ ليا
ليك اللواتي انطوت على حاجِرْ
ذلك عهدٌ ناسِي بشاشتِهِ
أسعدُ حظّاً به من الذاكرْ
كم عثرةٍ بين زمزمٍ لك وال
مشعرِ لا يستقيلُها العاثرْ
أفسدتَ فيها فريضة الحجّ بال
ذُلِّ لغير المهيمن القاهرْ
قلبُك فيها على التنسُّك مع
قودٌ وللفتك فعلُك الظاهرْ
فأنت بين الإحرام والحبِّ لل
أصنامِ لا مؤمنٌ ولا كافرْ
تخضَعُ منها لصورةٍ فُطِرتْ
ويَخضَعُ المخبِتونَ للفاطرْ
حسْبك كان الشبابُ يستر من
نفسِك ما الشِّيب ليس بالساترْ
قد آن أن ينفعَ الملامُ وأن
تلزَمَ في العدل طاعة الآمرْ
طارت بعزماتك المُضلّة من
شيبك هذا عُقابُه الكاسِرْ
غاب الشباب المغري وقد حضرَ ال
شَيبُ نذيراً والحكمُ للحاضِرْ
قِفْ قد مضتْ غفلةُ الخليع بما
فيها وقوف المستبصر الناظرْ
شمِّر وخُضْها ما دمتَ خائضها
فربّما طَمَّ ماؤها الغامرْ
والشعرَ صنْه فالشعرُ يحتسب ال
لَهَ إذا لم يُصَنْ على الشاعرْ
لا تمتهنه في كلّ سوقٍ فقد
تربَح حيناً وبيعُك الخاسرْ
اُنظرْ إلى مَنْ وفي مدائح مَن
أنت وقد بات نائماً ساهرْ
اخترْ ولوداً للفهم منجبةً
فأكثرُ الفهمِ مُحمِقٌ عاقرْ
غالِ به واسْتمِ المهورَ الثقي
لاتِ وصاهرْ أَكفاءَها صاهرْ
واحنُ عليه فإنّه ولدٌ
أبوه قلبٌ وأمُّه خاطرْ
صَرِّفْهُ فيما يَرضى العلاءُ به
ويَعمُر العرضَ بيتهُ العامرْ
إمّا لفخرٍ يصدّق النسبَ ال
حرَّ ويُحيي ذكرَ الأبِ الداثرْ
أو لأخٍ يشفع الوداد بما
يرضيه منه بالفذِّ والنادرْ
أو مَلِكٍ رحتَ منه في نِعمٍ
أنت لها لا محالةٌ شاكرْ
ترى من الوِرْد في شريعته ال
عذبة آثارَ غيظةِ الصادرْ
من آل عبد الرحيم حيث عهِد
تَ العُشُبَ الكهلَ والحيا القاطرْ
والبيت من أينما استُضِفتَ به
فأنت في الجدب لابنٌ تامرْ
حيث القِرى لا تُكَبُّ جفنتُهُ
والنارُ لليل أوّلاً آخرْ
والبُزلُ لا تُعقَل الوديكةُ وال
كَوْماءُ إلا بشفرةِ الجازرْ
والنضَدُ الضخمُ والأرائِك يؤ
ثَرْن لجنبِ النديمِ والسامرْ
كم قمرٍ منهُمُ ولا ككما
ل الملك ضوّاك نورُه الباهرْ
تَمَّ فأبصرتَ أو سمعتَ به
ما لم تكن سامعاً ولا ناظرْ
أربابُك المالكون رقَّك من
ماضٍ سعيدٍ وسيّدٍ غابرْ
تورَث فيهم فأنت ينقُلك ال
ميراثُ من كابرٍ إلى كابرْ
تأنس إن قيل غرسُ نعمتهم
وأنت منها في غيرهم نافرْ
فما الذي رَدّ عن حميّته
أنفَك فانقدت في يد القاسر
بلى تصبَّاك في خلائقهم
مرتبِقٌ في حبالهم آسرْ
ورقية يُخرِجُ الأُسودَ بها
أبو المعالي من غيلها الغابرْ
تنفُثُ أخلاقهُ العذابُ فيُج
رين الصفا قبل صِلّه الخادرْ
دلَّ على مجدِ قومه وعلى ال
صُبح دليلٌ من نوره الفاجرْ
وقدموه طليعة يصف ال
فخر ووافَوا بالكوكب الزاهرْ
أبلج تُمسي النجومُ راكدةً
وكوكبُ السعدِ برجُهُ السائرْ
في الأرض منهم لعزّهم فلكٌ
بكلّ ما شاد ذِكرهم دائرْ
أراكة حلوة الثمار به
لم تَشْقَ في لقحها يدُ الآبِرْ
عدّلَ مَيلَ الدنيا وثقّفها
حتى استقامت تدبيرُه الآطِرْ
وابتسم الدهرُ تحت سيرته
وعدلِهِ وهو عابسٌ باسرْ
كأنما رأيه على لهب ال
خطب جُمادى صُبَّتْ على ناجِرْ
وجمرة دون سُدّة الملك لا
يثبت وجهٌ لوجهها الزافرْ
ينهال تحت الرِّجل القويمة جا
لاها بما عمّقتْ يدُ الحافرْ
قام عليها فألقم الحجرَ ال
هاتمَ فيها فمَ الردى الفاغِرْ
تجمُد إمّا بماء صارمه ال
باترِ أو ماءِ كفّه المائرْ
طَبٌّ بأدواء كلّ معضلةٍ
يغالط الجسَّ عرقُها الفائرْ
قد جرّبوه وآخرين فما
أُشكِل بين الوفيّ والغادرْ
واعترف المنكرون بالآية ال
كبرى اضطراراً وآمَنَ الفاجرْ
جاراكم الناسُ يدأبون فما
شَقّ هجينٌ عَجاجةَ الضامرْ
وقارعوكم على العلا سفَهاً
فما وفى بالمدجَّج الحاسرْ
وقد رأى من نصحته فأبى ال
نصحَ وكان الخلافُ للخابِرْ
وكيف يبقى على زئيركُمُ
قلبُ قطاةٍ يُراعُ بالصافرْ
وأسعد الناس ربُّ مُلكٍ له
منكم ظهيرٌ وعاضدٌ وازرْ
أنتم لها تمسحون غاربَها
بأذرعٍ لا يقيسها الشابرْ
وأمرُها كيف غيَّر الدهرُ أو
بدَّل فيها إليكُمُ صائرْ
منارُها فيكُمُ وقِبلتُها
والناسُ من تائهٍ ومن حائرْ
فلا يزل منكُمُ لها ناظمٌ
يجمع منها ما بدّد الناثرْ
ولا أتيحت عِصِيُّ عزّكُمُ
لملتح منهُمُ ولا قاشرْ
ولا تزل أنت كالقضاء بما
تطلبُ من كلّ بغيةٍ ظافرْ
تلتثم الحادثاتُ من خجلٍ
عنك إذا راع وجهُها السافرْ
وناوبت ربَعك السحائبُ من
مدحي بهامٍ مروِّضٍ هامرْ
بكل وطفاءَ تطمئّن فجا
جُ الأرض منها للرائح الباكرْ
يكسو الثرى ماؤها وترتدعُ ال
حصباءُ طيباً من ريحها العاطرْ
تُشهَد في المنصب الكريم وتح
مي العرضَ والعرضُ مهمَل شاغرْ
يزفُّها الحبُّ والرجاء إلى
بابك من كاعبٍ ومن عاصرْ
تجارة لا تبور والمشتري
سمعُك منها وقلبيَ التاجرْ
أُعظمها عن سواك أنك لل
أموال فيها مستصغِرٌ حاقرْ
ووُدُّ نفسي لو أنّ باطنَها
يُحمَلُ في حبّكم على الظاهرْ
وأن تَرَى عينُك العليَّةُ من
تحت شَغافي نصيبَك الوافرْ
فتصرف الشكّ باليقين إذا
بلوتَ سرّي بالفاحص السابرْ
ذاك اعتقادي وإنني لدمِ ال
وفاء إن كنتُ مُدهِناً هادرْ
فاقبل ولا تنس من حفاظِيَ ما
أنت بفضل الحجا له ذاكرْ
واعلم بأني ما اشتقت عهد الصبا ال
عافي ولا سكرة الغنى الغامرْ
شوقي إلى أن أراك أو أشتري
ذاك بإنسان عينيَ الناظرْ
فلا تُصبْني فيك المقادير بال
قاصد من سهمها ولا العائرْ
وزارك المهرجانُ يحمل من
سعدك أَوْفَى ما يحملُ الزائرْ
يومَ أماتوا بالغدر بهجتَهُ
وأنت منه رعايةً ناشرْ
أتاك في الوفد يعتفي روضَك ال
غضَّ ويعتامُ بحرَك الزاخرْ
فاجتلِ منه المبرِّزَ الحُسْنِ في ال
عين وفزْ بالمبارَك الطائرْ
شرح ومعاني كلمات قصيدة هل لقتيل على اللوى ثائر
قصيدة هل لقتيل على اللوى ثائر لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و تسعون.
عن مهيار الديلمي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]
تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا
أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مهيار الديلمي - ويكيبيديا