هل يقين ليت شعري

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هل يقين ليت شعري لـ اسماعيل صبري

اقتباس من قصيدة هل يقين ليت شعري لـ اسماعيل صبري

هل يقينٌ ليتَ شعري

ما أراهُ أم خيال

مُنذُ كانَ الفُلكُ يجري

بينَ موجٍ كالجبال

لم أعد يا قوم أدري

أنَّ للدنيا اتِّصَال

كان جسمي في أمان

تحتَ أبراجِ العُلا

لم يُغَيِّره الزَّمان

لا ولا كفُّ البلى

إن تاريخي المجيد

كان مِرآةَ العَجَب

كنتُ من عهدٍ بعيد

عاشقاً فنَّ الطَّرَب

العودُ والقانُون

والنايُ الحَنُون

تلك آلاتُ النغَم

باعثاتٌ للشجَن

مذهباتٌ للحزَن

كم أضاعَت من ألَم

إنها صُنعُ يدي

منذُ آلافِ السِّنين

يا قوم قد أبعدَ الطُّوفانُ ما اخترَعَت

مواهبي ثُم أفنى ما يدي صَنَعَت

فكيف جاءت إليكُم بعدَما بليت

آثارُها في بُطُونِ الأرضِ واندَثَرَت

من ذا الذي أخرجَ العِلم العجيبَ لكُم

ومن يداهُ أصولُ الفَنِّ قَد وَضَعَت

أنا الذي وضعَ النَّغَم

وأعادَهُ بعدَ العَدَم

كوَّنتهُ من سُلَّمٍ

بأدقِّ تنسيقٍ رُسِم

كيف ابتكَرت اساسَهُ

ونشرتَهُ بينَ الأمَم

لقد رأيتُ خيالاً

قد جاءَ في منامي

يَقُولُ هَيَّا فبادِر

إلى استماع كلامي

في شاطئ البحرِ كنزٌ

من المواهبِ سامي

إذا حصلت عليه

بلغتَ أقصى المُرامِ

ساقت إلى الهوادي

من الفَضَاءِ رَنينا

قد كان طرقاً ولكن

مُلِئتُ مِنهُ حنينا

مشى الهُوَينا لِسَمعي

وكان سمعي أمينا

دَقَّاتُهُ قد اسرَّت

إليَّ سراً دفينا

أودعته في فؤادي

وكان كنزاً ثمينا

ماذا سمعت أجبني

ملأت رأسي ظنونا

سمعت تن تن أربعاً

صوتاً به قلبي افتتن

دقّاتُ مطرقة وسندا

ن تَسَاوَت في الزَّمن

قد مِلتُ منها طَرَباً

وضاعفت عندي الفِطَن

فساورَتني فكرة

والحظ بالقوت ارتَهَن

قد زدتني شوقاً إلى

ما نِلتَ من ذكرٍ حَسَن

لما انصرفت إلى الطَّرَب

وَسَمَوتُ في جَوِّ الأدب

وجهت ثاقِبَ فِكرَتي

والنصر يرفع مَن غَلَب

فصنعت أعجبَ آلةٍ

مِقياس صوتٍ للطَّرَب

ثبتُّ سَبعَ صفائح

في قطعتين من الخشب

رتَّبتها في وضعها

ليكون محفوظ النِّسَب

أطوالها المتباينة

لنجاحها كانت سَبَب

ضبطت مقاييس النَّغَم

وبذاك تَمَّ لي الأرب

قد جئت حقاً بالعَجَب

وخدمت عُشَّاقَ الطَّرَب

نور الهداية قد أنار طريقي

والحظ والتوفيق كان رفيقي

إني ابتكرت من المعادن آلة

سَمَّيتُها بالسلم الموسيقي

إني ليسعدني النجاح وحسبها

أن تُوِّجَت بالفوز والتوفيقِ

تَمَشَّت إليها قلوب الشعوب

وما ذاك إلا بفضل العَجَم

لقد أبدع الفُرس تصويرها

فحازت رضاء جميع الأُمَم

وهَذَّبَها العرب من بعدهم

بدر المعاني ونور الحكم

حديثُك أنعشَ مني الفؤاد

فزدني سروراً بتلك الهِمَم

سَمَت وارتقت وعلا نجمها

وثغر التهاني لها قد بسم

بما نالها من يد الفاتحين

كبار النفوس كِرام الشِّيَم

تجلَّت على التُّرك روح الأغاني

فأوحت إليها بسرِّ النغم

وكانت تفيض هبات الملوك

على النابغين جزيل النِّعَم

وقد أعجز الفنُّ في وصفه

فصيح اللسانِ وأعيا القلم

شرح ومعاني كلمات قصيدة هل يقين ليت شعري

قصيدة هل يقين ليت شعري لـ اسماعيل صبري وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن اسماعيل صبري

إسماعيل صبري باشا. من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه، وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية، تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسا، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظاً للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، كان كثيراً ما يمزق قصائده صائحاً: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر، وأبى وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيساً للوزارة؛ فقال: لن أكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .[١]

تعريف اسماعيل صبري في ويكيبيديا

إسماعيل صبري باشا (1270 هـ - 1341 هـ / 16 فبراير 1854 - 21 مارس 1923)، أحد شعراء الإحياء والبعث في تاريخ الشعر العربي الحديث، ويُلقب بشيخ الشعراء.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. اسماعيل صبري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي