هم الناس حى يروي الأرض مدمع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هم الناس حى يروي الأرض مدمع لـ مصطفى صادق الرافعي

اقتباس من قصيدة هم الناس حى يروي الأرض مدمع لـ مصطفى صادق الرافعي

هم الناس حى يروي الأرض مدمعُ

وتاللهِ يروي آكلٌ ليسَ يشبعُ

ظُماءَةُ جوفٍ أجَّ شوقاً إلى الورى

وبعضَ الظما قد يلتظي حينَ ينقعُ

ومسغبَةٌ لا يبلغُ الخلقُ دفعها

وإن بطنَ الأحياءَ في الأرضِ أجمعُ

فيا بارئ الدنيا حنانيكَ إنما

طغى الناسُ جهلاً بالذي كنتَ تشرعُ

لكلٍّ فؤادٌ غيرَ أن طبيعةً

من الشرِّ بينَ القلبِ والقلبِ تقطعُ

وكلٌّ جرى فيهِ دمٌ غيرَ أنني

أرى الحرص طفلاً من دمِ الناسِ يرضعُ

وبينَ المنى والنفسِ للشرِّ موقفٌ

فإن لم تزعهُ النفسُ أقبلَ يسرعُ

وكل ضعيفَ الرأي منفتلُ الهوى

عن الحزمِ يمنى بالهوانِ فيخضعُ

وتاللهِ إن الذنبَ للمرءِ أهلُهُ

ففي أي شكلٍ تطبعُ الطينَ يطبعُ

وأعجبُ ما في الناسِ أن يتألموا

إذا أوجعتهم نكبةٌٌ ثم يوجعوا

وأن يخدعَ الإنسانُ غيرَ مجاملٍ

ويجزعُ إن أمسى كذلكَ يخدعُ

وفي الناسِ حقٌ ما يزالُ وباطلٌ

ولكنهم للحقِّ بالباطلِ ادعوا

لحى اللهُ دهراً شدَّ بالقوةِ الهوى

فكلُّ قويٍّ شاءَ ما شاءَ يتبعُ

وهبْ أن هذا الظلمَ كانَ سياسةً

فمن قال ان الظلمَ في الظلمِ يشفعُ

لعمركَ لو تبني السياسةُ حجرةً

بغيرِ قلوبِ الناسِ باتتْ تزعزعُ

ولو رفعوها فوقَ غيرِ ضِعافِهم

لما وجدوها آخرَ الدهرِ ترفعُ

إذا لم يكن للضعفِ حولٌ فمن إذاً

بتلكَ القوى غيرُ الضعيفِ يُفجَّعُ

حنانيكَ يا ربُّ الضعافِ فهم كما

تحملُ قيدَ الأرجلِ الضخمِ أصبعُ

وويلاهُ ما هذهِ الحروبُ ومن أرى

فقِدْماً عهدنا الوحشَ في الوحشِ يطمعُ

معايبُ إلا أن كم من فظيعةٍ

لها مصدرٌ إن ينكشفْ لكَ أفظعُ

فويجَ الورى همْ سعرُّوها وبعضهم

لها حطبٌ والبعضُ فيها موقعُ

ونقعٍ دجوجيٍّ ترى السُّحبَ فوقَهُ

لما راعها من برقهِ تتقطعُ

إذا انفرجتْ للريحِ فيهِ طريقةٌ

نجتْ وبها حَمَّى تئزُّ وتسطعُ

وإن طالعتْهُ الشمسُ تذهلُ فلا ترى

أمغربها في النقعِ أم ذاكَ مطلعُ

وقد كشفتْ تلكَ العجوزُ نقابها

وقالتْ لأهليها قفوا ثمَّ ودعوا

وألقى الردى صيحاتهِ دافعاً بها

لذاكَ فمُ الموتِ اسمهُ اليومَ مِدفعُ

على عصبةٍِ لم يظلموا غيرَ أنهم

مفاتيحُ أمَّا قيلَ أغلق موضعُ

تعاطوا كؤوسَ الموتِ في حومةِ الوغى

وذاكَ رنينُ الكأسِ بالكأسِ تقرعُ

وللهِ ما اشهى الردى بعدَ ضيقةٍ

تكونُ طريقاً للتي هي أوسعُ

كأنهم والموتُ حانَ نزولهُ

سجودٌ يخافونَ العذابَ ورُكَّعُ

كأنَّ ثيابَ الموتِ كنَّ بواليا

عليهِ وبالأرواحِ أمستْ تُرَقَّعُ

كأن الردى إذ حجلَ الجندُ حولهُ

وقد عطشوا حوضٌ من الماءِ مترعُ

كأنَّ فمَ الميدانِ أصعدَ زفرةً

من الجيفِ لملقاةِ للهِ تَضْرعُ

زلازلُ ويلٍ ما تني الأرضُ تحتها

تهزهزُ حتى أوشكتْ تتصدَّعُ

إذا نفعتْ ضرتْ وما خيرُ نعمةٍ

تضرُّ الورى أضعافَ ما هي تنفعُ

كذاكَ أرى الدنيا فتاةً شنيعةً

فإن ولدتْ جاءتْ بما هو أشنعُ

كأني بهذي الأرضِ قلباً معلقاً

وما ملكٌ إلا لهُ الحرصُ أضلعُ

كأنْ قدْ غدا الإنسانُ وحشاً فلا أرى

يعززُ إلا المرءِ واديهِ مسبعُ

وإن يأمرِ الملكِ الذي ليسَ تحتهُ

سريرٌ من القتلى يسمعُ

ولن تصبحَ الدنيا سلاماً ورحمةً

على أهلها ما دامَ في الناسِ مطمعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هم الناس حى يروي الأرض مدمع

قصيدة هم الناس حى يروي الأرض مدمع لـ مصطفى صادق الرافعي وعدد أبياتها أربعون.

عن مصطفى صادق الرافعي

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. عالم بالأدب شاعر، من كبار الكتاب أصله من طرابلس الشام، ومولده في بهتيم بمنزل والد أمه ووفاته في طنطا مصر. أصيب بصمم فكان يكتب له ما يراد مخاطبته به. شعره نقي الديباجة في أكثره ونثره من الطراز الأول. وله رسائل في الأدب والسياسة. له (ديوان شعر -ط) ثلاثة أجزاء و (تاريخ آداب العرب -ط) ، (وحي القلم -ط) (ديوان النظريات -ط) ، (حديث القمر -ط) ، (المعركة -ط) في الرد على الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي وغيرها[١]

تعريف مصطفى صادق الرافعي في ويكيبيديا

مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري (1298 هـ- 1356 هـ الموافق 1 يناير 1880 - 10 مايو 1937 م) ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في أول وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلى مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي. تولى والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية. أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام، وأصله من حلب، وكانت إقامته في بهتيم من قرى محافظة القليوبية.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي