هناء كأزهار الربى متحمل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هناء كأزهار الربى متحمل لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة هناء كأزهار الربى متحمل لـ ابن فركون

هناءٌ كأزْهارِ الرُبَى مُتحمَّلُ

وبُشْرَى كأنْوارِ الضّحى تتهلّلُ

هُوَ الصُّنعُ صُنعُ اللهِ معْنَى وجودِهِ

سَبيلٌ لما شاءَتْ عُلاكَ مُوصَّلُ

ولا كالذي رامَ العِنادَ سَفاهَةً

يَرى الدّهْرَ عنهُ مُعْرضاً وهْوَ مُقْبِلُ

وأمّلَ مثوَى العِزِّ لا دَرَّ درُّهُ

وليسَ له عن مرْتَعِ الذّلِّ مَرْحَلُ

ألمْ يدْرِ أن النّاصرَ المَلكَ الرِّضَى

إذا قالَ فالمِقْدارُ ما شاءَ يفْعَلُ

لهُ شيمٌ في الحِلْمِ والعِلْمِ والندَى

يَفوقُ بها كلَّ المُلوكِ ويَفْضُلُ

فحزْمٌ كلَيْثِ الغابِ يحمِي ذِمارَهُ

وعزْمٌ كما قد هُزّ في الرّوْعِ مُنصُلُ

وجودٌ كما جادَتْ لدَى المَحْلِ ديمةٌ

وبِشرٌ كما حيّا الضّحى المُتهلِّلُ

تواضَعَ فاسْتعْلَى بصِدْقِ يَقينِه

وعزّ فذلّ الماكِرُ المُتحيِّلُ

أتَى وثيابُ الهونِ تعْلو قُيودَهُ

فيرْسُفُ طوْعَ الذُلِّ فيها ويرْفُلُ

وجاءَ وقدْ حفّتْ بهِ الشيعَة التي

لها من ذَميم الغَدْرِ ما ليْسَ يُجْهَلُ

تحامَى طريقَ الرُشْدِ من قَبْلُ فاغْتَدى

تُزلِّلُهُ آراؤهُمْ وتُضلّلُ

ولوْ أمّل المَوْلَى الخليفَةَ يوسُفاً

لما راعَهُ خَطْبٌ من الدّهْرِ مُعْضِلُ

ولوْ أمّ للباب الكريمِ لأصبحَتْ

وُجوهُ الأماني نحْوَهُ تتهلّلُ

ولكنّهُ ما جدّ إلا لأنْ يُرَى

كما شاءَهُ المِقْدارُ وهْوَ مجَدِّلُ

وقد عزّ من ولّيْتهُ المُلْكَ مُنْعِماً

وأضْحى الذي ناواكَ وهْوَ مُذَلَّلُ

حُلا المُلْكِ حَلْيٌ منهُ هذا مُطوّقٌ

كما شاءَتِ النعْمَى وذاك مُعطَّلُ

صنائِعُ جَلتْ أن يُحيطَ بوصْفِها

نِظامٌ بليغٌ أو نثارٌ مُفَصَّلُ

وقد كان فيها الحزْمُ ضُيِّعَ بُرهةً

ونالَ العِدى ما أمّلوا حينَ أُغْفِلوا

وأُمِّن فيها خائِنٌ ومُخادعٌ

وصُدّقَ فيها مُلحِدٌ ومُعَطّلُ

بحيثُ جميعُ الغادِرين تفرّقوا

وفرّوا عنِ النّهْجِ القَويمِ وأجْفَلوا

لقد كفَروا نُعْماكَ بَغياً وطالَما

وهَبْتَ وأنتَ المنعِمُ المتَطوِّلُ

تحامَوْا جَناباً عندَهُ العِزُّ والعُلى

لهُمْ منهُ كهْفٌ في الخُطوبِ وموْئِلُ

أينعَمُ فيه الغادِرونَ تخيُّلاً

وقد كفَروا النعْمَى التي فيهِ خُوِّلوا

وقد عادَ للقَصْدِ الذي كان آمِلاً

وليسَ لهُ إلا عليْكَ مُعَوَّلُ

وحُكِّمَ سيفُ النّصْرِ فيهم وإنّهُ

لَحُكْمٌ بما شاءَتْ علاكَ مُسَجَّلُ

بحيثُ الوَغى تُبْدي ظُباها جَداوِلاً

علَيْها منَ الخَطّيّ دوْحٌ مُهدَّلُ

وبُشْراكَ يا مَولَى المُلوكِ براحَةٍ

تُتمِّمُ ما شاء الهُدى وتكمِّلُ

فلوْ أنصفَ الخدّامُ أضحَتْ نفوسُهُمْ

وأرواحُهُمْ طوْعَ البَشائِرِ تُبْذَلُ

ومنْ قَبْلُ هنّأْنا عُلاكَ بوافِدٍ

مَخائِلُهُ يقْضي بها المتأمِّلُ

مُحيّاه وضّاحُ الأسِرَّة نَيّرٌ

ترَى الشهْبَ تسْتَهدي سَناه وتسألُ

تَلا صِنْوَهُ الأرْضَى وإنّ كِلَيْهِما

لَهادٍ رَشيدٌ مُهْتَدٍ متوكِّلُ

فهذا إلى بذْلِ المكارِمِ يُرْتَجى

وذاكَ لنيْلِ المعْلُواتِ يُؤَمَّلُ

لذلكَ أزْهارُ الفتوحاتِ تُجْتَلَى

وروضُ المُنى أدْواحُها تتهدّلُ

وإنّ عدوَّ الدّينِ سوفَ تخالُهُ

لديْكَ وقد وافاهُ حتْفٌ معجّلُ

وأوطانُهُ تُمْسي وكلُّ موحِّدٍ

يُكَبِّرُ في أرْجائِها ويُهَلِّلُ

فَيا راكِبَ الوجْناءِ يَطوي بِها الفَلا

إلى طِيّةٍ آثارُها ليْسَ تُجْهَلُ

إلى معهَدِ الأنسِ الذي في بطاحِهِ

تُفسَّرُ أوصافُ الجمالِ وتُجمَلُ

إلى منزِلِ العِزِّ الذي كُل آمِلٍ

يُجِدُّ له السيْرَ الحثيثَ ويُعْمِلُ

أرِحْها فقدْ حَلَّتْ بمثوى خليفَةٍ

لهُ السّبْقُ وهوَ الوادِعُ المُتمهّلُ

إمامٌ له حِلْمٌ وعلمٌ ونائلٌ

وحزْمٌ وإقدامٌ ومجْدٌ مؤثّلُ

إذا أعْمَلَ القصّادُ نحْوَ جنابِه

ركائِبَهُمْ أعْمالُهُمْ تُتَقبَّلُ

يجودُ غمامُ الجودِ من أفْقِ كفّه

فيفْضَحُ صوبَ الغادِياتِ ويُخْجِلُ

إذا ما حَللْنا تحتْ ظلّ جَنابِه

فما ضرّ أن ينْأى حَبيبٌ ومنزِلُ

أُعيذُ العُلَى من أن تخيبَ عِصابةٌ

بحُبّ المقامِ اليوسُفيّ توسّلُوا

فمِثْليَ مَن رَقّيْتَ يا ملِكَ الهُدَى

ومثلُكَ من يولِي الجَميلَ ويُجْزِلُ

وهَبْتَ وقد أمّنْتَ ممّا أخافُهُ

فلمْ يبْقَ ما يُخْشى ولا ما يُؤَمَّلُ

وأوْليْتَني النّعْمى التي كنتُ آمِلاً

فخِلْتُ حُلاها فوقَ ما يُتخيَّلُ

وألْبَسْتَني ما شِئْتَ من خِلَعِ الرّضى

فأصبَحْتُ في أثْوابِها أتسَربَلُ

بماذا أوفّي شُكْرَ نعْمَتِكَ التي

حَديثُ تواليها صحيحٌ مُسَلْسَلُ

فدامَت على الممْلوكِ منها مَلابسٌ

تَبيدُ اللّيالي وهْيَ لا تتبدّلُ

ودُمْتَ لدين اللهِ أكْرمَ ناصرٍ

وهَدْيُكَ يُسْتَجْلى وجودُك يُسألُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هناء كأزهار الربى متحمل

قصيدة هناء كأزهار الربى متحمل لـ ابن فركون وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي