هناء كعرف الزهر للمتنسم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هناء كعرف الزهر للمتنسم لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة هناء كعرف الزهر للمتنسم لـ ابن فركون

هَناءٌ كعَرف الزّهْرِ للمُتَنَسّمِ

وبُشْرَى كنورِ الزّهرِ للمُتَوسّمِ

فقد قامَت الدنيا على قدَمِ الرّضَى

تهنّئُ موْلانا بأسْعَدِ مَقْدَمِ

وقد لهِجَ الإسْلامُ حتّى كأنّهُ

يُشيرُ لعُلْياهُ بكفِّ مُسَلّمِ

ورَقّ ثناءً كُلُّ لَفْظٍ مُمَنَّعٍ

وراقَ انْثِناءً كُلُّ غُصْنٍ منعَّمِ

لذلك عَرْفُ الروْضِ عنْها مُتَرْجمٌ

وترْجيعُ شَدْوِ الطائِرِ المترنِّمِ

لمالَقَةٍ حقَّ التَّشَرُّفُ إذ لَها

بناصِر دين اللهِ فضْلُ التّقدُّمِ

ومُحْدَثُها جادَ الحَيا معْهَداً لهُ

وعهْداً كريماً فيهِ غيْرَ مُذَمَّمِ

فلِلهِ منهُ منزِلٌ جاءَ أُفْقُهُ

ببَدْرٍ من الوَجْهِ الكَريمِ مُتَمَّمِ

ولكنّ من شأن البُدورِ انتقالُها

وما الكرُّ إلا للجَوادِ المُطهَّمِ

وغرْناطَةٌ للهِ منها مَعاهِدٌ

تعيرُ الخليّ القَلبِ وجْدَ المُتيَّمِ

وغرْناطَةٌ دارُ الخِلافةِ لمْ تَزَلْ

مجالاً لأفراسِ الخَميسِ العَرَمرَمِ

أيُجْهَلُ في مِصرٍ وشامٍ حديثُها

وشمْسُ الضحى ما نورُها بمُكتَّمِ

لقد حل بالحَمراءِ هالَةَ مُلْكِه

ولاحَ بها بَدْراً يُحَفُّ بأنجُمِ

أيُنْسبُ للبَدْرِ المُتَمّمِ نورُهُ

وقد يختفي في جَوّهِ المُتغيِّمِ

أيُرْوَى عن الرّوضِ الأنيقِ ثَناؤُهُ

ومنهُ اسْتفادَ الزهْرُ طيبَ التّنسُّمِ

أتُعْزى إلى الغَيْثِ الملثِّ يَمينُهُ

وما ساجَلَتْها في ندىً وتكرُّمِ

ندَى يدِهِ العُلْيا غَمامٌ وسَيفُهُ

وَميضٌ بأفْقٍ للعجاجَةِ مُظْلِمُ

كذلك سُحْبُ الغيْثِ تَهمي دُموعُها

إذا لاحَ نورُ البارق المُتَبسّمِ

إذا هو في يوْمِ الوغَى جرّدَ الظّبا

غَدا الدّينُ في ثَوْبٍ من العِزِّ مُعْلَمِ

وإن نشرَ الأعْلامَ حُمْراً خَوافِقاً

طَوَى كُلَّ ربْعٍ للعَدوّ ومَعْلَمِ

أمَولايَ لا يُحْصي مآثِرَك التي

هيَ الشهْبُ تُسْتَجْلَى بَناني ولا فَمِي

وماذا ينُصُّ العبْدُ منها وقدْ أتى

ثَناؤكَ في نصٍّ من الذّكْر مُحْكَمِ

وإنّ يَراعي كالذوابِلِ شُرَّعاً

ولفْظيَ يمْضي كالحُسامِ المُصَمِّمِ

وما روّعتْ قلبي الحوادثُ بعْدَما

تقلّبْتُ في نعماكَ يا خيرَ مُنْعِمِ

ولكنّني أخْشى مقالَةَ حاسِدٍ

رَمانِيَ من زُورِ الكلامِ بأسْهُمِ

فرُحْماكَ في ممْلوكِ نعْمتِكَ التي

أتى قاطِعاً أسْبابَها كُلّ مُجْرِمِ

فهَا أنا أرْجو أن تكُفّ مَنِ اعْتَدَى

وأبْسُط كَفّ الآمِل المُتظلّمِ

ودونَكها من خِدْرِ فكْريَ غادةً

تُيمِّمُ من مثْواكَ خيْرَ مُيمَّمِ

وأهْديْتُها قِدماً إليْكَ مَدائحاً

كزهْرٍ نضيرٍ أو كدُرٍّ مُنظَّمِ

ولمْ أكُ ذا جَهْلٍ بأن تملِكَ الوَرَى

فقدْ كان مَولانا بذلِكَ مُعْلِمِي

وأوْلَيْتَني النُّعْمى فَيا ملِكَ الهُدَى

بَدأتَ به صُنْعاً جميلاً فتمّمِ

وأوْرَيْتَني الوجْهَ الجميلَ ولمْ تُعِدْ

فمن لي برُؤيا بعْدَها أوْ تكلُّمِ

وما يُمْنَعُ المَمْلوكُ إن مُنِعَ اللِّقا

إذا يتمنّى أو يَرى بالتّوهُّمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هناء كعرف الزهر للمتنسم

قصيدة هناء كعرف الزهر للمتنسم لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي