هنيئا به يا ناصر الدين موسما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هنيئا به يا ناصر الدين موسما لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة هنيئا به يا ناصر الدين موسما لـ ابن فركون

هَنيئاً بهِ يا ناصِرَ الدّين مَوْسِما

يُغادِرُ أهْلَ الشّركِ نهْباً مُقَسّما

وبُشْراكَ طوْعَ النّصْرِ والعِزِّ والعُلَى

بما أبْرَمَ الصُّنْعُ الجميلُ وأحْكَما

حُبيتَ بهِ نصْراً عزيزاً مؤبَّداً

وفُزْتَ به صُنْعاً جَميلاً مُتمَّما

وفتْحاً مُبيناً واعْتِلاءً مُخَلِّداً

لذِكْرِكَ في صفْحِ الزّمان مُرَسِّما

سلكْتَ سَبيلاً للمحامِدِ لاحِباً

وأوْضَحْتَ معْنىً للمكارِمِ مُبْهَما

وبُوِّءْتَ مِن أفْقِ الخِلافةِ مظْهَراً

يُطاولُ لمّا أنْ سَما شُهُبَ السّما

فقدْ جعلتْهُ الأنْجُمُ الزُّهْرُ مَطْلِعاً

إلى مُرْتَقى السّبْعِ الطِّباقِ وسُلَّما

ومازِلْتَ ترْجوكَ الخلائِفُ مانِحاً

نَدى يدِكَ العُلْيا عُلاً وتكرُّما

لِما جُزْتَهُ من رُتْبةِ النّجمِ مُعْلِياً

بما حُزْتَهُ من شيمَةِ الحِلْمِ مُعْلِما

بكَ اسْتَنْصرَ الأمْلاكُ بَدْءاً وعَودَةً

فأنجدَ كُلٌّ في رضاكَ وأتْهَما

بأكْرَمَ مَن أهْدى وأعْلَمَ منْ هَدى

وأرْحمَ مَن آوَى وأحْزَمَ مَنْ حَمى

دعَتْ منكَ موْلىً مُفْضِلاً مُتطَوِّلاً

فوالَيْتَ إنعاماً وأوْلَيْتَ أنْعُما

وما أحْجَمَتْ إلا توَقَّتْك مانِعاً

ولا أقْدَمَتْ إلا تلقّتْكَ مُنْعِما

ولا استَنشقَتْ روحَ الحياةِ وقد جرتْ

لديْك رياحُ النّصْرِ إلا تَنَسُّما

فكمْ همّةٍ نصْريّةٍ راعَتِ العِدَى

وكم ذمّةٍ مرْعيّةٍ حاطَتِ الذَّمَا

ستتْرُكُ أرضَ الشِّرْكِ وهْيَ بلاقِعٌ

وتُلْقي علَيْها النّقْعَ في الجوّ مِيسَما

بحيثُ تُراعُ الوَحْشُ أن تصلَ السُّرى

ببَيْدائِها والطّيْرُ أن تترنّما

لقد خطَبَ الخَطّيُّ فتْحَ بِلادِه

وخاطَبَهُ الهِنديُّ عنكَ فأفْهَما

فللهِ منْها إذ تحُلُّ حِلالَهُ

صنائِعُ جلّتْ قبْلُ أن تُتَوهَّما

بكلِّ كميٍّ إنْ سَرَى أسَرَ العِدَى

وإن حلّ مغنىً خِلْتَ ما فيهِ مَغْنَما

وإن زارَ أرْضَ الشّرْكِ عفَّى طُلولها

وحكّم فيهِمْ سيفَهُ فتحَكّما

وإنْ خفّ جيشُ النصْرِ أو عادَ قافِلاً

فيكْلأُ في أعْقابِه مَن تقدّما

ويُقْدِمُ لا يَثْني أعنّةَ عزْمِهِ

بحيثُ يهابُ الليْثُ أنْ يتقدّما

ويُحْجِمُ عنْ أن ينْثَني وهْو مُفْرَدٌ

بحيثُ يعافُ الجمْعُ أن يتلوّما

فلم يرْعَ في الأرْجاءِ إلا تأخُّراً

ولمْ يرْضَ في الهيجاءِ إلا تقدُّما

ولوْلا ابْنُ نصْرٍ ناصِرُ الدّين يوسُفٌ

لما أعْلَتِ الأمْلاكُ للعِزِّ مَعْلَما

ولا راعَ أحْزابَ الضّلالِ جِهادُها

وقد راقَ ثغْرُ الثّغْرِ عنهُ تبسُّما

ولا ارْتاحَتِ الخيْلُ العِتاقُ إلى المَدى

فسامَتْ مَذاكيها البُروقَ تلَوُّما

ولا ثَنَتِ السُّمْرُ العَوالي لدى الوغَى

ذوابِل في الأيدي تَروقُ تنعُّما

أسنّتُها في مُلْتَقى الحرْبِ أنجُمٌ

تجلّتْ فجَلّت من دُجَى النّقْعِ مُظْلِما

هوَيْنَ ليَجْعَلْنَ النّجيعَ مَوارِداً

كأنّ طُيوراً في ذَرى الجوِّ حُوَّما

ترى حُمْرَها فجْراً يَروقُ وزُرْقَها

تُحَيِّيكَ في ليْلِ العجاجَةِ أنجُما

ومِن عجَبٍ أنّ السّيوفَ جداوِلٌ

تشُبُّ أُوارَ الحرْبِ لا تنْقَعُ الظَّما

إذا هي سالَتْ في مدَى النّقْعِ خِلْتَها

تشُقُّ منَ الخطّيِّ دوْحاً مُنَعَّما

وعوْجاءَ للأغْراضِ يسْبِقُ سهْمُها

ويَكْلَفُ منها بالقَصيِّ إذا رمَى

فيُبْدي لدى النّزْعِ الحَنينَ كأنّهُ

يحاولُ إعْراباً وإنْ كان أعْجَما

وللهِ موْلًى أُعْمِلَتْ عزَماتُهُ

لتَحْرُسَ أيْقاظاً وتوقِظَ نُوَّما

فأرْسَلَها سُمْراً وأعْمَلَها ظُباً

وفوّقَها في مُلْتَقى الحرْبِ أسْهُما

وما لَقِيَ الأعْداءَ إلا مُجَدّلاً

ولا اقتحَمَ الهيْجاءَ إلا مُصَمِّما

ولا احْتمَلَ الهِنديَّ إلا مُجَرّداً

ولا اعْتَقَل الخطّيَّ إلا مُقَوَّما

ولا يُنْهِدُ الأجْنادَ إلا مُمَلَّكاً

ولا يُنْجِدُ الأمْلاكَ إلا مُحَكَّما

ولا يسْتَجِدُّ العزْمَ إلا مُؤيَّداً

ولا يسْتَجيدُ الطِّرْفَ إلا مُطَهَّما

يهُبُّ هُبوبَ الرّيحِ حتّى كأنّهُ

تجسّدَ من هبّاتِها وتجَسَّما

إذا رامَ أمْلاكُ الزّمانِ إلى العُلى

نُهوضاً وسَبْقاً للنّدى وتقدُّما

فناصرُ دينِ اللهِ أشْرَفُ مُنتَدىً

وأكْرَمُ في صَحْبِ الرّسالةِ مُنتَمى

يُحيّيك بالبَدْرِ المنيرِ إذا انتهَى

كمالاً ويُنْمَى للصِّحابِ إذا انْتَمى

وأيْنَ مُحيّاهُ منَ الفجْرِ إنْ بَدا

وجَدْواهُ من صوْبِ الغَمامِ إذا هَمى

جَوادٌ مَتى ضنّ المُلوكُ فرِفْدُهُ

جَوادٌ لهُ خصْلُ السّباقِ إذا ارْتَمى

رأَى جُودَهُ للقاصِدينَ مؤَمَّلاً

فأصْبحَ مُغْرىً بالمكارِمِ مُغْرَما

فيُرْوَى حديثُ الجودِ عنهُ مُسَلْسَلاً

وسَلْسالُهُ تَرْوى به الأنفُسُ الظِّما

لهُ شيَمٌ أعْلَتْ معالِمَ للهُدى

بها قد أتانا مُحْكَمُ الذِّكْرِ مُعْلِما

لهُ ذِمَمٌ مَن رامَ بالغَدْرِ خَفْرَها

أبَتْ أنْ يُرى إلا خَذولاً مُذَمَّما

يغُضُّ جُفوناً أو يعُضُّ أنامِلاً

علَى حالَتَيْهِ هيبَةً وتندُّما

فما يتوقّى الخَطْبَ إلا تخيُّلاً

ولا يتلقّى الحرْبَ إلا توهُّما

ويوسُفُ يُعْلي للخِلافةِ مَعْلماً

ويُلْبِسُها ثوْباً منَ العِزِّ مُعْلَما

إذا راحَتِ الأبطالُ وهْيَ عَوابِسٌ

منَ الرّوعِ لا يزْدادُ إلا تبسُّما

يُقيمُ صَغا الدّين الحَنيفِ حُسامُهُ

إذا ما أمالَ السّمْهَريَّ المُقَوَّما

خلائِقُ لو أُظْهِرْنَ للنّجْمِ ما ارْتَقى

وللّيْثِ ما اسْتَشْرى وللغَيْثِ ما هَمى

عزائِمُ لو أُعْمِلْنَ للدّهْرِ ما اعْتَدى

وللبَدْرِ ما اسْتَعْلى وللبحْرِ ما طَما

ملامِحُ لو اطْلِعْنَ للصُبْحِ ما بَدا

وللَّيْلِ ما أهْداكَ بدراً مُتمَّما

وبُشْرى بهِ عيداً لنَصْرِكَ عائِذاً

وهُنّئْتَه يوماً أغَرَّ ومَوْسِما

أفَضْتَ من النّعْماءِ فيه غَمائِماً

تَجودُ الذي وافَى عُلاكَ ويمّما

فكمْ رحْمةٍ نعْتادُ منْها توسُّعاً

وكمْ آيةٍ نَزْدادُ فيها توسُّما

بسطتَ إلى التّقبيلِ راحتَك التي

تؤمّنُ مُرْتاعاً وتوجِدُ مُعْدِما

لقدْ أصبَحَتْ طوْعَ النّدى مُتوجَّهاً

لمَن قدْ رَجى نَيْل المُنَى ومُيَمَّما

وعَبدُكَ يُلفي في حُلاها مدائِحاً

يفُضُّ بها مِسْك الثّناءِ مُخَتَّما

بما هو للأفْهامِ أقرَبُ مُرْتَقىً

وأبعدُ في شَأوِ البلاغةِ مُرتَمى

وما القصْدُ إلا أن يُقبّلَها وقد

صرَفْتَ لهُ وجْهَ القَبول تكرُّما

ليُبْدي لديْكَ المَدْحَ روْضاً مُفوَّفاً

ووشْياً يَروقُ النّاظرينَ مُنَمْنَما

وزَهْراً نَضيراً في رياضِ بَلاغةٍ

ودُرّاً بأجْيادِ الطُّروسِ مُنَظَّما

فَيا سامِعاً من وَصفِه كُلَّ معْجِبٍ

يَروقُ ذَوي الألْبابِ فَذّاً وتوْأما

إذا أنتَ لم يُقْنِعْك في الشّعْرِ وصْفُه

فخُذْ منهُ ما نَتْلوهُ في الذِّكْرِ مُحكَما

ورُجْعى إلى ذِكرِ الحِجازِ ومَن بهِ

تَلا مُحْكَمَ الآياتِ حيثُ تلَوَّما

ومَنْ طابَ ذِكْراً حينَ حلّ بطَيْبةٍ

وسارَ إلى بَطْحاءِ مكَّةَ مُحْرِما

وأضْحى كما تَبْغي العُلَى متوسِّلاً

بزَوْرَتِهِ في رَيْعِها مُتوسِّما

وإنّ حَجيجَ اللهِ عادَ إلى مِنىً

وطافَ ببيْتِ اللهِ سَبْعاً وأحْرَما

وما كان للقَصْدِ الحَميدِ مُخَيِّباً

فطُوبى لمَن أضحى لديْهِ مُخَيِّما

فمِن زَفَراتٍ رَجْعُها يُذْهِبُ الأسى

ومنْ جَمَراتٍ رمْيُها ينقعُ الظّما

ومن زورَةٍ فازُوا بها اليومَ دونَنا

لَدى عرَفاتٍ إذْ عَلَوْا منهُ مَعْلَما

ولمّا سرى الرَّكْبُ الحِجازيُّ لم نزَلْ

نُردِّدُ لوْ تُجْدي عَسى ولعلَّما

لقدْ عَمَروا طوْعَ الهُدى أربُعَ التُقى

فما صوّحَ المرْعى ولا أقْفَرَ الحِما

سَرَوْا وظلامُ الليلِ يُضْمِرُ منهُمُ

إلى مطْلَعِ الإصْباحِ سرّاً مُكتَّما

وضاقَتْ صُدورُ البيد عنهُمْ كأنّهُم

ظُنونٌ أبى إيضاحُها أنْ تُرَجَّما

وزَمّوا مَطايا العزْمِ تَبتَدِرُ السُّرى

وتستَقْبِلُ البيتَ العَتيقَ وزَمْزَما

إذا سَمعوا ذِكْرَ النّبيِّ محمّدٍ

يَميلونَ سَبْقاً نحوَهُ وتقدُّما

فيا لَيْتَ شِعرى مَن لسَمْعي بسَمْعِهِ

وقد هَيْنَمَ الحادي به وترنَّما

هَنيئاً لمن آوَى لعِزِّ جَنابِهِ

وبُشْرى لمَن صَلّى علَيْهِ وسلّما

ومَنْ خلّفوا للقَلبِ أضحى مُسلّياً

بِهمْ ولأحْكامِ القَضاءِ مُسَلِّما

قَضَوْا حجَّهُمْ لمّا أقَمْنا نُقيمُ مِنْ

جِهادِ العِدَى فرْضاً علَيْنا مُحتَّما

لدى ملِكٍ إنْ ساجَلَ البدْرَ والحَيا

تجِدْ هدْيَهُ أجْلَى ويُمْناهُ أكْرَما

تُؤمِّلُ أمْلاكُ الزّمانِ على النّوى

مَواهِبَ نُعْماهُ فلازالَ مُنعِما

شرح ومعاني كلمات قصيدة هنيئا به يا ناصر الدين موسما

قصيدة هنيئا به يا ناصر الدين موسما لـ ابن فركون وعدد أبياتها واحد و تسعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي