هنيئا فصنع الله وافاك بالبشرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هنيئا فصنع الله وافاك بالبشرى لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة هنيئا فصنع الله وافاك بالبشرى لـ ابن فركون

هَنيئاً فَصُنْعُ اللهِ وافاكَ بالبُشْرى

وأبْدى مُحيّاه الطّلاقةَ والبِشْرا

وهل هو إلا الصّنعُ أهْداكَ آيةً

فكانتْ على نَيْلِ المنى آيةً كبْرى

هوَ القدَرُ المحْتومُ حيّا به الهُدى

فبُعْداً لعُسْرٍ أعقَبَ اليُمْنَ واليُسْرا

حَلَلْتَ بدارِ الملكِ والسّعْدُ يقتَضي

لمُلْكِكَ أن يلْقَى بها العِزَّ والنّصْرا

وأشرقَ ذاك الوجْهُ بالقُبّةِ التي

عَجائِبُها تُرْوَى وأنْعُمُها تَتْرى

لِذاكَ لَثمْناها يمِيناً كَريمةً

ولوْ لمْ يكُنْ عَذْباً نَداها غَدَتْ بحْرَا

لغرْناطَةٍ أعْمَلتَ وِجْهَةَ ناصرٍ

يهزُّ لنَصْرِ الدّين صَعْدتَهُ السّمْرا

مَدَدت إلى التّقبيل راحَةَ مُنْعِمٍ

أطَلنا على تقبيلها الحمْدَ والشكْرا

فلِلهِ أعْلامُ الجهادِ كأنّها

سَحابٌ وشمْسُ الأفق طَلْعتُكَ الغرّا

ستُنهِضُ للغاراتِ خَيْلاً مُغيرةً

تُطيلُ ارْتِياحاً وهْيَ ما قارَبَتْ خمرا

وما ذاكَ إلا حيْث أنت مُملكٌ

قواعدَها طوْعاً وكفّارَها قَهْرا

تسُلُّ عليهِمْ في لَظى الحَرب مُرْهَفاً

فَتورِدُهُم منه على ظمأٍ نَهْرا

وتَفتَحُ أقطارَ العدُوّ بعزْمَةٍ

فتقْمَعُ مغْترّاً وتوسِعُ مُعْتَرّا

فللّهِ في الإسْلامِ أيامُك التي

أقرّتْ له عَيْناً كما شرَحَتْ صَدْرا

فكم من ثغور كالعَذارَى تبرّجَتْ

وقد أضْحكَ الفَتْحُ المُبينُ لها ثَغْرا

فَيا راكِبَ الوجْناء يَطْوي بها الفَلا

يرومُ بطيّ القَفْرِ أن يُذْهِبَ الفَقْرا

وقد أُرْسِلَتْ مثل السّفين ملجّجاً

وما اتّخذت إلا السّرابَ بها بَحْرا

إذا كنتَ تبغي مَوْرِدَ الجود فاعتَصِم

بمن ترْتجي الأمْلاكُ نائِلَهُ الغَمْرا

بأعْلى مُلوكِ الأرضِ ذاتاً ومَحْتِداً

وأرْفَعِهمْ قدْراً وأشهرِهمْ ذِكْرا

بأكْرمَ من يكسُو المَلابسَ قد ضَفَتْ

وأشرَفَ من يُمْطي المحجّلةَ الغرّا

فكمْ آمِلٍ قد أمَّ جودَ يمينهِ

فيُسِّر لليُسْرى وفوتِح بالبُشْرى

إذا فاض نيلُ الجودِ من كفّ يوسُفٍ

كفَى نيْلُهُ العافين أن يهْبِطوا مصْرا

وإن لاحَ نورُ الصّبحِ من وجْهِ يوسُفٍ

رأيْتَ نجومَ الأفْقِ قدْ رَعِشَتْ ذُعْرا

سيُطلِعُ في ليلِ العجاجِ نُصولَهُ

نُجوماً ويُبْدي منْ عزيمتِه فجْرا

بحقّك يا مَوْلايَ لا تنسَ عهدَ مَنْ

يحادِثُ موْلاهُ بأفْكارِه سرّا

فكمْ باتَ في جَمْرِ الغضى مُتَقلِّباً

وذكرُكَ يُذْكي في جَوانِحه جَمْرا

إلى أن رأى ذاكَ المحيّا فأصبحَتْ

صُدورُ القوافِي تشْرحُ القلبَ والصّدْرا

فدونكهَا تُهْدي الهَناءَ حديقةً

مُهدّلةً دَوْحاً مؤرّجَةً نَشْرا

وقد راقَ لونُ الحِبْرِ فوقَ بياضِها

كما راقَ لونُ الخالِ في وجْنَةِ العَذْرا

ومن فكْرِ مولانا وخطِّ يمينِه

غَدا العَبْدُ في جيدِ العُلى ينظِمُ الدُّرّا

فرُحْماكَ فيها بنتَ فكْرٍ كأنها

أتَتْكَ على استحيائِها تَشْتَكي الدّهْرا

ومَقصَدُها منكَ القَبُولُ فجُدْ بهِ

لعبْدٍ محبٍّ أخلصَ السّرَّ والجَهْرا

بدائعُ هَبّتْ للثناءِ نواسِحٌ

وما اتخذتْ إلا حدائقَها مَسْرى

فنَثرٌ يُباهي نثْرةَ الأفْق بهجةً

وشِعْرٌ يُضاهي في مَحاسِنِها الشِّعْرَى

وللهِ كمْ أبْدَت يداهُ يَراعةً

يَفُلُّ شبَاها البيضَ والأسَلَ السُّمْرا

سَقاها مُدامَ الحِبْر حتّى اسْتَمالها

فهل سَجَدتْ شُكْراً كما رجَحتْ سُكْرا

وقدْ نَذَرَ المملوكُ إنشادَ هَذه

لدَيْكَ فما وَفّى يميناً ولا نَذْرا

ولكنّ حسْبي منْكَ أدْنى إشارةٍ

إليّ بلحْظِ اللحْظِ ترْفَعُ لي ذِكْرا

بَقيت لدينِ اللهِ تنْصُرُ أهْلَهُ

مُطاعاً إذا ما تُنْفذُ النهْيَ والأمْرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة هنيئا فصنع الله وافاك بالبشرى

قصيدة هنيئا فصنع الله وافاك بالبشرى لـ ابن فركون وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي