هنيئا لريا ما تضم الجوانح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هنيئا لريا ما تضم الجوانح لـ محمود سامي البارودي

اقتباس من قصيدة هنيئا لريا ما تضم الجوانح لـ محمود سامي البارودي

هَنِيئاً لِرَيَّا ما تَضُمُّ الْجَوَانِحُ

وَإِنْ طَوَّحَتْ بِي في هَواهَا الطَّوائِحُ

فَتاةٌ لَهَا فِي مَنْصِبِ الْحُسْنِ سُورَةٌ

تُقَصِّرُ عَنْها الْغِيدُ وَهْيَ رَواجِحُ

أَحَاطَ عَلَى مِثْلِ الْكَثِيبِ إِزارُهَا

ودَارَتْ عَلَى مِثْلِ الْقَناةِ الْوَشائِحُ

فَفِي الْغُصْنِ مِنْها إِنْ تَثَنَّتْ مَشابِهٌ

وفي الْبَدْرِ مِنْها إِنْ تَجَلَّتْ مَلامِحُ

مَحَاسِنُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ كَثِيرَةٌ

وَلَكِنَّها إِنْ وازَنَتْها مَقابِحُ

كَأَنَّ اهْتِزازَ الْقُرْطِ فِي صَفْحِ جِيدِها

سَنَا كَوْكَبٍ فِي مَطْلَعِ الْفَجْرِ لائِحُ

لَها ذُكْرَةٌ عِنْدِي وَطَيْفٌ كِلاهُما

بِتِمْثَالِها غادٍ عَليَّ ورائِحُ

عَجِبْتُ لِعَيْنِي كَيْفَ تَظْمَأُ دُونَها

وإِنْسَانُها في لُجَّةِ الْمَاءِ سابِحُ

أَحِنُّ لَهَا شَوْقاً وَدُونَ مَزارِهَا

مَسَالِكُ يَأْوِيهَا الرَّدَى وَمَنَادِحُ

فَيَافٍ يَضِلُّ النَّجْمُ فِي قُذُفاتِها

وتَظْلَعُ فِيها النَّائِجَاتُ الْبَوَارِحُ

وَلُجَّةُ بَحْرٍ كُلَّما هَبَّ عَاصِفٌ

مِنَ الرِّيحِ دَوَّى مَوْجُهَا المُتَنَاطِحُ

فَقَلْبِيَ تَحْتَ السَّرْدِ كَالنَّارِ لافِحٌ

وَدَمْعِيَ فَوْقَ الْخَدِّ كالْمَاءِ سافِحُ

وَلَوْ كُنْتُ مَطْلُوقَ الْعِنَانِ لَما ثَنَت

هَوايَ الْفَيَافِي والْبِحَارُ الطَّوافِحُ

ولَكِنَّنِي في جَحْفَلٍ لَيْسَ دُونَهُ

بَراحٌ لِذِي عُذْرٍ وَلا عَنْهُ بَارِحُ

يُكافِحُنِي شَوْقِي إِذا اللَّيْلُ جَنَّنِي

وأَغْدُو عَلَى جَمْعِ العِدَا فَأُكَافِحُ

خَصِيمانِ هَذا بِالْفُؤَادِ مُخَيِّمٌ

وَذلكَ عَنْ مَرْمَى الْقَذِيفَةِ نازِحُ

وَمَا بِيَ ما أَخْشَاهُ مِنْ صَوْلَةِ الْعِدا

لَوَ انَّ الْهَوَى يُولِي يَداً أَوْ يُسامِحُ

فَيَا رَوْضَةَ الْمِقْياسِ حَيَّاكِ عارِضٌ

مِنَ الْمُزْنِ خَفَّاقُ الْجَنَاحَيْنِ دَالِحُ

ضَحُوكُ ثَنايَا الْبَرْقِ تَجْرِي عُيُونُهُ

بِوَدْقٍ بِهِ تَحْيَا الرُّبَا وَالصَّحَاصِحُ

تَحُوكُ بِخَيْطِ الْمُزْنِ مِنْهُ يَدُ الصَّبَا

لَها حُلَّةً تَخْتَالُ فِيهَا الأَبَاطِحُ

مَنَازِلُ حَلَّ الدَّهْرُ فِيهَا تَمائِمي

وصَافَحَنِي فيها الْقَنا وَالصَّفائِحُ

وإِنَّ أَحَقَّ الأَرْضِ بِالشُّكْرِ مَنْزِلٌ

يَكونُ بِهِ لِلْمَرْءِ خِلٌّ مُنَاصِحُ

فَهَلْ تَرْجِعُ الأَيَّامُ فيهِ بِمَا مَضَتْ

ويَجْرِي بِوَصْلٍ مِنْ أُمَيْمَةَ سانِحُ

لَعَمْرِي لَقَدْ طَالَ النَّوَى وَتَقَاذَفَتْ

مَهَامِهُ دُونَ الْمُلْتَقَى ومَطاوِحُ

وأَصْبَحْتُ في أَرْضٍ يَحَارُ بِها الْقَطا

وَتَرْهَبُها الْجِنانُ وَهْيَ سَوارِحُ

بَعِيدَةُ أَقْطَارِ الدَّيامِيمِ لَوْ عَدَا

سُلَيْكٌ بِها شَأْواً قَضَى وَهْوَ رازِحُ

تَصِيحُ بِها الأَصْدَاءُ فِي غَسَقِ الدُّجَى

صِيَاحَ الثَّكَالَى هَيَّجَتْها النَّوائِحُ

تَرَدَّتْ بِسَمُّورِ الْغَمامِ جِبالُها

ومَاجَتْ بِتَيَّارِ السُّيُولِ الْبَطَائِحُ

فَأَنْجادُها لِلْكَاسِراتِ مَعَاقِلٌ

وَأَغْوَارُها لِلْعاسِلاتِ مَسَارِحُ

مَهَالِكُ يَنْسَى الْمَرْءُ فِيها خَلِيلَهُ

ويَنْدُرُ عَنْ سَوْمِ الْعُلا مَنْ يُنَافِحُ

فَلا جَوَّ إِلَّا سَمْهَرِيٌّ وقاضِبٌ

وَلا أَرْضَ إِلَّا شَمَّرِيٌّ وَسابِحُ

تَرانَا بِهَا كَالأُسْدِ نَرْصُدُ غارَةً

يَطِيرُ بِهَا فَتْقٌ مِنَ الصُّبْحِ لامِحُ

مَدافِعُنَا نُصْبُ الْعِدَا ومُشاتُنَا

قِيَامٌ تَلِيها الصَّافِناتُ الْقَوارِحُ

ثَلاثَةُ أَصْنَافٍ تَقِيهنَّ ساقَةٌ

صِيَالَ الْعِدَا إِنْ صاحَ بِالشَّرِّ صَائِحُ

فَلَسْتَ تَرَى إِلَّا كُماةً بَوَاسِلا

وَجُرْداً تَخُوضُ الْمَوْتَ وَهْيَ ضَوابِحُ

نُغِيرُ عَلى الأَبْطَالِ والصُّبْحُ باسِمٌ

وَنَأْوِي إِلَى الأَدْغَالِ واللَّيْلُ جَانِحُ

بَكَى صاحِبِي لَمَّا رَأَى الْحَرْبَ أَقْبَلَتْ

بِأَبْنَائِها والْيَوْمُ أَغْبَرُ كالِحُ

ولَمْ يَكُ مَبْكاهُ لِخَوْفٍ وَإِنَّما

تَوَهَّمَ أَنِّي في الْكَرِيهَةِ طَائِحُ

فَقَالَ اتَّئِدْ قَبْلَ الصِّيَالِ ولا تَكُنْ

لنَفْسِكَ حَرْبَاً إِنَّنِي لَكَ ناصِحُ

أَلَمْ تَرَ مَعْقُودَ الدُّخَانِ كَأَنَّمَا

عَلَى عَاتِقِ الْجَوْزَاءِ مِنْهُ سَرائِحُ

وقَدْ نَشَأَتْ لِلْحَرْبِ مُزْنَةُ قَسْطَلٍ

لَهَا مُسْتَهِلٌّ بِالْمَنِيَّةِ راشِحُ

فَلا رَأْيَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ بِنَجْوَةٍ

فَإِنَّكَ مَقْصُودُ الْمَكَانَةِ واضِحُ

فَقُلْتُ تَعَلَّمْ إِنَّما هِيَ خُطَّةٌ

يَطُولُ بِها مَجْدٌ وتُخْشَى فَضَائِحُ

فَمَا كُلُّ ما تَرْجُو مِنَ الأَمْرِ ناجِعٌ

وَلا كُلُّ ما تَخْشَى مِنَ الْخَطْبِ فَادِحُ

فَقَدْ يَهْلَكُ الرِّعْدِيدُ في عُقْرِ دارِهِ

ويَنْجُو مِنَ الْحَتفِ الْكَمِيُّ الْمُشايِحُ

وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْماً مُلاقٍ حِمَامَهُ

وإِنْ عَارَ في أَرْسَانِهِ وَهْوَ جَامِحُ

فَمَا بارِحٌ إِلَّا مَعَ الْخَيْرِ سَانِحٌ

ولا سَانِحٌ إِلَّا مَعَ الشَّرِّ بارِحُ

فَإِنْ عِشْتُ صافَحْتُ الثُّرَيَّا وإِنْ أَمُتْ

فَإِنَّ كَرِيماً مَنْ تَضُمُّ الصَّفَائِحُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة هنيئا لريا ما تضم الجوانح

قصيدة هنيئا لريا ما تضم الجوانح لـ محمود سامي البارودي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن محمود سامي البارودي

محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري. أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي) . نسبته إلى (إيتاي البارود) ، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية. ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا. الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال. ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان. حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317هـ‍ فعاد إلى مصر. أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر. له (ديوان شعر -ط) ، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.[١]

تعريف محمود سامي البارودي في ويكيبيديا

محمود سامي بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري (1255 هـ / 6 أكتوبر 1839 - 1322 هـ / 12 ديسمبر 1904)، هو شاعر مصري ولد عام 1838م من أسرة مؤثرة لها صلة بأمور الحكم. نشأ طموحا تبوأ مناصب مهمة بعد أن التحق بالسلك العسكري، وقد ثقف نفسه بالاطلاع على التراث العربي ولا سيما الأدبي؛ فقرأ دواوين الشعراء وحفظ شعرهم وهو في مقتبل عمره. أُعجب بالشعراء المُجددين مثل أبي تمام والبحتري والشريف الرضي والمتنبي وغيرهم، وهو رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابية. ولقد تولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار لهُ، ولقب برب السيف والقلم.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي