هنيئا هنيئا إمام الهدى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة هنيئا هنيئا إمام الهدى لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة هنيئا هنيئا إمام الهدى لـ ابن فركون

هنيئاً هنيئاً إمامَ الهُدَى

وغَوْث الوجودِ وغيث النّدَى

وبُشْرَى بوافدةٍ قد أتَتْ

لها شرَفٌ حازَ أقصَى المَدَى

على إثْر مَن جَدّ في سَيْرِهِ

وحادِي المَنايا بِهِ قدْ حَدا

ولو كان يُفْدَى لكانَتْ لهُ

نُفوسُ البَرايا جميعاً فِدا

لقد طَلعَتْ هذه عنْدَما

رأتْ سَيْفَهُ في الثّرَى أُغْمِدا

وكان سَحاباً إذا يُرْتَجَى

وكان شِهاباً بهِ يُهْتَدَى

فإنْ غابَ بَدْرُ الدّجَى مشْرقاً

فشمْسُ الضُحى نُورُها قد بَدا

أنارَتْ ومنْ شأنِها أنّها

متى طلَعَتْ لمْ تَدعْ فرْقَدا

فأيْمِنْ وأسْعِدْ بها طَلْعَةً

وأعْظِمْ وأكْرِمْ بهِ مَوْلِدا

ويا ناصِراً جاءَ يَطْوي الفَلا

يُجدُّ السُّرى طالباً للجَدا

بمثْوَى إمامِ الهُدَى يوسُفٍ

أنِخْ رَكْبَكَ المُتْهمَ المُنْجِدا

ويمِّمْ على ظَمإٍ بابَهُ

تَجِدْ عندهُ الظِّلَّ والمَوْرِدا

فما ذَلَّ مَنْ بعُلاهُ اعْتَلى

ولا ضَلَّ منْ بهُداهُ اهْتدَى

أما ناصِرُ الدّينَ مَنْ لمْ يزَلْ

يُنيلُ النّدى ويُجيبُ النِّدا

أما ناصرُ الدّين منْ كَفُّهُ

حَياةُ العُفاةِ وحَتْفُ العِدَى

من القومِ قامُوا بنَصْرِ الرسولِ

قِياماً ولِيَّ العِدَى أقْعَدَا

فكمْ وافدٍ إذْ أتى حيَّهُم

على المُعْتَدينَ بهِمْ أُيِّدا

ويوسُفُ منْ بعدِهمْ قد أتَى

فَجادَ وعَهْدَهُمُ جَدّدا

فكمْ خَلَلٍ سَدَّهُ في الثُّغورِ

وسهْمٍ لحرْبِ العِدَى سَدّدا

وكمْ منْ حِمىً قد حَماهُ وكمْ

جِهادٍ به نفْسَهُ أجْهَدا

وكمْ من بِناءٍ بتَشْييدِه

أبانَ مَعالِمَ دينِ الهُدَى

وأنت الذي تُرْتَجى مُنْعِماً

يُجيزُ إذا ما الزّمانُ اعتَدَى

فما ذلّلَ الدّهْرُ إلاّ أعزَّ

ولا ضلّلَ الغَيُّ إلا هَدَى

سيُعْطي وليُّ العِدَى راغِماً

زماماً لما شِئتَ أو مِقْوَدا

متَى قصدَتهُ الجيادُ التي

تُضمّرها نالتِ المَقْصَدا

إذا ما أغارَت على خيْفِه

أغارَ بها الخَوْفُ أو أنْجَدا

بذِكرِكَ تعْنُو وجوهٌ غدَتْ

إلى ربّها رُكّعاً سُجَّدا

بحُبّكَ دانت قلوبُ الوَرى

فها هِيَ جمْعٌ حَوَتْ مُفْرَدا

ومدْحُكَ هامَتْ بتَرْدادِه

فكلُّ لِسانٍ به قدْ شَدا

فهُنّئْتَها كيفَ تبْغي العُلَى

صنائِعَ أرْغَمَتِ الحُسَّدا

ولازِلتَ تُحْيي رُسومَ النّدَى

كما شِئتَهُ ووُقِيتَ الرّدَى

تُشيّدُ لي معْلَماً للقَبولِ

فيغْدو لِساني بهِ مُنْشِدا

سواكَ على الدّهْرِ إذْ جارَ لمْ

نَجِدهُ مُعيناً ولا مُنجِدا

لئن مَطَلَتْ بكَ أيّامُهُ

فقَد أنجَزَتْ منكَ لي المَوْعِدا

ودُمْتَ تُجيبُ نِداءَ العُفاةِ

بما تَرتجي من جَزيلِ النّدَى

شرح ومعاني كلمات قصيدة هنيئا هنيئا إمام الهدى

قصيدة هنيئا هنيئا إمام الهدى لـ ابن فركون وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي